وجدت أن اللغة التي بدأت بالاستماع إليها قد اكتسبت امتيازات خاصة بينما مايردني من الخيال أستطع من خلاله الجزم بأن النتائج ستحتفي بمطلقها لذلك كان احتياطي المعنى يتحرر باستقلالية تامة ويمارس نشاطه التكويني دون أيما تدخل من انعكاسات المُنتج الموروث أو أي مرجعية أنية بانتظار مايُخلق وماسوف يُركب في مرحلة لاحقة من مراحل ترتيب المستويات والتي سوف توضح أين توضع الأشياءُ التي لاتُلمس وماذا سيكون شكلُ المظهرِ المنتج سواء على الورقة أو من خلال الصوت بعدان يغيب النظام
ويمارس الإلهامُ قدراتَه في التحول وقدراته في الوصول الى المجهولية ولعلي أول من قال هذا ما يجب حين إعترضت فكرة إزرا باوند الذي يرى:
أن القصيدة غير موجودة في الواقع الآخر النظير أو في المملكة المخصصة للجمال وكان من البديهي أن أبدا بتسجيل صور الأفكار وألتقط بعض المضامين من الوجوه في الملصقات ومن العناوين على واجهات الجدران ومن كل شئ يأتي بإيجازه في تشخيصي الكيفي لما لاأعنيه من أفق في السحابة لايُرى الى أفق عند بصيرة الأحجار والحصى وقد بدأ اللامرئي بتشكيلاته وأنتظرت من كانوا يحدقون بي أن يخرجوا من الكون الذي وضع على سطحِ قدح الى الكون المزمع ترتيبه على الأحرف المعلولة في نداء الإستغاثة وطالما بقي التناظر هكذا قلت لابد أن أظهر ترحيبا خاصا للأشياء التي لاتتقزز بعد ذلك حين يحدث الإندماج ذلك الإندماج الذي عبر عنه سارتر وهو يعَقب على صورة بيير في أفريقيا بأنه ليس إلا (طريقة للعيش) لوجود بيير نفسه في وجوده المرئي الوحيد الذي يوجد فيه ولاشك أن ذلك سيقودنا الى
الخيال الزمني والى رسم الأجساد الهلامية وينشا بعد ذلك النظام المتكامل الذي نعتقد من خلاله الوصول للقوى السحرية للكلمة وبدون أن يكون هناك أي شكل من أشكال الإنتظار إستهدفت تلك الأشياء نمطها الفلسفي وجرى نفي الشك بجوهره ورُفست حقائقُ العقل وبقي أن كل إدراك تخيلي هو فكرة وهذه الفكرة تنتج أفكارا غير تعسفية وطالت الأمثلة بعد ذلك البصيرة الغامضة والبصيرة الناطقة وعرج على دار أرسطو وأجابَ عن فائدة الشعر وعن الرؤية المؤجلة وأشباع الغرائز وهكذا تكتسب كل نقلة نقلة أخرى تجاه مايظن بأنه الأساس في التصرف تجاه العالم وقد أمدني ذلك التمزق بمراحل أخرى لتسوية المستويات وحل معضلة الأسطورة كي أتمكنَ من الخرافة طالما الجمال يقبع في المجهول وطالما أن هناك إفتراقا بين من يرى أن الإنسان نتاج الطبيعة الأسمى ومن يبتعد عن هذه الأنسنة المجردة ويرى أن الإنسان الطبيعة ذاتها وهي نوع بالنسبة له ومكانا لممارسة نشاطه الكلي وبذلك أخذت اللغة كل شئ من هذا الكون وأشركت الحواس في مرادها عبر
ألآفٍ من السنين بدءا من ولولة اللسان الى الإشارة ثم الكتابة بالرسوم ثم التعبير الدقيق عن نقل الحاجات والأفكار لذلك لم يكن أمامي غير أبدأُ بتضليل الجزء اللامرئي الذي إعتقدته في الأجزاء اللونية المبعثرة على الجدران كونها لم تشكل في بادئ الأمر شيئا يسرني لذلك عززت عزلتي بالسواد الداكن وأنتظرتُ الليل وبدأت أشعر بأني من هنا سأبدا بالمحاكاة الجمالية بالسبل التي تخلو من التنظير المسبق وهو التقدير المثالي لـ ليس إلا طريقة للعيش ولهذا إشتركت جل حواسي بالإستماع لأتمكن من كشف الأسباب النهائية التي تبرهن على انحطاط المبدأ الجمالي أو سموه أمام مشهدين أحدهما يرى الخيال فيه أشياء مرئية ومشهد تُقَدّمُ فيه الحقيقة نفسها لإختبار مايمكن تكملته من نقص فيها أي في هذه الحقيقة ولعل هناك مرمى أخر فيما نسمع لأن مستويات الإدراك تتوالد عبر المؤثرات النفسية وتتوالد بين أرحام الأوهام وهي فرصة جديدة توفرها اللغة لما يُعينة القصد الأخر وما يُرَتبُ عليهِ ولايزال كل شئ في نسبيته إلى أن يقرر الخيال مايريد مطلقه العتيد
ليضيف لنا مانشاء من مساحات الإشتغال ضمن الرؤى البعيدة إن حاججنا بذلك إزرا باوند أو أرسطو حيث نعتقد بأننا بعد ذلك سنرى مافي اللامرئي بتفاصيله الدقيقة وهو إختيارنا كأفضلِ طريقةٍ للعيش ،،