12 أبريل، 2024 3:08 م
Search
Close this search box.

إعلام (هلوسه )…………بلا وزارة…..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في معظم البلدان المتطورة ,الإعلام شبه حر,هو كأي سلعة تجارية ,خاضع لقانون العرض والطلب وقد يرتبط أحيانا برأس وهذا الرأس هو وزارة الإعلام على أن هذا الواقع يحده من جهة وضع الوسائل السمعية والبصرية  القانوني,ذلك أن الإذاعة خدمة عامة عندنا وفي اغلب البلاد الخاضعة للنظام الديمقراطي ,وكون التلفزة والفضائيات خاضعة بدورها لقيود ليست سهلة,و تبقى الصحافة المكتوبة وهي التي ينطبق عليها المبدأ التجاري في نصف الكرة الأرضية على الأقل.
ففي زمن الجاهلية كان للعشيرة أو القبيلة شاعر هو بمثابة الإعلامي والصحفي والمثقف الذي يتكلم باسم القبيلة وفي الأزمنة الإسلامية كان السفراء والشعراء هم من يتكلمون ويصرحون كالشاعر بشار بن برد وفي العصر الحديث يوجد مكتب إعلامي لكل دائرة أو مؤسسة أو وزارة ولكل سياسي أو برلماني مكتب إعلامي  وسكرتير إعلامي وناطق رسمي وهناك في كل الدول ناطق رسمي باسم الجيش أو الشرطة أو الحكومة….ولكن توجد هذه المفاصل الثانوية دون رأس..والرأس هو وزارة الإعلام وفي العراق العظيم توجد أكثر من خمسين وزارة وربعها دون عمل باستثناء بعض الوزارات فما هو عمل وزارات بدون قرار كوزارات الدولة لشؤون كذا وكذا….
أما تحديث محافظات(حاجة بربع) دون استحداث وزارة للإعلام فهي مهزلة في التاريخ الحديث.
يحتاج العراق لوزارة للاعلام في الدعاية الإعلامية لحضارة البلد ورموزه الوطنية والدينية والثقافية وتقديم الحقائق وسرد التاريخ لطبقات  الشعب والإشراف على إعداد وتحرير النشرات والتقارير الإعلامية المتخصصة عن الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية والسيطرة على الاتحادات والمؤسسات والنقابات الصحفية التي تكون روافد بناءة لهذه الوزارة في وضع الخطط الإعلامية التي تكفل إبراز المناسبات الوطنية والقومية واللقاء المتصل بين الشعب وقياداته في مختلف  المجالات وتنظيم المؤتمرات الصحفية الداخلية والخارجية للبلد بهدف الإعلام والتعريف عن سياسة العراق المستقلة تجاه الدول والاتصال العالمي  بكافة وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية وتنفيذ القوانين واللوائح المتعلقة بالمطبوعات الصادرة من الداخل أو الواردة من الخارج الخاصة بعدم مخالفة المطبوعات للنظام العام والآداب العامة ومبدأ عدم تعرضها للأديان والمذاهب والملل تعرضا من شانه تكدير السلم العام ومتابعة تنفيذ الإذاعات والتلفزيونات ( القنوات الفضائية ) للأنشطة الخاصة  بها ومدى تحقيقها للأهداف المنصوص عليها ووضع تنفيذ برامج تدريب العاملين في مجالات الإعلام المختلفة بهدف توفير العمالة الفنية ذات الكفاءة وتحديد أولويات المشروعات الواردة بالخطة الاستثمارية في إطار الخطة الإعلامية للدولة بما يحقق تطوير وتحديث أجهزة الاتصال الإعلامية وفق ما يتناسب مع الثورة المعلوماتية الخطيرة, بحيث تواكب  تقدم وسائل الاتصال العالمية وتكنولوجيا المعلومات ويجب ترتيب وضع الوزارة من النواحي الإدارية والفنية والقانونية والتشريعية  هو ما يساعد على تحقيق الانطلاقة الإعلامية الكبرى كما هي موجودة في كل دول العالم بدون استثناء.
يجب الإدراك على أهمية تزويد الرأي العام ودوائر الثقافة والسياسة بإصدار البيانات والإحصائيات والصور والرسوم عن حقائق الأمور في العراق كما هي كانت ويجب أن يكون للإعلام وزارة مستقلة تحت مسمى وزارة الإعلام ووضع كافة النواحي الإدارية والقانونية والتشريعية وتحديد اختصاصات هذه الوزارة فيتم على ذلك إن تتولى هذه الوزارة إطار السياسة العامة للدولة في كافة مجالات الإعلام الداخلية والخارجية واقتراح ذلك الإطار الذي يحقق الوجود الإعلامي الذي يخدم الوطن والمجتمع في أهداف التنمية وتعميق الديمقراطية في إطار السياسة العامة للدولة والعمل على إيجاد الروابط الإعلامية بين العراق وسائر دول العالم ومتابعة تنفيذ أجهزة الإعلام للاتفاقات والبروتوكولات المتخصصة لهذا الغرض والتنسيق بين الخطط الإعلامية لوسائل الاتصال لإكمال الرسالة الإعلامية ويتم تبصير الشعب والمجتمع بمكاسب هذه الوزارة وتنمية المبادرات الفردية والحافز على العمل وإبراز القيم الروحية النابعة من الأديان وتزويد الرأي العام العالمي بالبيانات والمعلومات عن العراق وحضارته وارثه وعاداته وتقاليده وتقديم المعاونة للصحفيين والكتاب والمراسلين وتمثيلهم للوزارة واعتقد أن اغلب وسائل الإعلام (هلوسة ) وإزعاج –كل يغني على ليلاه – من دون وزارة تنظم تلك الأعمال….ومن امن العقاب ساء الأدب……!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب