18 ديسمبر، 2024 11:13 م

كل يوم نتفاجأ من الإعلام بخبر أو فاجعة جديدة منذ ثورة تشرين وحتى الآن…
وكل يوم أقرأ بين السطور الإمتعاضات والأحزان التي تكتب بحق المقتولين والقتلة عبارات تجعل أي قارئ يحزن ويعجب لحال هذا البلد، فلم يعد للمنتفضون وطن أو أمان أوحياة ولا حتى صوت .. وقد ذكرت في مقالة سابقة إثر حادثة إغتيال الباحث الإستراتيجي والخبير الأمني والسياسي هشام الهاشمي بأن عملية الإغتيال هدفها التخلص من هذا الرجل وإغتيال صوته، ومن الطبيعي والبديهي أن الشعب حليم تكفيه الإشارة لذلك إن اغتيال هكذا شخصيات أو تهديد البعض من مواطنين وناشطين واختفاءهم في غمضة عين يثير الخوف والرعب في قلوب الناس .
اختفى علي جاسب وأصبح الوالد ينادي لأشهر ويطلب من الحكومة فقط رؤية ولده لكنه رأى الموت ولم يرى الولد بعد إغتياله هو الآخر .. هذه المأساة جديدة ستأخذ إهتماماً إعلامياً لفترة تدوم بضعة أشهر وبعدها يصبح الوالد وولده من الماضي .
كان ومازال بوق الحق وأوتار صوت العدل يثير كل مجرم ومنتفع وفاسد ليمارسوا عملهم الحقيقي لأنهم في الحقيقة سراق يملئ عقولهن الإجرام وختم الله على سمعهم وابصرهم فقد افسدوا وعثوا في الأرض مفسدين .
مايحصل هو عملية ديكتاتورية واضحة لكتم الأفواه عن الكلمة أو المعارضة أو ممارسة حب الوطن والمواطنة والدفاع عن الحقوق المسلوبة. فالغرض هو تلقين الناس درس بأن للكلمة ثمن لأنها تغير وللصوت ثمن لأنه يؤثر .. وأتعجب ممن يقول: لدينا اليوم حرية تعبير وصحافة وإعلام !! .. اذا كنا كذلك فمن الذي يغتال ولماذا يغتال ؟ من يطلق الرصاص ويخطف ويقتل؟ . الحقيقة إن حرية التعبير وهمية ولاتختلف عن أي ديكتاتورية لكنها حرية مبطنة تعطى وتسلب، فأين الحرية والديمقراطية في حين الأسلحة موجهة على فم أي ناشط أو مواطن متحرر ذنبه فقط الدفاع عن وطنه؟. نحن نعيش في وقت للكلمة عقاب … عمر ،اسراء ، هشام وعلي.. هي أسماء لاقت نفس المصير بسبب التظاهر أو التحدث عن الوطن وكأن الإنتماء للوطن أصبح خيانة والإنتماء لغيره وفاء ! .