اجتمعت مؤخراً الاصوات الطائفية والقومية، احتشدت الابواق كلها بأصواتها النشاز، في لحظة غير مسبوقة لعزف نغمة رديئة عنوانها إخفاء مجرم..
اجتمع اعضاء البرلمان في سابقة غير مسبوقة، كسروا صمتهم وأجلوا سفرات الاستجمام وعمليات التجميل وتناسوا خلافاتهم التي أدت الى ما نحن فيه من مشكلات لا حل لها.. اتفقوا جميعاً على إقصاء محافظ نينوى (أثيل النجيفي) صوتوا على عجل.. ليس لان النجيفي اخفق في أداء مهام عمله كمحافظ او لانه مدان بداعي دعم الارهاب.. وليس لانه سارق او مختلس..
أقالوه لانه، وحده من يعرف حقيقة وأبعاد سقوط الموصل.. ويعرف المدان الاول الذي أخفاه كل من صوت على الاقالة..
ها قد أقيل من ابتليتموه بسقوط الموصل .. على الرغم من انه لم يكن يمتلك سلطة تحريك عسكري واحد، وان مهامه مرتبطة بالشأن المدني للمحافظة، فضلاً عن تهميشه وتجريده من الصلاحيات التي يتمتع بها اي محافظ في زمن رئيس الوزراء السابق..
ها قد ابعد النجيفي قسراً عن العملية السياسية، ابعد بعد ان صرح مؤخراً في أكثر من منبر اعلامي، ان اهل نينوى هم الاولى والاقدر بتحريرها من دنس داعش الظلامي الارهابي..
ترك النجيفي مركزه كمحافظ، ولم يأبه لقرار الاقالة، ذلك انه لم يكن ممن تشبثوا بالمنصب وأراقوا الدماء من أجله..
لم يعترض على الاقالة على الرغم من انه جاء بأحقية الانتخاب، ترك منصبه ولم يعترض لانه مدرك تماماً لاسباب إقالته، وهي أسباب يحق له ان يفتخر بها ما بقي له من أنفاس..
لاثيل النجيفي حق الصمت، والصمود بوجه كل الاصوات المعادية، وللنجيفي الحق أيضاً في الدفاع عن مدينته شأن أي مواطن عراقي بسيط.. من دون الحاجة الى حصانة المنصب والوجاهة..
السادة النواب الذين صوتوا على إقالة النجفي، أرادوا دفن خوفهم وحروف الحقيقة التي يدرك تفاصيلها الشارع العراقي والتي تدين المالكي ومليشاته الوقحة وقياداته العسكرية المتاجرة بدماء العراقيين..