الوطنية شعور يحسس الإنسان بالأنتماء اتجاه وطنه, هذا ما درسناه في صغرنا فهي ليست شعار يرفع, فالوطنية هي حب لأرض وشعب الوطن والدفاع عن الوطن من كل أنواع الخطر, داخلي كان أم خارجي.
أصبح في ليلة وضحاها معظم سياسينا يفتقرون الى الوطنية, فباتوا يرفعونها مجرد شعار يدغدغون فيها مشاعر المواطن.
بأسم الوطنية سرق ودمر العراق, فملئت كروش الفاسدين بأموال الحرام, بأسم الوطنية كل يوم يقتل أبناء بلدي, والفاسدين في بروجهم العاجية, يصرخون ويطبلون من أجل كروشهم, لا يهمهم صرخة الجاع المحروم.
اليوم كنت راكب سيارة الأجرة ودار حديث, بيني وبين سائق السيارة حول واقعنا المؤلم, فتكلم السائق وقال (عمي ما ايخلون الرجال يشتغل) قلت له من هم؟ وهل من المعقول ثمان سنوات في الحكم ولم يستطيع أن يغير شيء, ومن الذي لا يعطي فرصة للرجل لكي يعمل, قال لي (عمي الرجال وطني ويحب العراق بس القاعدة والي ايكرهون الرجال ميخلوا يشتغل) قلت له الرجل وطني الله أعلم, لكن لو فعلاً ما قلته بأنه وطني, لما زج بأبنائنا في حرب يعلم الجميع بأنها خاسرة؟ لماذا لم يفصح ويعلن للجميع من هم الذين لا يردونه أن يعمل؟
قال ( لي عمي يبقة هو أحسن الة على الأقل هو شبع و نترس كرشة وباك, وبالولاية الثالة راح يشتغل ويبني) لم أجبه بأي كلمة, لا أعلم أي منطق هذا وأي تفكير! هل أصبح للسارق والفاسد مدافعين, يعترف بسرقته ويريد بقائه أي غسل للعقول.
يوجد ناس وطنيين شرفاء حاملين راية الوطن, يدافعون عن أرض الوطن ليل نهار, بكل أفعالهم وكلامهم فهم رجال أفعال لا أقوال, فالوطن عقيدة لا يؤمن بها ألا الرجال, واليوم في سدة الحكم نجد أشباه رجال, باعوا أرض الوطن وشعبه, من أجل مصالحهم الشخصية.
الانتخابات القادمة ستكون الفاصل, بين الرجال وأشباه الرجال الذين يدعون حب العراق, فأنتم دعاة أزمات ونحن دعاة حب وسلام.
العراقيين عموما، والشيعة خصوصا، والصدريين على وجه التخصيص، أدركوا أن المستقبل لا يبنى بالأزمات، وأن صناعها يقودون العراق الى ميدان رمي بائس، يتحول فيه الى جثة بلا حراك، ولابد من أن ييمموا وجههم نحو الإعتدال، وهذا ما أشار به اليهم زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، وهو يوضح لهم خلفية قرار إعتزاله العمل السياسي.
العراق الذي ننشده والذي سيكون عليه بسواعد الرجال, هو عراق الأعتدال لا التهميش والأزمات, عراق يحكمه رجال وطنيون, يحافظون عليه ليس بالشعارات والخطب الرنانة التي تطلقها, فحب العراق يجري بدمائنا, ولا تهتدأ نفوسنا ولا يرتاح لنا بال ألا برحيلك.