23 ديسمبر، 2024 5:00 ص

إعلام بلا إعلام .!

إعلام بلا إعلام .!

فشلَ القائمون على إدارة شبكة الإعلام وتفرعاتها فشلاً ذريعاً في نسج وتشكيل رأي عام عراقي متقارب , بل الأسوأ من ذلك أنّ ادارة هذه الشبكة المتشابكة والتي كأنها < ENTANGLED – مشتبكة مع نفسها > بسبب الأنتماءات الحزبية الضيّقة والفساد المستشري في اروقتها وافتقادها للكوادر المتخصصة , فقد جعلت المتلقّي العراقي في حالة من < CONFUSION & DELIRIUM وَ INTELLECTUAL DERANGEMET – التشوّش الفكري والذهني > , ولم ينفع تغيير رؤساء ومدراء وسادة هذه الشبكة وفروعها من وقتٍ لإخرٍ إلا نحو الأردأ , كما أنّ المبالغ الهائلة التي تدخل في ميزانية شبكة الأعلام وما تفرزه من امتيازاتٍ ” ليست في محلّها ” للمسؤولين فيها , فقد أشغلهم وأبعدهم عن الإعلام ومتطلباته وعن التعرّف على نفسية ورؤى الشارع وعموم المجتمع العراقي . والى ذلك فأنّ < مجلس الأمناء > الذي يتولى الأشراف على الشبكة , فأنّ هذا < الأصطلاح > المأخوذ عن ال BBC البريطانية , فلا يتناسب مطلقاً مع المقاسات العراقية .! ولا يمكن تطويعه مع اللغة العربية ولا لهجاتها العامية , وهو اصطلاحٌ نشازي مع طبيعة وهيكلية ومسيرة الإعلام العراقي , واضيفُ هنا : أنّ مفردة ” الأمناء ” يقابلها في الأنكليزية وبصيغة المفرد كلمة < SECRETARY – أمين السرّ > والمشتقّة لغوياً من < secret – سرّ > , فضلاً عن أنّ معظم الدوائر الأمنيّة في الدول العربية تُطلق على ادنى رتبة عسكرية فيها كلمة ” أمين ” , فأين نحن وال BBC ومجلس الأمناء المؤتمن على الإعلام العراقي المشوّه .!

وإذ ” خير الكلام ما قلّ ودلّ ” , فأذا لا يجري ازاحة واجتثاث % 99 على الأقل من القائمين والمشرفين والعاملين في هذه الشبكة , واستبدالهم بأساتيذٍ اكاديميين وتكنوقراط متخصصين في عِلم الإعلام ومن ذوي الممارسة المهنية , فلا أملَ ولا تمنياتٍ ترجى من الإعلام العراقي ليغدو إعلاماً!