مقتضيات المصلحة العامة تعني القيام بالشيء, والوصول الى لب الأمر المقصود, دون عنف أو فرض أو إكراه, وبأشكال جذابة مقبولة محبوبة مع إحترام عقول الجماهير, وعلى هذه الأسس تتم المشاركة في عملية إتخاذ القرارات, هذا أن كنا نسير وفق التجربة الديمقراطية الوليدة حديثاً, في عراق اليوم.
لايوجد في عالم السياسة رجل سياسي تماماً, أو رجل إقتصادي تماماً, أو رجل رياضي تماماً, بل إن القائد السياسي هو من يجمع تفاعلاً بين هذه المجالات وغيرها, ليمتلك رأياً عاماً من ملايين الآراء, ويتفاعل مع وجهات نظرهم ويتبناها.
مما لاشك فيه أن الخريف الأصفر الذي كان مقداره عشر سنوات, قد أكل الربيع الأخضر, والذي حصده العراق بعد سقوط الصنم, والشعب توقع حدوث إنقلاب في حياته, بكل مفاصلها نحو الأفضل والأحسن, فالحركة الدوؤبة للسيد العبادي في رحلته نحو مناقشة القرارت, والقوانين المعطلة, هي النظرة الى الماضي بأخذ العبرة, وكسب الخبرة, وليس التفرد في الرأي, ومطالبة الطرف الآخر بالنسيان والإقصاء والتعنت, فقد أدت هذه السياسة الى ما لا يحمد عقباه, فبات العراق نازحاً ولاجئاً وسبيا وشهيداً.
توسيع صلاحية المحافظات, من خلال تحويل بعض مهام المديريات, من المركز الى مديريات المحافظة, ستؤدي حتماً الى توسيع الخدمات المقدمة للمواطنين, لأن أهل مكة أدرى بشعابها, إضافة الى أنها تضيق من مساحة الفساد والمفسدين, الذين ما إنفكوا يزايدون في وطنيتهم, من أجل رغباتهم الشخصية والفئوية, لذا فإن منفذ إقرار قانون (21) للمحافظات, يعتبر حلاً مثالياً دون المساس بسيادة الدولة ومركزيتها, لأنها ثوابت وطنية لا يمكن تجاوزها
ما يقوم به العبادي هو من السياسة في معناها الغالب, لأنها تعني فن الممكن, رغم ما تركته الحكومة السابقة من ممارسات وسلوكيات كارثية, لكنه أنتبه لما كان يقال في الإعلام, من أن الرئيس جمال عبد الناصر, يقرأ يومياً مقالات محمد حسنين هيكل, ليعرف ماذا يجري في العالم, ويقرأ العمود الصحفي لمصطفى أمين, ليعرف ماذا يحدث داخل مصر, ومن هذه المفارقة نعرف مقدار النتائج, التي أدت الى الهدوء النسبي في سير العملية السياسية في عراق, ما بعد التغيير, ونتطلع الى المزيد
التناقض كبير جداً بين الهدايا والأسلحة, فالدروس التي إستنبطها العبادي من سياسة المالكي, أنه ليس جبناً أن نناقش ونستمع للطرف الآخر, ونتقبل أراءه.
سياسة الإقصاء, والجدل, والمهاترة, والفساد, ستصبح في طي النسيان, لأننا سنتجاوزها بأسلحة وطنية ثابتة راسخة, ألا وهي الإدراك والحماسة, والشجاعة والبناء, وبها حقاً سنذهب بعيداً نحو الأمان, وهذا ما سيوجه لكل مَنْ يقف متحزباً, لإفشال عمل الحكومة الجديدة, ونطلقها بكل صراحة, أذا ماسار العبادي على خطى المالكي, فإعصبوها برأسي, وقولوا جَبُنَ العبادي!.