في تلك الفترة التي مرت على الإسلام، كان فكرة التضليل للرموز الوطنية، من الأهداف الرئيسية، التي يعتمد علية جيش الشيطان، ومن بين أدواته المستخدمة، هي جهل الناس، كان السلاح الأقوى في المعركة الفكرية، وفي لقطة يصورها لنا التاريخ، عن مدى جهل الأمة، وكيف يقود؛ جهلها إلى صناعة الطغاة، وتسلط فساق القوم على شؤونها. ما سرده التاريخ، من تلك الحقبة “أن رجلاً من أهل الكوفة دخل على بعير له إلى دمشق في حالة منصرفهم عن صفين، فتعلق به رجل من دمشق فقال: هذه ناقتي، آخذت مني بصفين، فارتفع أمرهما إلى معاوية، وأقام الدمشقي خمسين رجلاً بينة يشهدون أنها ناقته، فقضى معاوية على الكوفي، وأمره بتسليم البعير إليه، فقال الكوفي: أصلحك! إنه جمل وليس بناقة، فقال معاوية: هذا حكم قد مضى، وقال له: أبلغ علياً إني أقاتله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل” بهذه الطريقة سيطر معاوية على سدة الحكم، وحارب بها الإسلام، بعد وصول خبر استشهاد الإمام علي (عليه الصلاة والسلام) إلى أهل الشام في محراب الصلاة ، أصابهم العجب، وقالوا وهل كان الإمام علي(عليه السلام) يصلي؟! ما نعيشه اليوم هو ذات المشهد، ولكن بشخوص جديدة، من عملية تسقيط الخيرين ومحاربة الناجحين، وإسقاطهم من أعين الناس، حتى إذا مات احدهم، ودفن في مكان مقدس؛ تصاعدت أصوات النشاز، ومعها السباب والشتم، على روحه الطاهرة، متقولون بلا برهان .. وهل يستحق هذا المكان؟ بعد هذه الضجة الإعلامية التي أطلقها أيتام البعث، وجهلاء القوم، وبما نطقت أفواههم النتنة، دون أي علم، فأنى يؤفكون، ماذا ستقولن يوم الحساب، حين يقول الباري { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} .. البقرة 111، ماذا سيكون ردكم؟ أعلموا إن كل كلمة ينطقها لسانكم، كان عليها حسيب رقيب، فلا تتقولوا في ما لا تعلمون، فتكونوا من الخاسرين. أثبتت مجريات الأحداث، أن كثرت التنكيل والتضليل والتسقيط السياسي والإعلامي، لشخصيات بارزة وقادة في المجتمع، أغلبها أو بنسبة تفوق 90% هي بسبب نجاح ونزاهة وشرف تلك الشخصية، ما يجب على المتلقي، من الجمهور أن يعي حجم المؤامرة، ويبحث عن الحقيقة، ولا يبني مواقفه، أتجاه أي شخصية، بما يمليه عليه الإعلام المأجور.. فما يزال إعلام معاوية مستمراً