ستّة من أهل الدوز من “السنّة” تمّ قتلهم دفعة واحدة أوّل أمس في نفس المدينة , ابن عمّ لمحام نسيب لنا قاض هو القتيل صًفّي وسط متجره أمّا الخمسة الباقون أيضاً من القضاة “السًنّة” فقد قتلوا قرب المحكمة ولا زالت المدينة مشتعلة بالقتال ونسيبنا قرّر الهجرة بعائلته إلى كركوك .. هذا جاء ربّما بمثابة انتقام عقب ما جرى قبل أيّام قليلة في قرى وأقضية وقصبات ونواحي محافظة ديالى , حيث تسربّت أنباء عن مقتلة كبيرة جدّاً جرت في أجزاء مهمّة من محافظة ديالى ولا زالت لحدّ اللحظة الجثث تترى من جبهات القتال وقد قطعت شوارع في بعقوبة مثلاً وهنالك حرص شديد أن لا يرى المارّة والأهالي ما يجري كان لقضاء المقداديّة ولمنطقة الصدور ولبلدة شهربان حصّة كبيرة منها , لم يُشر لها فضائيّات أحزاب السلطة , فقط قناة روسيا الناطقة بالعربيّة قبل ثلاثة أيّام لحين ما تبيّن قبل أربعة أيّام وأمس واليوم أنّ اقتتال دموي عنيف جرى خلال الثلاث إلى خمسة أيّام مضن في محافظة ديالى حاولت الحكومة التغطية عليه بتصريحات شُكّك بصحّتها و”بقطع المياه عن مدن ديالى وبعقوبة منذ ثلاثة أيّام والأهالي في حيص بيص ولغاية اللحظة” وهي طريقة النظام الإيراني استخدمها للتضييق على ثورة يونيو 2009 واستخدمتها الحكومة الّتي ترأسها المالكي في انتفاضة 25 شباط 2011 , فقد استشهد من الحشد الشعبي أعداد كبيرة علاوةً على آلاف الجرحى لغاية اللحظة تتقاطر جثث الحشد على مستشفيات ديالى وبعقوبة وقد غصّت بهنّ ومن بينهم استشهاد أربع صحفيين لقنوات “حكوميّة” علاوةّ أنّ السيّد هادي العامري نجى بأعجوبة معه مستشاره العسكري , وتسرّب أيضاً خبر جرح “سليماني” وهي ليست المرّة الأولى الّتي قيلت بجرحه , ذلك كلّه باعتقادي هو من دفع القيادات السياسيّة العراقيّة بالتغطية على هذه الأحداث الخطيرة بنشر تصريحات لقادة عسكريّون وقادة سياسيّون منها: ـ أنّ محافظة ديالى ستُعلن “غداً أو بعد غد” كأوّل محافظة محرّرة بالكامل من داعش , كما نشرت ذلك “العراقيّة” والفضائيّات ..
برأيي وبرأي الكثيرون مثل هذه التصريحات لم تعد تنطلي على أذن المستمع مثلما كانت تنطلي عليه من قبل وها هو تصريح الجنرال الأميركي يعلن أمس أنّ “واحد بالمائة من الأراضي العراقيّة فقط قد تحرّر من داعش منذ بدأ التحالف عمليّاته العسكريّة” , ما بالنا أنّ ببيجي أعلنت أكثر من مرّة أنّها حرّرت! .. فلو كان سياسيّونا والقادة يمتلكون عمقاً بسيطاً من المسؤوليّة الّتي طاروا فرحاً باستلامها حين عُرضت عليهم أو من المهنيّة لتريّثوا كثيراً قبل إصدارهم هذه التصريحات لأنّها بتقديري من الخطورة بمكان حين يُكتشف عدم صحّتها إذ سيتحوّل تأثيرها سموماً اجتماعيّة وبمثابة سراب ماء لعطشى شارفوا على الموت بمزيد من الإحباط وسيول دماء .. في الحقيقة الأيّام القادمة حبلى بأحداث دمويّة هي الأخرى ستحدث على مستوى العراق وإن تغيّرت مجرياتها فإنّ السبب سيكون تضحيات الحشد الشعبي في التغيير لثقله الكبير على المجريات وهو ما أشار إليه السيّد العامري لكن بطريقة خبيثة حين عزى ذلك في الأحداث السابقة لسليماني وإيران لا إلى العراقيين “بمساعدة طيران الحلفاء بالطبع” الّذين يتساقطون الآن بالعشرات كلّ لحظة وكلّ يوم في سبيل منع سقوط العاصمة بغداد ..
الّذي أعلمه: “أنّ الله يعطي على قدر النيّات” وهو عزائنا الوحيد في شهداء الحشد الشعبي , لأنّ ما يقدّموه من تضحيات في الأرواح كبيرة جدّاً سوف لن تصبّ إلاّ في صالح هؤلاء المعمّمون من سياسيّو القُرعة وتزيد من أعمار مناصبهم لآجال الله أعلم بمداها , والله أعلم بكمّ الأموال الّتي ستنهب وستصبّ في خزائنهم والأدهى قد زادت خبراتهم أضعاف مضاعفة وبالمقابل تزداد أكوام مزابل الأثرياء وفتاتهم الّذي يعتاش عليها الأغلبيّة من الشعب وتزداد مدن ومدارس الصفيح والطين بينما تذهب الأرواح محلّقةً لبارئها وفي ظنّها أنّها ضحّت لأجل الحسين والعراق وفي سبيل تحريره وإسعاد شعبه ..