18 ديسمبر، 2024 10:12 م

في سلسلة() : مقالات لكنها (قوافي )!، سلسلة مقالات لتُحفة كتاب!
انا اكتب، إذن انا كلكامش( مقولة الشاهر)
من فضل ربي مااقولُ وأكتبُ** وبفضل ربي غالبٌ لاأُغلبُ!( بيت الشاهر)
مقالتي حمالة النثر القديم ، ورافعة النثر الجديد(مقولة الشاهر)
الكتابة كرامتي من الله تعالى، فكيف لااجود بنفعها؟!(مقولة الشاهر)
من مفارقات هذه المرحلة أنها صارت ماهرة بما اسميه( إعلام الهبة) ، فما هوهذا الإعلام؟ وماهي ملامحه؟،وما الذي يروم تسويقه عندما يهب مرة بريح قوية ، وأخرى بريح متوسطة ، واخرى بأعصار قوي كإعصار ( ساندي)، او إعصار ( مالكوت)، او إعصار( تايفون مانغهوت) ؟ الحقيقة إن هذا الإعلام خطابي طارئ ، أكثر منه موضوعي ثابت ، فهو يصلح للحالة الجوية ، أكثر من صلاحه لظواهر وأحداث الواقع والتاريخ ؛ لأنه مزاجي لايمتلك نفسا طويلا لمواصلة التغطية ، بل هو يقوم على منطقية تفاوت قوة الأصوات والأحداث المؤثرة 00 حصلت لدينا كثير من المواقف ، والأحداث دللت على أننا نمتلك من قدرات هذا الإعلام (المجنون) ، مالايمتلكه غيرنا ، فترانا عند الجنازة لاطمين ، وحول القبر محلقين ، وبالقرب من المأتم باكين ، وعند النعي مكبرين بصوت (بلال)، يموت لنا كاتب ، أو شاعر، أو فنان ،أو 00الخ فترى أن الدنيا تقوم ولا تقعد ، ويتحول –هذا الفقيد فجأة- الى مارد إبداعي لانظير له في الكون ، يستحق ان تبكي السماء لرحيله ، وتندك الأرض لفقدانه ، وتزول الجبال لزوال اثره00 بينما هو وقبل موته بيوم لااحد حتى يسلم عليه ، او يحدق بوجهه ، او يترجم حرفا من حروفه ، أو يقلب سلعته ، لعل فيها كنزا، إنها – والله – من مفارقات عجبنا اليوم!00 يعيشون معنا ، فلا نراهم رؤية الحقيقة ، ويرحلون عنا فلا ننصفهم إنصاف الحقيقة ، انها عاطفة مريضة مهتزة ، كعاطفة الأم من شدة ولعها بإبنها تشجعه على ارتكاب المهلكة ، وتظن أنها تحسن صنعا!00 عاطفة تحركنا مرة إلى أقصى اليمين ، وأخرى الى أقصى الشمال ، وقلما تتوقف بنا في حد الإنصاف 00 المرء عزيز في حياته ، وكريم بعد مماته ، وهو يستحق من آله أحسن عبارات الذكر والتتويج ، لكن ليس بطريقة مهووسة ، تجعلنا نغالط الحقائق الكونية ، علينا – اذا احتفينا بفقيدنا- أن لانشتمه حيا، ونترحم عليه ميتا ، فهو لايستفيد من هذه ، ولا ينتفع من تلك 00 إعلام الهبة يركض في العدو ليوم ، أو يومين ، او ثلاثة ، ثم يتوقف فجأة ، وينفصل عن امه الحقيقة كأنها ماربته ، ولم يعرفها سابقا ، فلا يمكنك ان تجمع من أثرياته ( كتاب محاسن الحقيقة)00 وليس كل إعلامنا 00 إعلام هبة ، فلدينا من (إعلاميي) المهارة ، والجدارة ، والتعقل ، والتفكر ، والتريث ، والتندي ،والتوقد ، مايجعلك تشعر ان الحقيقة مازالت فارسة ، وان الجريدة مازالت آنسة، تصدر من مؤسسة ( دار القلوب) للنشر والتوزيع! 00 إعلام الهبة ،هو نفسه إعلام الصيحة ، فإذا سمع صيحة من هنا هب نحوها ، وإذا سمع صيحة من هناك ، وجدته أول من نصب السردق وعزى ، دون ان يتأكد من صحة خبر وفاة الفقيد، وهكذا هو يجري سريعا على الصيحات ، دون ان يحقق إشباع الحقيقة ، فتتساقط من جيبه كثير من خردة الأخبار ، والحقائق وإنها لهبةٌ لو تعلمون جسيمة.