قبل خمسين عاما تم إغتيال رئيس دولة كبرى وفي ظروف لازالت غامضة لأن أدلة الجريمة قد تم تشويهها ومحقها , وبعد نصف قرن والبحث متواصل في معرفة أسرار ما جرى , ودوافعه ومن الذي قام به حقا , وكيف تم التخطيط الدقيق له.
ألفت مئات الكتب وآلاف المقالات , وأجريت العديد من التحقيقات , ولا يزال السر في علم الغيب أو في علم جهة ما , لن نعرفها أبدا.
فالكثير من أحداث التأريخ تحصل وفقا لمنهجيات غامضة وخفية , لا تُعرف إلا بعد مئات وآلاف السنين.
هذا ما يتعلق بالأشخاص , أما الأوطان فأن أساليب إغتيالها ذات تعقيدات أكبر وأعظم , وكلما يتم إغتيال وطن , يتحقق ذات السلوك في إخفاء الأدلة ومعالم الجريمة , والقضاء على المشاركين في عملية الإغتيال.
وقد تم إغتيال وطن معروف , فتحول من دولة إلى غابة , من دولة ذات مؤسسات , إلى دولة فئات , ومن دولة ذات جيش إلى دولة مليشيات.
ومن دولة الحزب الواحد إلى دولة الفرد الواحد.
ومن سيئ إلى ما هو مبهم ومفاجئ.
ترى مَن الذي إغتال ذلك الوطن؟
ولماذا تم التعتيم على الفاعلين؟
ولماذا يتم طوي صفحة وطن وتحويله إلى حالة أخرى؟
ولماذا , ولماذا؟
إن إغتيال أي وطن يكون بمشاركة بعض أبنائه , ولا يمكن إغتيال الأوطان برصاصة , وإنما بجهود جمهرة من أبناء ذلك الوطن.
فمَن الذي إغتالَ مَن؟!