19 ديسمبر، 2024 12:52 ص

إعلام جبان وساسة أجبن

إعلام جبان وساسة أجبن

ثمة جدلية عميقة بين الإعلام والسياسة، ومسألة إفتراق وإلتقاء بين خطاب رجل الإعلام والسياسي، وثمة إشكالية بسكونية العلاقة سلبية أو إيجابية؛ سرعان ما تنفجر الى أزمات؛ تتعلق بدورها وطبيعة تعاطيها مع القضايا التي تحطيها، وكيفية التعامل معها لخدمة المجتمع.رُصدت علاقة متصارعة بين فريقين؛ يسودها هدوء لولادة أزمات متفاقمة وفقأ دمامل، وبعضها يدفع الآخر الى صراع أفكار يؤدي الى إنحراف عن مساراتهما.جدلية شاقة الفهم لا تؤتي أُوكلها في مجتمعات إنتقالية؛ خدِّيجة ما تزال تشعر بالجنينية، وديموقراطية مشوهة بتأثير قراءة من نهاية السطور ونظرات تتركز على القشور، وكأنها دكتاتورية تلبس ثياب الديموقراطية، ونفسها مادحة لنفسها؛ للمحافظة على كينونة صنعها صدى إعادة صوتها من جُدر صماء أحاطتها، ومرة يحاول الإعلام صناعة السياسي وآخرى يصنع السياسي إعلام له، وبكلتا الحالتين يغيب دور مناط بهما.يُعتبر الإعلام أحد السلطات أن لم يك أكثرهما تأثير على الرأي العام، وسلطة رادعة لما يخالف توجهات الشعوب؛ لا تابعة لما توجهه القوى السياسية، وبطبيعة الحال يبحث السياسي أن يكون في أحد السلطات؛ لإعتبارها أفضل وسيلة للدعوة لأفكاره، وفسحة واسعة لتطبيق برامج تتعلق بهموم جماهيره.إنقسم الإعلام الى فُرق وأن كان بطبيعته لا يخلو من الآيدلوجيات؛ إلاّ أن الطبيعة لا تنفي أن الإختلاف يقف عند حدود الهوية الوطنية، التي تتحدى الخوف الناجم عن طبيعة الظروف التي يعيشها العراق، وتقييد الحريات التي وصلت الى تكفير المخالف، ومثالاً في المناطق الساخنة كان بعض الإعلام يُجامل أو ينحرف عن الوطنية، وبذات الصيغة ساسة في مناطق يوجد فيها الإرهاب، وخوف الطرفين على علائق إجتماعية أو قناعة طائفية أو إنتقامات شخصية، ولا يختلف عن طبيعة بعض خطابات الساحة الآمنة لكسب الجماهير وتسخيرهم إنتخابياً؛ لإعلام وساسة إحتلوا وسائل الإعلام كما إنتحلوا الصفة الوطنية.إن الجبن الإعلامي ناجم من عوامل التهديد المباشر بالتصفية، ووسائل الإبتزاز وإنجرار بعض الإعلاميين خلف سيول الدولارات، وإقفال الآيدلوجيات على عين إحادية، وأما جبن بعض الساسة فناجم عن خوف على مكسب أو فساد شخصي وحزبي، أو سكوت لضمان القبول الطائفي، أو متاجرة بالجماهير لكسب الصوت الإنتخابي.إستغل الساسة وسائل الإعلام مثلما هيمنوا على ساحة الخطابات الشعاراتية، وإنساق خلفهم إعلام خائف على حياته وقوت عائلته.لم يختلف الإعلام في الساحة السنية عنه في الشعية والكوردية، ووسائل التهديد متوافرة بأساليب مختلفة قمعية؛ لذا من الصعوبة إيجاد شجاعة اعلام وسياسة؛ في نخبة من واجبها التمسك بالقضايا الكبرى وترك المصالح الصغرى، وعليها البحث عن وسائل تنوير تطلقها بشجاعة؛ وإلاّ ستكون أداة في جر المجتمع بشكل متسارع للأسوء، وهي مصدر بلاء أن كان الإعلام جبان ويسعى خلف ملذاته، وساسة يتلذذون بعناء جماهيرهم، ليظهروا بلاطفة تقنع جماهيرهم وتخالف ما مطلوب منهم، وبذا إذا كان الإعلام جبان فهنا السياسي أجبن؛ كونه يُقدم نفسه على وطنه، وجر خلف إعلام لاهث لمصلحته أو خوفاً من تصفيته