23 نوفمبر، 2024 3:03 ص
Search
Close this search box.

إقبلوا هذا الكلام ليكون درساً!

إقبلوا هذا الكلام ليكون درساً!

ذات مرة قال الشيخ خالد الملا رئيس هيئة علماء العراق: (قُتل الآف الشيعة ودُمرت مساجدهم ومقدساتهم في سامراء، ولم يفتِ مرجعهم بالقتال، وحين دخلت داعش مدينة سُنية أفتى المرجع بالجهاد)، أما أهل التشكيك، والثرثرة، والتثبيط، فكانوا يقولون أن داعش قادمة لإسترجاع الحقوق، والحكم بالسُّنة النبوية، وقالوا أنهم أفضل من الحكومة، والدولة، والجيش، وأن حياة الموصليين ستتحسن، ولكن بعد أيام أصبح مكشوفاً، فهم أناس دخلاء همج رعاع، أرادوا أخذ أراضينا، ويغتصبوا دورنا، ويهتكوا أعراضنا، ويدمروا مقدساتنا.

لنحرص على أن يكون موقفنا موقف عز وفخر، وننسى محطات اليأس، والإخفاق، والتخاذل، فعندما تكون الأمة في مواجهة مصيرها، لا يعود هناك مجال للمجاملات والحسابات الضيقة، وعندما يقف الوطن أمام مفترق خطير، لا يمكن القبول بأنصاف الحلول، فالعراق عظيم لتتحطم على صخور عظمته، كل النرجسيات الشخصية والنزوات الطائفية، ولا يمكننا التضحية بمصير أجيال قادمة، بسبب أخطاء بعض من الجيل الحاضر، فليس المهم أن نعطي الدماء مع أنها غالية جداً علينا، بل المهم أن يستمر المشروع.

يجب أن يفهم العراقيين كيف تحول التحدي الى فرصة للنصر، والإنكسار لإنتصار، والمحنة لمنحة، والهزيمة لعزيمة، والعَبرة لعِبرة، وأن يستوعب الجميع مقدار التضحيات، التي وهبت للدفاع عن الأرض والعرض، وفي مقدمتها صاحب الفتوى العظيمة، السيد الإمام علي السيستاني (دام ظله الوارف)، فلولاه لما كان الصبر ولما تحقق النصر، فكانت فتواه من قلب الحدث، لأن الغزو والإستباحة حدثت في مدن سُنية، ولذلك صدح صوته نصرة لأخوتنا وأنفسنا، فلا عودة لداعش ولا لظروف تصنعهم، وطوبى للفتوى وحشدها.

قد تكون شروط الحياة في الموصل الحدباء، اليوم صعبة في ظاهرها، لكنها في عمقها الوطني والإنساني، سحبت البساط من تحت المتآمرين، الذين طالبوا بحل الحشد ووصفه بالمليشيا، لقد بات موقفه واضحاً فأنتَ عندما تتحدث عن نينوى، فإنكَ تتحدث عن العراق المصغر: (عرباً وكورداً، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحين، وصابئة وتركماناً، وأيزيدياً وشبكاً)، وتتكلم عن الموصل، وتلعفر، وسنجار، والبعاج، والحمدانية، والزنجيلي، أيسرها، وأيمنها، ونحدثكم بأننا نتقاتل لأجلكم، وعندما ننتصر فالمشروع الوطني سينتصر، حتى يحيا الباقون بحياة المشروع.

إذا كان فن السياسة معناه خدمة الناس فهذا هو الدين، وتعني يا سياسي:إن معياركَ في العمل السياسي خدمة الناس، وبخلافه أنتَ لستَ سياسياً ولا متديناً، لذا وفي ضوء مرحلة الإنتصارعلى دولة الخرافة، فعلينا الإنفتاح على الآخر الشريك الواقعي في الوطن، فقدرنا العيش معاً لننطلق نحو التعايش على أرض تسعنا جميعاً، وأن ندير تعددنا الجميل وإختلافاتنا الأجمل، بعيداً عن المصالح الضيقة والمتاجرات الرخيصة، والمزايدات البائسة، فلا خير في حسن الجسوم وطولها، مالم تزن تلك الجسوم عقولا!

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات