23 ديسمبر، 2024 1:12 ص

إغتيال الهاشمي.. المتهم والمستفيد

إغتيال الهاشمي.. المتهم والمستفيد

أحدث)إغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي صدمة في الاوساط النخبوية والجماهيرية لما له من علاقة واسعة مع مختلف القنوات الفضائية والتوجهات، وما يتمتع به من خلق وموضوعية في طرح الأفكار وتشخيص الخلل، في المنظومة السياسية إضافة لخبرته في شؤون الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
بغض النظر عن قبول او رفض متبنياته ومواقفه من الصراع الإقليمي والدولي وإنعكاسه على الشأن العراقي، وبعيدا عن لغة التشفي أو التعاطف التي اجتاحت مواقع التواصل حيال الحادث، لابد من معرفة الخلفيات التي بنيت عليها تلك المواقف المتباينة.
لم يعد خافيا على المتابع ان انطباعات الفريق المناوىء للحشد الشعبي والمؤيد للسياسة الأمريكية، وطريقة تعاملها مع الملف الإيراني وبنفس الوقت يغض الطرف عن سلوكها السلبي في العراق، سواء كان على المستوى السياسي او العسكري بمعية بعض من ركب موجة التظاهرات _ هذا الفريق سارع بتوجيه الاتهام لبعض فصائل الحشد بالوقوف خلف جريمة الاغتيال تلك، وهذا الامر مستبعد لأسباب يمكن تلخيصها على نحو التخمين لا اليقين المؤكد كما ذهب “جوقة المتعاطفين ”
من المعلوم ان الحالة العراقية تعاني ارباكا واضحا خصوصا في المشهد الامني والسياسي، طالما انعكس بشكل مباشر على حرية الرأي والتعبير لدرجة الحذر الشديد الذي سلكه بعض الناشطين والمدونين والكتاب، دفعا للضرر عبر المحاباة والعمل على بناء علاقة مميزة مع بعض الجهات، التي يعتقد بوقوفها وراء الاغتيالات التي راح ضحيتها بعض الناشطين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
بنظرة سريعة على مواقف الراحل ومقارنتها مع مواقف بقية المحللين ممن هم اشد حدة ونقدا للطبقة السياسية او لفصائل الحشد، نجد أن هؤلاء أقل شجاعة من تبني تلك المواقف لولا وجودهم خارج العراق سواء في أربيل او عمان او دبي او لندن وغيرها، مما يعني ان وجودهم خارج البلد اتاح لهم فرصة التحرك والتصريح عن أوضاع البلد ونخبه الحاكمة، بغض النظر عن واقعية ومصداقية تلك المواقف والتصريحات.
الامر مع هشام الهاشمي مختلف تماما، فوجوده في بغداد وبين ما يطلق عليها الفصائل المسلحة يفند الاتهامات الموجهة للحشد، إذ من غير المعقول ان يجازف بحياته ببقاءه قرب مصادر الخطر مع توفر وسائل الانتقال إلى مكان آمن.. وهو الخبير الأمني!
علاوة على ذلك تمتعه بعلاقات مميزة مع مختلف المسميات السياسية والحشدية على وجه الخصوص، فالرجل خبير أمني ويتمتع بمؤهلات عالية في معرفة آيدلولوجيا الجماعات المتطرفة، وكانت استشاراته وتوصياته للقوات الأمنية على مختلف مسمياتها، عاملا مهما من عوامل تحقيق المنجز الأمني في العراق.
بناء على ما تقدم ينبغي على الجميع مراعاة نفسية الفرد العراقي الذي يخوض معركة شرسة مع فيروس كورونا وماسببه من انهيار النظام الإقتصادي، الذي لن يكون تأخير صرف رواتب الموظفين آخر فصوله وان يكون ضميره موجها لقلمه ومسطرا لكلماته، بعيدا عن الأهواء والعواطف والنظر بعين العقل الواعية والبحث عن الجهة المستفيدة من هذا الاغتيال سواء كانت فاعلا مباشرا او محرضا محلية كانت او مخابرات دولية.