لن أدخل في تفاصيل جريمة الإغتصاب البشعة لطفل في مدينة الصدر والعجز التام عن حماية عائلته من تهديد المغتصبين ، ذلك إن عملية إغتصاب الأطفال في البلاد أصبحت ظاهرة أو في طريقها لأن تصبح ظاهرة من الظواهر الإجتماعية المخجلة !
الملفت للنظر إن تلك الجرائم التي تخدش كل ماهو إنساني في الحياة مرّت وتمر وستمر ،على الأغلب، وسط حفلات الصراع على تقاسم البلاد طولاً وعرضاً على أنغام إجتماعات مجلس النوّاب وهو يهيء نفسه لجولة قادمة من تقاسم الحصص في إنتخابات مجالس المحافظات العام القادم !
حتى الآن لم تشكّل تلك الإغتصابات لعالم الطفولة غير المحمية صدمة حتى للمجتمع العراقي ، بل إن وسائل الإعلام مرّت على الحادث الإجرامي كنوع من أنواع الإثارة ، فيما ذهب السيد عادل عبد المهدي ليرى مايمكن فعله لإيران في أزمتها الحالية !
المثير للإستغراب إن إغتصاب الأطفال يحدث وسط مجتمع مسلم متدين ، بغض النظر عن شكل التدّين ونوعيته ، كما إن رجال الدين لايعيرون أهمية لمعالجة مثل هذه الظاهرة أخلاقياً ، فضلاً عن إن وسائل الإعلام تتناول الموضوع كحادثة مثيرة ومدانة في برامج متحايثة زمنياً مع حادثة الإغتصاب ثم يسدل الستار على الموضوع حتى الحادثة القادمة ..وهي آتية بلا ريب !!
أستطيع أن أجزم ، إن معالجة هذه الظاهرة ليست من أجندات المسؤولين سواء في مجالس المحافظات أو مجلس النوّب رغم إن فيها لجاناً لرعاية الطفولة والأسرة ، وهي لجان بروتوكولية لايتصارع عليها أحد فمردودها المالي صفر ولاجوانب ربحية فيها كما إن نشاطاتها إعلامية بحتة ، فلا برامج ولا معالجات !!
ظاهرة إغتصاب الأطفال توليها الدول الكثير من العناية ببرامج تشارك فيها منظمات المجتمع المدني المختصة ووسائل الإعلام والمؤسسات الرسمية المعنية بالتربية ومعالجة الظواهر الشاذة في المجتمع ..
والسؤال :
ماذا فعلت حكوماتنا المتعاقبة لمعالجة هذه الظاهرة التي تصاعدت منذ 2006 ؟
الملايين التي صرفت وتصرف على الفعاليات الدينية بمختلف أوجهها لأغراض سياسية أكثر منها دينية وأخلاقية ، كان المتوجب صرفها على مؤسسات وبرامج وفعاليات تعمل على معالجة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا !!
لم يتوقف مجلس النوّاب ليتصارع نوّابه في سبيل حماية الطفولة العراقية من وحش الإغتصاب وتشريع القوانين التي تحد منها ، لأنه ، بكل بساطة ، عادة مايتوقف عند سانت ليغو التي تضمن المقاعد القادمة وبالتالي تأمين المصالح السياسية وليذهب أطفال العراق الى الجحيم !!
ظاهرة إغتصاب الأطفال هي عار إجتماعي كما هي إدانه لاتقبل الجدل لعجز المؤسسات الرسمية بنظرتها القاصرة لمخاطر هذه الظاهرة سيكولوجيا ومستقبلياً على مجتمع يرزح تحت نير الحروب المتواصلة الداخلية منها والخارجية !
الشعار الذي “قد” يستفز الحكومة والبرلمان والفعاليات الشعبية والإعلام ويحرك الساكن المدان في هذه القضية ـ الظاهرة هو :
إغتصاب الأطفال إغتصاب لنا !!
عسى أن يكون حجراً في مياه آسنة !!