أخطر مظاهر النفاق السياسي أن ترى المسؤول وزيراً كان أم محافظ يتذمر ويلغط من المساوئ العامة في وزارته أو محافظته فإذا ظهر في مقابلة تلفزيونية وهو يتأنق ببدلة سوداء ورباط احمر يصور وزارته أو محافظته بصورة وردية ويكرر كلماته البالية المتسمة بالأنانية “أنا وأنا” ويتلكأ أحيانا عند لفظ الـ “السين “وتتحول كلمة سوف الى ” ثوف ” من كثرة تكرارها المستهلك. وصار منهم عند مواجهة نقد أو تظاهر ضده وإذا ماادلهمت الظروف وخشي مغبة النتائج إدعى المرض وسوء صحة الحال وأفتعل ضرورة السفر خارج البلاد وهذا ما لمسناه من أغلب الوزراء والمحافظين .كان الكاظمي نبهاً لما يريده جمهور المحافظات وتكرار خروجهم للشوارع وتطويق بنايات بعض المحافظين مطالبين بإقالة المحافظ ومجلس محافظته لسوء الخدمات وتردي أوضاع المعيشة والشعور بالغبن نتيجة العقود الوهمية الفاسدة في البناء والاعمار وسوء التخطيط ونهب ثروات المحافظة بدون وجه شرعي , لذلك تجرأ رئيس الوزراء بفتح ملفات الفساد في الدوائر الخدمية لتلك المحافظات والتحري والاستنباط عن طريق لجان النزاهة للتحقيق بملفات فساد أغلب المحافظين في محفظاتهم المنكوبة والتي تشكي سوء الخدمات ووعورة الطرق وعدم وجود محطات للتحلية وتدني كافة الخدمات العامة , الآن ورغم ازدياد عدد اصابات المواطنين بفايروس “كورونا “وحظر التجوال الكلي اجتاحت متظاهرون غاضبون ساحات وشوارع أربع محافظات عراقية تطالب بإقالة المحافظين ” المعشعشين ” في عروشهم العاجية الفاسدة في كل اركانها من الذيل الى الرأس وبالعكس , وهنا يجب على الحكومة الالتفات السريع لمطالب المتظاهرين بتلك المحافظات بإجراءات حاسمة لإقالة هؤلاء المحافظين خوفاً مما لايحمد عقباه ولآت بما هو مندم ..حمى الله العراق وشعبه .. ومن الله السؤدد والتوفيق .