اقامة سور الصين الجديد على حدود امريكا مع المكسيك ..قرار منتظر منه ان يدشن به الرئيس دونالد ترامب اول ايام سلطته في البيت الابيض..و يبلغ قادته العسكريين لاستعادة هيبة امريكا في الشرق الاوسط وتحديدا العراق وايران ..
مستعجلا سني حكمه وتنفيذا لاول وعوده ، دونالد ترامب الرئيس الامريكي 45 قد يكتب بقلمه الرئاسي اليوم اول ما وعد به جمهوره الانتخابي من انه سيوقع على قرار انشاء سور صين جديد على طول حدود امريكا مع المكسيك يبلغ مداه 2000 ميل دفاعا عما وصفه بامنها الاجتماعي في مواجهة تهريب المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين…
لو صحت التوقعات والتنبؤات والسنياريوهات وتم ربط الاقوال بالافعال ، فانها ستكون الخطوة الاولى التي يبدأ فيها مسيرة حكمه في البيت الابيض اليوم الجمعة على الصعيد الداخلي وان المنتظر منه كما وعد سيكون اكبر واعظم على صعيد علاقاته بالعالم واعادة ترتيب موقع امريكا في سلم صعود ماديٍ وماليٍ واقتصادي سيضعه ضمن سلم اولوياته التي تحف بها نخبة من الصقور الذين اختارهم لكابينته الوزارية . الشرق الاوسط والعراق وسوريا وايران النووية وايضا الصين تحديدا ستكون من ضمن اكبر التحديات التي تواجه ادارته ومحاولته استرجاع هيبة امريكا التي اضاعها سلفه اوباما في سياسة التردد والانزواء وحتى الانسحابات غير المنظمة من مواقع الاحداث الساخنة وتراجع دورها الى مصاف لايرتضيها لنفسه رئيسا امريكيا واحدا ..
هو اذن سيلفت الانظار إليه بجملة قرارات ويستبق تاكيد دوره الفاعل من خلال وعود بدات تلوح للافق مقترباتها ..داخليا عنده صراعان رئيسيان اولهما منع الهجرة غير المنظمة وتسلل مئات الالوف من المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك وفي مواجهة هكذا تحدٍ للامن والاقتصاد الامريكي سيبني كما وعد جدارا واقيا معززا بكل تكنولوجيات الاستشعار والمراقبة الذي ستتحكم به اقمارا صناعية وسيقوم بتعزيز اجراءات منح الجنسية وابعاد من اساء للضيافة والقوانين ..
وثاني هذه المعظلات هو تقوية الاقتصاد الامريكي ووقف نزيف الشركات الامريكية المغادرة ورساميلها خارج حدود الولايات المتحدة ومحاولة استرجاعها وبناء صناعة جديدة تعتمد الايدي العاملة ورؤوس الاموال الامريكية المتسللة على شكل مصانع وشركات في العديد من دول العالم بما يخلق مئات الالاف من فرص العمل للعمالة الامريكية .. لن اطيل في الحديث عن احلامه وآماله لكنه قطعا سيحاول ان يمسح بعضاَ من اهم مرتكزات وبصمات سلفه الاسود باراك اوباما وفي المقدمة اوباما كير .. ومما علق بسمعة امريكا في المواجهة في مناطق الصراع في العالم .. وكما قلنا إن للشرق الاوسط وتحديدا العراق الذي تم غدره وتسليمه لقمة سائغة لايران مكانة استثائية اقلقت الكثير من الساسة العراقيين و سيحاول ان يدفعها ثمن ابتلاعه لها لا بل انه سيجبرها على “التجشوء المالي ” اي راح يُزوعها دم كما يقال باللهجة العراقية الدارجة ،لكي يعيد ترتيب الاوضاع في المنطقة ومنها سوريا وليبيا من خلال الاسراع بقوة في تدمير داعش وملاحقتها في كل بلدان العالم بعدما دقت عليه ابواب بلاده وبلدان اخرى ..
سيحاول الرئيس ترامب ان يعيد الهيبة للجندية الامريكية بعدما قل مقدارها اثر الانسحاب غير المسؤول الذي تبناه اوباما من العراق ما ادى الى تسلط ايران على مقدرات العراق وصولا الى تاثيرها حتى على تشكيل اي وزارة عراقية وما ادت اليه سياسة التراخي في مواجهة الارهاب في المنطقة الى تقدم داعش لاحتلال ثلثي العراق قبل ان يضمحل دورها فيه ،لكنها لازالت عنده وضمن سياسة صقوره عنصرا يُفقد المنطقة والعالم الكثير من ضماناته واستتباب الامن والسلم الدوليين ..
وتيمنا بمقدمه وربما يكون ذلك مصادفة او تنسيقا غير منظورا هو سيحاول ان يقرب النصر على داعش وسحقها ليس في العراق وحده وانما في سوريا وربما يعلن العراق اليوم الجمعة ان الجانب الايسر للموصل المحتلة من داعش قد انتهى.. وقد تتجه الانظار الى الجانب الايمن لتكون للقوات الامريكية الجوية منها دور فاعل في اطفاء جذوة هذه الدولة المظلمه ” داعش” وهو ما يفزع اركانا في السلطة العراقية الحاكمة ويقض من مضاجعها وفي المقدمة منهم رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي…؟لئلا يكتشف العالم الدور الذي قامت به كلا من ايران ودول اقليمية اخرى من خلال مباركة وتنسيق مع قيادات عراقية في رهن امن العراق ووحدته بيد داعش ومليشيات تؤدي نفس الدور ..
الضربات الجوية الامريكية لقيادات داعش وعُقدِ اتصالاتها وواسلحتها وجيوبها واستحكاماتها ستكون من ستطفئ هذه النيران المشتعلة منذ عامين ونصف في العراق وسوريا واليمن وحتى مصر وليبيا ..
لكن في حسابات رجل الاعمال الذي اصبح سيد البيت الابيض ستكون خروجا عما يتهم به راس المال مجازاَ بانه جبان لانه سيطالب هذه البلدان باثمان دعمه لها عسكريا وامنيا وهو ما ينذر بتوجه المنطقة الى ان تتحول الى مزارع للابقار تدر اللبن مقابل ثمن .. وفي مواجهة هكذا تطلعات واهواء عبر العراق عن مخاوفه على لسان رئيس وزرائه حيدر العبادي من ان يطالب باثمان اسقاطه للنظام السابق ملمحا العبادي في خطابه امس الى انه قد يطالب غُزاته ان يدفعوا اثمان تدميرهم لبناه التحتية وحتى سرقات مليارات الدولارات التي شاركت بها شركات وشخوص امريكية ..!!
تلميح العبادي كان قويا لايقارن باي تلميح اخر سيضع العراق لو احسن اعداد ملفاته في قائمة البلدان الدائنة لامريكا وفق قانون جاستا الذي اقره الكونغرس الأمريكي مؤخرا تحت مسمى قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” (جاستا)، الذي يسمح لعائلات ضحايا الهجمات الإرهابية بمقاضاة دول أجنبية، واثار استنكارا عربياً وضجة عالمية ..لكنه كان سلاحا ذو حدين يضع امريكا تحت طائلة نفس القانون فيما لو استخدمته الدول التي تعرض للغزو ومنها العراق..
ومع كل ذلك يبقى هدف الحكومة المركزية يشاطرهم في ذلك المجتمع الدولي هو تحرير الجانب الايمن من الموصل ولا يستثنى منهم إلآ المورطون في جريمة ادخال داعش ومنحها اسباب القوة بعد ان تم سحب الجيش العراقي غدرا وخديعةَ .. اقول جازما ان الحرب على داعش ستشتد وتيرتها وسيكون هناك دوركبير للقيادات الامريكية العسكرية التي بدات تتوافد لانتزاع نصر سريع مستخدمين القاصفات الامريكية الثقيلة وتكنولوجيا المعلومات والرصد والقنابل والصواريخ الجوالة الذكية لاجبار داعش على الاستسلام في غضون شهرين او الموت على عتباتها .. و بهمة عالية سيرافقها ويتبعها بفارغ الصبر مشاركة جيوش كلا من روسيا وتركيا للقضاء على ما تبقى من مرتكزات الدولة غير الاسلامية في الرقة والتي بدأ يؤطرها تعاون دولي مثالي في مواجهة الخطر الداهم الذي تمثله داعش بعد سلسلة خيبات امل وتردد انهى به الرئيس المنتهية ولايته اوباما على صعيد المنطقة والعالم ..
وبلا شك ان الموقف من ايران وبرنامجها النووي والتشدد معها سيكون جوهر سياسة دونالد ترامب الجديدة لتقليم اظافر روحاني وخامنئي لكي يضع ايران في حجمها بعيدا عن اي تراخٍ او القبول بقسمة اي كعكعة معها سواء في الخليج او العراق وسوريا واليمن .. العالم العربي والاسلامي يستمع اليوم الى صدى بعض المعاول التي تحاول ان تهدم جدار العلاقات العربية الامريكية في عهد ترامب وهو تحد بارز يهدم خيار الدولتين ومحاولة عرقلة ذلك من خلال افكاره واراء مستشاريه و نواياه هو بالذات بنقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس المحتلة ..
ومع ذلك ورغم كل هذه السيناريوهات فان من المبكر الحكم على توجهات الرئيس دونالد ترامب التي سبق وخاطب بها ومنًى بها جمهوره الانتخابي الذي اكتسح بها غريمته هيلاري كلنتون، لكن من المؤكد ان الثوابت عنده تعني راس المال المضاف وتقليم اظافر ايران وردع برنامجها النووي..لكن ما لفت نظري قول المتحدث باسم ترامب للصحفيين ” شون سبايسر “امس الخميس “إنه ملتزم ليس فقط في اليوم الأول وإنما أيضا في اليومين الثاني والثالث بوضع أجندة تغيير حقيقي وأعتقد أنكم سترون ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة.” كلام يترجم تطلعات رئيس يريد ان يبهر العالم بكل افعاله وحتى تخرصاته ازاء قضية عربية اسلامية مركزية هي” فلسطين”..
وستحظى الصين بدورها بعين حارة منه في محاولة مبكرة لتحجيم دورها سيضع ثقلها في برنامج حكومته والتي ترجمها باتصالات مع قادة مناوئين لها في تايوان وربما سيناور بعلاقاته الممتازة مع الرئيس الروسي بوتين لردع هذا المارد الذي غزا العالم اقتصاديا وجعل من احتفالات امريكا في كل المناسبات علامات ابتهاج تضيئها الالعاب النارية الصينية التي اصبحت جزءا رئيسا يستزف منها مليارات الدولارات سنويا ..!!
كاتب من العراق