23 ديسمبر، 2024 6:06 ص

إفادات شاهد من الجادرية

إفادات شاهد من الجادرية

كنت أحد المدعوين لحضور المؤتمر الوطني لدعم الحريات الصحفية في العراق، بنسخته الثانية والذي يعقد برعاية مكتب السيد عمار الحكيم في الجادرية ببغداد، ولان الاصداء عما يحصل في الجادرية من عقارات وقصور وغيرها شغلت بالي، كما استقرت في اذهان الكثيرين، كانت الفرصة سانحة لرؤية المنطقة التي يحكى ان الحكيم استغلها له ورعيته.
وانا ادخل البوابة عارضني شابان من حماية المنطقة، اثنان فقط كانوا يجلسون عند البوابة، ظننت انهم معدان لعذوبة الأسلوب الذي يحملانه، شهرت هويتي الصحفية التي قابلاها بكل ادب (تفضل أستاذ)، عجباً عجباً: الهوية التي قبل سويعات اردت ان (انكَعها واشرب مايها) عند دخولي وزارة المالية تلاقي اهتمام هؤلاء الفتية! خطر تفسير لا ثانٍ له، ان هويتي لم تحمل في ترجمتها اللغة الكردية، وان وزارة المالية تغص ببقايا وزير المالية الكردي المباد، أوه.. ذهبنا عن الموضوع بعيداً، عذرا، لكنها ضرورة من متطلبات استكمال الصورة.
دخلت في شارع تحت جسر طابقين، على ضفته اليسرى بيوت سكنية، تصورت انها لذوي عمار الحكيم، لكن، بعد تقصي من أحد ساكنيها الذي صادفني، عرفت انها تعود لمواطنين قطنوها منذ سنوات طوال.
خلف هذه البيوت مقرات ومكاتب، عجباً كم مقر لعمار الحكيم وحزبه لا يتعدى (الــ 40) مقعدً برلمانياً! ما هذا الاسراف؟ لكن المفاجأة ان يافطات اعتلت المقرات عناوينها لا تعود للحكيم بصلة، اتضح ان هنالك مكتب او بيت للمجاهد هادي العامري، ومثله للمجاهد قيس الخزعلي، واخر لعدنان الاسدي، ومقر لرئاسة الجمهورية، ومقرين او ثلاث للسادة في التيار الصدري، ومثلهم لدولة القانون.
خالطني الريب وانا ابحث عن قصور عمار الحكيم، التي صدع فيها رؤوسنا ناشطي الفيس بوك، حتى وصلت الى شاب مبتسم قادني الى بناية تحت ذلك الجسر، بكل ادب اوصلني لشاب اخر، استقبلني بحفاوة عالية وكلمات الترحيب لا تفارق شفتاه، وصلت لقاعة كبيرة حيث مقر المؤتمر، اصابني الفضول الإعلامي للسؤال عن عائديتها، ففي الطابق العلوي غرف اجتماعات، ويقول ذلك الشاب ان في طابقها الأرضي تستقر عائلة الحكيم نفسه، اجبرته ان يبوح لي عن مالكها، فقال ان البناية أحد أملاك الدولة وكان يقطنها طارق عزيز ابان حكمه.
صرخت بلا ادب، وبأي صفة تستغلونها؟ اجابني بهدوء، تستطيع ان تزور قسم العلاقات التابع للمكتب لتزويدك بنسخة من عقد الايجار! وانا استذكر ما قيل وارى ما في الواقع، دخلت القاعة التي بدت وكأنها لوحة فنية، اوصلني ذلك الشاب الى مكاني المخصص، وبعد ان اكتمل العدد دخل الحكيم، وحرص على القاء التحية على جميع الحاضرين، حتى عاد لمكانه الذي خصص وسطنا.
أزال المؤتمر كل هواجس الشك التي تغلغلت لداخلي، احترام لا نظير له للأسرة الصحفية التي حضرت بمستوى عالٍ، حفل منسق وخطاب معتدل، انقل لكم وبحيادية تامة، لم يكلفهم المؤتمر مليون دينار واحد، فقدح ماء وعلبة عصير واحدة وزعت على مائة صحفي تقريبا، فلا غزلان تجزر ولا نعاج تنحر.
خلاصة القول: بعد هذه الجولة انا حكيمي وان لم أٌنَظَم ولا اريد ان أٌنَظَم، علم الحكيم او لم يعلم، وقبل السلام: أدعوكم لزيارة جادرية الحكيم للاطلاع عن كثب وترك مزايدات التسقيط، وحينها دونوا افاداتكم.