لقد عاش العراق على مر الزمن وحقبه وهو يصارع الحكومات المتعاقبة عليه في حكمها وقارع شعبه كل الحكومات الظالمة له وطغيانها الذي جثا على رقاب وصدور مواطنيه وأستمر هذا الصراع الأزلي لوقت قريب من يومنا هذا وعندما تقرأ تأريخ العراق تقف عند كثير من المحطات لحياة شعبه تجد حينها الكثير من الثورات الدامية التي قضْت مضجع حكامه وأعطتهم دروسا في الصمود والتضحية والتحدي والوطنية في سبيل نيل حريتها ومكاسبها لأبنائها بعدما أعطت الكثير منهم كوقود لهذه الثورات . فكان الشعب العراقي المتمرد دائما على نظام سلطته الحكومية الطاغية والمتسلطة على رقابه فكان له المواقف المشهودة في النزاع والتناحر مع الأنظمة التي مارست الظلم والجور لمواطنيه.وعند دخول القرن الحادي والعشرون استطاعت القوى الخارجية في الهيمنة على حكمه وفك رموز شفرة شعبه ومعرفة مكامن قوته وسرها وضعفه والثغرات التي مكنتها من الدخول خلالها في تغيير قواعد اللعبة للتعامل معه . وعند دخول القوات الغازية من الإنكليز إلى أراضية طبْقت لعبتها السياسية المحكمة البعيدة المدى وعلى مهل في السيطرة عليه وزعزعت مفاهيمه الدينية والاجتماعية والتحكم في عقلية الفرد العراقي وفي بداية القرن الحالي ساهمت هذه الحكومات لبث الوهن والضعف في شخصية المواطن العراقي والاستسلام والخنوع والإحباط والاتكال على حساب مصلحته حتى وصل به الحال إلى الموت السريري البطيء جعلت منه شعب لا يبالي لما يدور حوله يحب نفسه فقط أستوطن في قلبه الخوف والجزع والوهن وضعف الهمة ويرضى بالقليل من حقوقه وأحلامه بعدما قتلوا أحلامه في العيش الرغيد وأضاعوا حقوقه البسيطة وحرموا مواطنيه من اقتصاده وتعليمه ورفاهيته وأداروا له ظهورهم بعدما صعدوا على أكتافه إلى السلطة وهو المتفرج على ما يجري له حيث نزعوا منه فتيل الانفجار والتمرد ضد واقعه المتردي وحماسه المعهود سابقا في السنين السابقة من عمره حيث جعلوه مسلوب الإرادة غير مسموع الكلمة خائفا ضعيفا مهزوزا من داخله متكلا على غيرة في طلب حاجته يرضى بالقليل ولا يطمح لنيل حقوقه كاملة مقيدا فهل سيستمر هذا العراقي المارد النائم في سباته والذي طال رقاده في طلب حقوقه المشروعة.