27 مايو، 2024 8:12 ص
Search
Close this search box.

إعلام العرب والمسلمين “صافن” على مصحف منغنا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

المهاجم ليس كالمدافع ..فالمهاجم هو من يحدّد ساعة الصفر في هجمته وهو يحدّد جهة الهجوم أو عدد الجهات الّتي سيهجم عليها ,فالمهاجم يكسب الجولة بمجرّد هجومه بنسبة تسعون في المائة وعلى المدافع فرصة فرق النسبة لكسب الجولة من موضع دفاع, ولو لاحظنا على حلبة الملاكمة أنّ الفائز بالنزال عادةً من يكون هو الأكثر مبادرةً بالإسراع بالتقدّم بخطواته نحو الخصم ,ولذلك أرى هنا أنّ إعلام المسلمين تعرّض لهجوم مموّه خطورته في تفاصيله “للإشغال” ولإثارة فتنة ما؟, لذا البعض ردّد الخبر كما هو لا يستطيع الردّ وه في حالة “اندهاش” فيما صمت البعض ,ومنذ أوّل إعلان من برمنغهام في بريطانيا عن عثورها “بالصدفة” على مصحف “كتب والنبيّ لا زال على قيد الحياة”؟ ..من ملاحظة عابرة لي باعتبار لديّ اطّلاع على بعض تفاصيل بشأن طرق الكتابة برع بها الكوفيّون ,ووجدت شيء ملفت للنظر هو “التنقيط” الّتي احتوته صفحة منشورة من هذا المصحف لبعض الأحرف, ومن المعلوم انّ التنقيط والتشكيل وضعا من مئة إلى مئتي عام بعد وفاة النبي بعد أن كثر “لحن” الأعاجم في لفظ العربيّة عمومًا والقرآن خصوصًا ,ليس هذا بالطبع أمر كاف أثار شكوكي حول مقاصد إعلان مثل هذا الخبر ,الّذي أثار الشكوك هو عن “الصدفة” الّتي دفعت المعنيّون.. فهل هي صدفة فعلّا أم أمر مقصود؟ ..متابعة وسائل الاعلام الغربي قبل وبعد إنجاح عمليّة إسقاط الاتّحاد السوفييتي “الشيوعي” والّذي جاء “تشيرنوبيل” أعلى المنحدر الّذي قذف بالسوفييت للهاوية اشتغل إعلام الغرب بكثافة على تنمية الأحاسيس الدينيّة لدى الشعوب عبر وسائل الاعلام بعد سبعون عامًا من تأثير اليسار على عقول الشعوب ,ومنها العربيّة ويطول كثيرًا جدًّا هنا شرح ذلك وتوضيحه بالتفاصيل, ومع تنمية احاسيس التديّن كان الغرب يتعرّض كثيرًا للدين الإسلامي أثناء ذلك ويظهره بألوان مختلفة كي يبقى بعيدًا عن الخطاب المباشر, فمجرّد التكلّم عن الإسلام في وسائل اعلاميّة غربيّة في ذلك الوقت كان يثير الكثير من علامات الاستفهام والإثارة في نفس الوقت حتّى وجد الإسلام طريقه في عقر هوليود ,وفي أفضل فضائيّات ألمانيا كان إطراء الإسلام قطع شوطًا بعيدًا منها حلقتان لفضائيّة “ز د ف” قبل أحداث سبتمبر في غاية الاتقان وإثارة مشاعر الفخر لدى المسلم, وكان الغرب تفاعل أكثر في التسعينيّات بكلّ ما يخصّ الإسلام ,ولغاية اللحظة ,وما عمليّات “رسوم كاريكاتير أو سباب الرسول أو حرق المصاحف” إلّا جزء مقصود في زيادة جرعات الشحن الديني لدى المسلمين وتجييش مشاعرهم بين آونةً وأخرى يعامل هذه الشعوب وكانّها فئران تجارب وكأنّ الغرب يخاطب المسلم يقرّب فمه من اذنه “لا تنسى عزيزي أنّك مسلم”.. إعلامنا لا زال لا يعرف كيف يتناول ما جاء في خبر المصحف سوى ترديد ما تقوله وسائل إعلام الغرب ,إذ كالعادة لا يتناول إعلامنا هذه الشؤون إلّا ببعض الشكوك الخجولة لكن بعض أصحاب الأقلام كان يحاول تناول الموضوع تناولًا يلفت النظر إلى الغايات الّتي تقف وراء كلّ خبر ديني مبعثه الغرب ..هذا الخبر برأيي لا يقلّ تأثيرًا عن رسومات الكاريكاتير “المسيئة” للرسول لكن بصيغ أخرى ما دام هدفها كما يبدو الإبقاء على روح فعّاليّات تنمية أحاسيس ومشاعر الدين لدى من لا زالت “الكرة” ..صراعات طائفيّة محتدّة ودينيّة وداعش وقاعدة وجهاد ونصرة وانتحاريّون و”كتابة أكبر مصحف في العالم” و و ,وفتاوى الخ الخ أعتقد هي أجواء يتجانس معها “مصحف من فترة والوحي لا زال يهبط”! الأمر لغالبيّة شعوبنا يفوق السحر ,وكأنّي بمن يقف خلف “صدفة” العثور على مصحف “كتب زمن الرسول” يهمس في أذني يقول لي “انتبه ..فالوحي لا زال يهبط” ,وهو وجه آخر من سلفيّة “مثيرة للاعتقاد”!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب