23 ديسمبر، 2024 12:51 م

إنه عون ، الشرطي العراقي بسمرته الداكنة وأنفه المدور ذي المناخر الكبيرة وطوله الفارع ، لاشيء فيه يثير النساء سوى ماكان يخبئه تحت لباسه ، صاروخ عابر للقارات ، عمل في سيطرة مشتركة مع القوات الاميركية في نهاية عام 2003 وكانت معه أميريكيتان اثنتان برتبة كابتن إحداهما شقراء والاخرى سمراء ، رُصد من تلكما الجنديتين اثناء ذهابه لقضاء حاجته فراودتاه عن نفسه فإستجاب للسمراء وعجز عن إطفاء نار الشقراء ما حدى بالاخيرة لأن توشي بألاخرى  الى زوجها الذي كان يعمل في قاعدة عسكرية قريبة عن فعلتها  النكراء، لقد خرقت القواعد العسكرية الامريكية   بتسليمها شرف الجندية الى عراقي أسمر مغمور. الضابط الامريكي إتصل بقائد شرطة المدينة وأبلغه أن هناك أمرا خطيرا قد حصل ومن المهم جدا الاجتماع به للتداول .
قائد الشرطة إعتقد للوهلة الاولى إن هناك خرقا أمنياً مهما قد حدث أو في طريقه الى الحدوث فاتصل برئيس اللجنة الامنية في مجلس المحافظة وقائد العمليات ورئيس الاركان وبكافة القوات الساندة .. تبليغ من قائد الى الشرطة الى الذوات في اعلاه الحضور الى مقر قيادة الشرطة للتدوال في خرق أمني كبير في المحافظة استوجب التداول لمعالجته . بعد دقائق بدأت القيادات الامنية بالوصول الى مقر الاجتماع بأنتظار التفاصيل لأجل معالجة الخرق الامني المتوقع .
تحدث الكابتن الاميريكي بعد ان شكر قائد الشرطة على هذا الاهتمام : إن المسالة في الحقيقة  تتعلق بزوجتي ( كابتن كريستيان)  والشرطي العراقي في سيطرة 115 فقد اغوى زوجتي ومارس الجنس معها. كل القادة تركوا اقلامهم وأناحوا بظهورهم الى كراسيهم مع ابتسامة عريضة . قائد العمليات غمز الى اقرانه الامنيين وعلق : في الحقيقة القضية خطيرة جدا وتستوجب تدخلك سيدي أو عرض الامر على معالي  وزير الداخلية ،  إنه خرق سيادي.
بعد لحظات من الصمت ، سمع عون النداء التالي من قائد الشرطة :الى جميع الدوريات ، الى جميع الدوريات القبض على الشرطي عون اينما تجدونه لقد خرق شرف المهنة والتقاليد المهنية ، فرد على ذلك النداء : سيدي والله بريء هي التي اغوتني سيدي أنا بريء . ترك عون جهاز المناداة وولى هاربا ، الكابتن لزوجته لماذا فعلت ذلك؟  أنا في الحقيقة من الممكن أن اصفح عنك اذا وعدتِني أن لاتفعليها ثانية. فقالت( am so so sorry I) أحاول أن لا افعلها ثانية أحاول ذلك. وبعد ايام وبتوسط من الجندية الامريكية حصل لقاء بين الشرطي عون وزوجها وقدم له الاعتذار وأنه فعلها تحت الضغوط النفسية لأنه لم يستطع مقاومة جمال الكابتن ( كريستيان)  زوجته فقال الكابتن : ( really)  هذا هو السبب أنا اقبل اعتذارك  لانه منطقي وسوف اذهب الى قائد الشرطة للتوسط في حل مشكلتك  وإنهائها .
قائد الشرطة وعد خيرا وقال سأحاول تجاوز الامر ولكن الامر بات شخصيا بين الشرطي وبينه وكأن هذه الجندية التي تحمل رتبة نقيب من عشيرة هذا القائد.
طلب مني والد عون التوسط بعد أن سمع ثمة علاقة طيبة تربطني بقائد الشرطة وبعد أن إطلعت على حيثيات القضية زرت قائد الشرطة في مكتبه ورجوته الصفح عن الشرطي عون إلا أن قائد الشرطة قال لي بالحرف الواحد إنه لن يتساهل مع عون مطلقا. فقلت له : لايوجد قانون عراقي يجرم مثل هذه الحالات خاصة إنها وزوجها راضيان تماما بماحصل ،ورجوته في العفو عن عون لانه يقع في طياته ثأر عراقي قد استرجع الى الوطن او لنقل إنه جزء من ثمن النفط المسروق من قبل الشركات متعددة الجنسيات. لكن للاسف بقيت الامور كما هي مع اصرار هذا القائد على رأيه   .لكن في النهاية عاد عون الى الخدمة بعد أن جاء قائد جديد للشرطة وأنتهت قصة عون الشرطي العراقي الى ثأر لبعض الحقوق وفي الواقع إن المجتمع الغربي لايرى أي شرف لمثل هذه الحالات وانها ليس لها علاقة بالاخلاق والعفة وليس موضع تقييم للانسان وأنهم يساوون بين المرأة والرجل في كل الحالات فليس في قواميس الرجال في ذلك المجتمع  أن يسأل عن تاريخ صديقته  كما ان ليس من الحق المرأة أن تسأل عن تاريخ زوجها وأنهم متساوون تماما في هذا الجانب ,ان فعلها فأنها ستفعلها . بينما في مجتمعاتنا هناك قيود شرعية وضوابط جملية راقية تسمو بالمرأة عن الابتذال وهناك قوانين تسمح للمرأة والرجل على حد سواء بممارستها وكلاهما أمام الله متساويان في العقوبة فلو أن المرأة خرجت عن التقاليد فلها نفس العقوبة أمام الله لكن مجتمع الاقوياء الرجال وضع تقاليد قاسية جدا على المرأة أدت الى تطبيق أعراف تتناسب من سلطته فلم نسمع أن عشيرة قد ذبحت احد ابنائها لأنه زنا بأمرأة بل اننا نسمع بعض الشباب يتفاخرون بمغامراتهم مع النسوة ونسمع عن نساء قُتلن وحُرقن لأنهن أغتُصِبن  كما اننا لم نسمع في المجتمع الغربي أن رجلا قدم بلاغا عن عملية اغتصاب حصلت له من قبل إمراة ، لكن أخيراً صدر قانون في الولايات الاميريكية يسمح للرجل بتقديم شكوى عن عمليات اغتصاب قد تحصل له من قبل إمراة ولكن لا أستوعب كيف أن إمرأة تغتصب رجلا. ومن يدري قد يكون كاتب هذه السطور أول رجل في العالم يقدم بلاغا لاغتصابه من قبل إحدى النساء.