عندما يكون التظاهر تعبير حضاري للمطالبة بالحقوق ويحمل وعي وقدرة على المطاولة والاصرار تتجلى نتائجه وتغيير مسار الامور نحو نيل الحقوق وفرض الارادة وكسر شوكة الفاسدين والسراق والظلمة. فاذا تظافرت الجهود واستطاع العقل الجمعي للجماهير في توحيد الرؤى ورص الصفوف ستكون هذه التظاهرات باب خير للإصلاح الحقيقي .. وأحياء لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذلك نعطي لأنفسنا وللأجيال من بعدنا صور بالتلاحم تردع التعديات وتمنع التجاوزات وتمنحنا حصانة من الضعف والوهن الذي يراهن عليه اعدائنا .ومن هنا نتوجه لجماهيرنا العراقية المرابطة في الساحات والتي تنادي بالتغيير الجذري ونشد على أياديها التي لاوت الفاسدين وملفاتهم وقارعت تهديدات المليشيات وسطوتهم! وقدمت صور بهية ارغمت المعاندين والمتجبرين على الانصات لكم وما تحقق من انجازات على قلتها فهي نتاج صبركم وعزمكم ومن راهن على عجزكم ومللكم فقد خسر رهانه وباء بفشل ذريع. اليوم من يدقق بأوضاع البلد وما آل اليه من سوء بسبب سطوة الفاسدين ممن انتحل عنوان(التدين) ليتغلغل في السلطة ويتحكم بمصير الوطن حسب ان الشعب عاجز عن المواجهة حتى راح يفرط بسيادة البلد ويبدد ثرواته وينفذ ارادة اسياده!! فسرعان ما وجد الساحات قد سقطت بيد المتظاهرين يهتفون بالتغيير ويكشفون ملفات السياسيين الفاسدين وفشلت كل محاولات التشكيك والطعن والاستهداف والتعدي لم تفلح حوادث الخطف ولم تجدي وسائل القمع ولم تنجح اساليب المكر والخداع والحيل فهب الشعب نحو الساحات والشوارع ينادي بالإصلاح فلا عجز ولا ملل ولا كلل لو دام هذا الحال سنين طوال فالهتاف يكفي لزعزعت سطوتهم فالرعب دب في قلوبهم والقلق شاركهم حتى منامهم فبوركت هذه الحناجر وسلمت هذه السواعد التي ستقطف الثمار قريبا جدا وهنا لا ننسى ما قاله المتظاهر والناشط الصرخي الحسني الذي بارك للمتظاهرين موقفهم وهو يقول((اِنَّ اِفشالَ المخطَّط التخريبي في تحويل البلاد الى شريعة الغابِ الاكثرِ توحُّشا وفَتْكاً بالعباد والبلاد هو انجازٌ عظيمٌ ورائعٌ لكن لا يصح التوقف عنده بل لابد من ادامة الزخم والمثابرة في العمل، فانتم تصنعون التاريخ للعراق وانتم تحقّقون المعجزة لو اصررتم وثبتّم))فهذه نصيحة الناشط الصرخي لكم بالثبات وعدم ترك الساحات وادمة زخم التظاهرات.