23 ديسمبر، 2024 6:57 ص

انه لأمر غريب ان تثار هذه الزوبعة وهذا الضجيج حول القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بإعادة النظر بقانون ما يسمى بالمسائلة والعدالة والذي أضحى ومنذ صدوره عنوان واسم على غير مسمى لكون المعنيون بالقانون مبهمين عند عامة الناس  فإذا كان المقصود بهم البعثييين والصدامين فهذا مكر وبهتان وخداع لامثيل له .
البعثيون أيها السادة المولولون ألان ,وعلى دراية منكم وبعلم اغلب منتسبيكم وأحزابكم وعلى لسان مسئوليكم يتصدرون اغلب مرافق ألدوله ومعظم الدوائر الحكومية فضلا عن الأماكن والمراكز الامنيه الحساسة والتي تتطلب الحرص والحفاظ على حياة المواطن وأمنه واستقراره, فباعتراف وتصاريح أعضائكم في لجنة الأمن والدفاع أو من وزرائكم, أو من رئيس لجنة المسائلة  والعدالة بمجلس النواب  ان من بين 14 قائد فرقه عسكريه في الجيش ,(تسع قادة فرق) مشمولين بالاجتثاث, أضافه إلى أكثر من ثلاثة ألاف ضابط ينطبق عليهم نصوص  هذا القانون, وهناك 33 مدير عام في وزارة الداخلية خاضعين لهذا القانون, وغيرهم من الضباط الكبار ممن يتحملون المسؤوليات المهمه  لأمن واستقرار الوطن والحفاظ على أرواح أبنائه ,وما الإعمال الارهابيه التي تحصد المئات من أبناء هذا الشعب إلا بفعل الخروق الامنيه, أو التواطؤ المباشر من قبل بعض من هؤلاء المؤتمنون على رقاب الناس .
ولم يكن مااقوله من بنات أفكاري وتصوري وإنما استقيه واستشفه وبكل صراحة وبأعلى صوت من لدن كبار المسئولين في ألدوله إثناء تصريحاتهم وتبريراتهم وبعد كل عملية إرهابيه تطال الأبرياء من مواطنينا .
فأي مسائلة وعدالة هذه التي علا عويلكم وضجيجكم علياها ؟؟؟؟؟؟
وان أهم مرافق ألدوله تدار بيد الصداميون والبعثيون ومن الذين كانوا يوما آلة حربية  طيعة لينة بيد صدام وجلاوزته يحركها كيف ما يشاء لحصد رقاب الآلاف من أبناء هذا الشعب ويجردهم من حقوقهم وينتزع كل معنى من إنسانيتهم ووجودهم.
 فمن أين كان يستقي العنف والقوه والمرجله ؟؟
 أليس بما تسخره وتهيؤه له  هذه الأيادي المجرمة والملوثة بدماء الأبرياء من مواطنينا؟؟؟؟
فهؤلاء هم ألان من يسيطر ويدير ويتقلد مسؤوليات المراكز الامنيه والمخابراتيه, بعد ان استبدلوا ازيائهمم وانحنت رقابهم إجلالا وتمسكنا وطاعة لذوي النفوذ والسلطة المتربعين على سدة  الحكم .
فهل كنتم نيام أم مخدرون  كل هذه السنين والمياه تجري من تحت كراسيكم؟؟؟؟ اشك في ذلك!!
    ناهيك على ان البعثيين والصدامين أيها السادة , متغلغلون ومنذ سقوط النظام بين ظهرانيكم وضمن صفوف أحزابكم و لسببين .
الأول منهما ان هؤلاء البعثيين والصدامين ,كانوا يبحثون عن ملجأ  يحميهم ويقيهم  من متابعة وانتقام ألعامه من أبناء هذا الشعب المنكوب بفعل رزاياهم ومساوئهم التي ارتكبوه بحقه, فلم يجدوا أنجع وأخير وأفضل مكان يتسترون خلفه ويؤون اليه
 بأمان واطمئنان,  إلا ان يلوذوا تحت خيمة هذه  الأحزاب التي اعتلت السلطة واستولت على زمام الأمور ومقاليد  البلد بعد 9-4 .
اما السبب الثاني الذي يحدو بنا للقول, إنكم ممتلئون ببقاياهم من الذين لم يجدوا ما كانوا يصبوا إليه ويحقق مراميهم ,هو إن   البعض من هذه الأحزاب التي جاءت من خلف الدبابات الامريكيه إبان الاحتلال ,أو التي تأسست مباشرة بعده ,لاتمتلك القواعد البشرية الكافية التي تؤهلها وتقومها  في الوجود والمنافسة والثبات بين هذا الخضم المتلاطم من الأحزاب التي توالدت وتكاثرت وبالمئات بعد السقوط لهذا راحت تبحث من هنا وهناك عن كل ماعلّق وانزوى من سقط المتاع , دون إي اعتبار أو اكتراث للمعاير والقيم الواجب توفرها بالعناصر التي تنضوي  تحت مسمياتها او بين  صفوفها, لهذا حوت سلالهم القطاف من الصدامين والبعثين ومن الانتهازيين والوصوليين ومن ذوي السمعة والسلوك السيئ والهزيل.
نعم ان هذا القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء ,هو بمثابة هدية معنوية واعتراف علني بحزب البعث ,وهو مكسب و أضافه نوعيه مثلى للبعثتين, بعد كل هذه السنين من الانهيارات والإخفاقات, وأيضا دحض لكل الادعاءات والأباطيل الكاذبة من الاجتثاث أو المسائلة والعدالة وهو بالتالي:  إعلان براءة صريحة لالبس فيها لكل البعثيين وبكل درجاتهم وطبقاتهم ,وحتى لأشرس الخلق منهم من فدائي صدام .
وعن كل ما اقترفوه من ذنوب بحق هذا الشعب والوطن, وبهذا القرار استطاع مجلس الوزراء الموقر, ان يسدل الستار ويسد الأفواه المتنطعة بالاجتثاث والإبعاد للبعثين والتي ظلت تلوكها الألسن وترددها للعشر سنوات التي خلت من عمر التحرير من ربقة نظامهم المقبور .
ولا يسعنا إلا ان نبارك لهم بهذا الاعتراف الرسمي, ونعتذر لهم عن كل خطايانا التي ارتكبناها بحقهم ,لكوننا كنا مغفلين,و لم يدخل في أذهاننا وتصورنا أو نحتسب لهذا اليوم الذي ينقلب فيه الجلاد إلى ضحية, وينتصر له من كان اشد ضحاياه أسى ولوعة وألما.