“نحن نرفض الهيمنة الخارجية, على مقدرات العراق وثرواته, وفقدان السيادة الوطنية” السيد محمد باقر الحكيم/ شهيد المحراب/
شَرع السيد محمد باقر الحكيم, بوضع الأسس الأولى لبناء, الدولة العراقية الجديدة, بلبنات رصينة واضحة المعالم, تعتمد على الاستقلالية وعدم التبعية, وكان رضوان ربي عليه, واضعاً مصلحة العراق نصب عينيه, وتعتبر من الثوابت التي يسعى لها, كل قائد وطني حقيقي.
شعب العراق الذي عانى الأَمَرين, من نظام الظلم وجور البعث, كانت متلهفا لمن يخلصه من معاناته, ويتحرر لينطلق إلى فضاء الحرية, وإعادة ما فقده إبان ذلك النظام, من تجبر وتكميم أفواه, بعيدا عن مصلحة الوطن والمواطن, وكان الأمل الكبير, في شخص السيد محمد باقر الحكيم, لقيمته الفكرية والعلمية, وطموحه في بناء عراق حُرٍ, بعيداً عن الأهواء الحزبية والشخصية, ساعيا للعدالة الاجتماعية, واستغلال ثروات العراق, من أجل رفاهية الشعب, بكل أطيافه.
شهيد المحراب الذي عرفه الشعب, عالماً وُلِدَ من رحم المرجعية, وسياسياً خبر السياسية من فِكرِ أجداده, وأثبت وطنيته بمقارعة الظلم, من خلال تضحيات تعدت الستين شهيداً, من آل الحكيم ما بين عالم, وطفل ونساء طاهرات, وكأنهم كجدهم الحسين عليه الصلاة والسلام, عندما قالها في كربلاء” يا رب إن كان هذا يرضيك, فخذ حتى ترضى.”
دخَلَ الحكيم محمد أرض وطنه العراق, متلهفاً للقاء شعبه, مباركا لهم سقوط نظام الطغيان, ليستقبله الشعب العراقي, استقبالاً لم يكن له مثيل, لعلمهم الأكيد بأنه المجاهد الوحيد, الذي أرعب صدام ومن تبعه, ولمعرفتهم بتأريخه الزاخر بالعلم والوطنية, والحامل للواء التحرر وبناء العراق.
مضت الأيام والشعب العراقي لا يستمع إلا لخطب الجمعة المقامة, في صحن الروضة العلوية الشريفة, التي كان يؤمها السيد الحكيم, لينهل من فكره الغني بالمشاريع الوطنية, التي لا يمتلكها غيره, ليصبح الهدف لأعداء التحرر والإنسانية.
” إن المرء ليود أن يتفجر, لينتشر ويحتضنكم جميعا” السيد محمد باقر الحكيم/ شهيد المحراب/ وكان كما قال رضوان ربي عليه, فقد تناثر جسده الشريف, قرب مرقد جده, لتصبح كل قطعة منه مشروعاً, يقض مضاجع الظلم والطغيان.
” إيهِ يا باقرَ الحكيمِ سَلامٌ- لِثَواءٍ حَلَلْتَ فيه سَعيدا
حبَّذا الفوزُ بالشَّهادةِ فَخْرَاً- واجتماعٌ في جنةٍ لن تبيدا” الشاعر الإعلامي, حميد حلمي البغدادي.