28 ديسمبر، 2024 11:03 م

إعلام الوزارات العراقية.. بين الواقع والطموح ج١

إعلام الوزارات العراقية.. بين الواقع والطموح ج١

في وقت سابق وبالتحديد في اوائل عام 2011 شدد الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ بعد تكليفه بوزارة ( الناطقية ) على اهمية توحيد الخطاب الاعلامي للحكومة، وضرورة عدم استغلال اعلام الوزارات من قبل وزرائها او الكتل السياسية التابعة لها مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة ان يتسم الاعلام الحكومي بالصدقية، وان يكون مرأة لعكس الانجازات الحكومية بشكل حقيقي وصادق من اجل خلق الثقة مع المواطن.
الغريب إن المتحدث وقع في الفخ الذي حذر منه الاخرين حول التداخل بين عمل المستشار الاعلامي وبين مدير الاعلام في الوزارات حيث كانت له مشاكل و ( عركات ) مع علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء الاعلامي
في وزارتنا مديريات عامة للاعلام وفيها ايضا مستشارون اعلاميون ..في وزارتنا ومؤسساتنا يرفض أغلب المسؤولين التصريح لوسائل الاعلام ..ويتعب الموظف في المكاتب الاعلامية للوزارات من كثرة الاتصالات مع المسؤولين للحصول على تصريح لاحدى الوسائل الاعلامية الزائرة للوزارة الفلانية .
في وزاراتنا ..المئات صدقوني هناك المئات من المنتسبين الذين في هذه الدائرة الاعلامية او تلك .لكن المشكلة الكبيرة هو انك لا تشتم رائحة الاعلام فيهم الا من عدد لايساوي اصابع اليد الواحدة فقط ..والبقية كغثاء السيل …
في وزارتنا تصدر الجرائد والمجلات والفولدرات والبوسترات ومواد ترويجية كثيرة والصرف عليها مفتوح الا ان فائدتها وتاثيرها الاعلامي ضعيف جدا اذا اردنا انصاف هذه المؤسسات ولم نتجن عليها ..لان راي الاخرين اكثر من ذلك احباطا
في وزارتنا تعقد مؤتمرات تصرف عليها الملايين . وعندما نقول الملايين فأن المؤتمر الواحد يكلف اكثر من 100 مليون دينار وعندما تاتي لتقييم هذا المؤتمر من حيث الفاعلية والنتاج الفكري والاعلامي ومديات التاثير ترى …ان الامور يرثى لها وهناك تتذكر كيف تصرف موازناتنا الضخمة دون ان ترى اثرا حقيقا للمصروف ؟؟
في وزاراتنا اعلام ينتهج شيئ أسمه التقليدية ..هم تقليديون حتى النخاع ولو كان هناك ملك للتقليد لتبرئ منهم وقال ان هذا الذي يفعلونه بريء منه لان نظريته لم تتضمن ذلك ؟؟؟
المهن الصحفية في وزارتنا لا احد يفهمها ..يحاول فهمها ..يتدرب لفهمها ..الا الندرة وهم بعدد اصابع اليد في كل وزارة …لاتسألهم فهم لا يفرقون ولا يعرفون ولا يريدوا ان يعرفوا ..مالفرق بين التحقيق الصحفي والتقرير الصحفي وبين المقالة وبين البيان الصحفي وبين المؤتمر وبين الندوة….
إنظروا الى المجلات والجرائد التي يصدرونها ..شاهدوا باعينكم موضوعاتها ..لاحظوا ودققوا في صور الوزير ووكلاءه الثلاث ..عدوا الصور ثم قسموا ذلك على عدد الصفحات ..سيصيبكم الهلع
الات تعمل دون ان تعرف ماذا تعمل ؟؟؟ العمل الصحفي والاعلامي في الوزارات لايعرف السبق والمهنية وكيفية استثمار مواقع التواصل الاجتماعي ….
شيء واحد الفت نظر المعنيين اليه وهو مواقع الوزارات الحكومية فلا احد يدخلها الا من دخل دون ان يدري …لاحظوا عدد الداخلين اليها يوميا …تراهم قليلون جدا مع هذا الصرف الهائل ….
نحن بحاجة الى إعادة النظر كليا ..في موضوعة اعلام الوزارات والمؤسسات..