19 ديسمبر، 2024 1:43 ص

إعتراف هل يتعظ منه النظام الايراني؟

إعتراف هل يتعظ منه النظام الايراني؟

منذ التأسيس المشٶوم لنظام ولاية الفقيه في إيران، فإن رجال الدين المتنفذين في هذا النظام وکذلك مختلف المسٶولين والمنتفعين منه، يبذلون کل مابوسعهم من أجل تبرير تدخلات هذا النظام في بلدان المنطقة وتصدير التطرف والارهاب إليها وربط ذلك بنظرية دينية شاذة أثبتت الاحداث والتطورات سقمها وفشلها، والذي کشف وفضح کذب وزيف هذا النظام ومن إن تدخلاته ليست من الدين بشئ وقبل ذلك ليست لها أية علاقة بمصالح الشعب الايراني العليا وإنها لاتعبر إلا عن المصلحة الضيقة للنظام، هو إن الشعب الايراني قد قام بثلاثة إنتفاضات کبيرة ردد خلالها شعارات ترفض هذه التدخلات جملة وتفصيلا وتطالب بإيقافها والکف عنها.
اليوم وبعد کل الذي إرتکبه ويرتکبه هذا النظام من جرائم وأخطاء وإنتهاکات وفظائع في ظل هذه التدخلات سواءا في إيران نفسها أو في البلدان الموبوءة بها، فإنه وخلال الاسبوعين المنصرمين کانت هناك تصريحات ومواقف تٶکد وتثبت فشل وسقم هذه التدخلات وتطالب بإنهائها حيث إنه وعلى سبيل المثال فقد توجه رجل الدين بکلامه الى خامنئي وألقى عليه باللوم في جميع أخطاء العقود القليلة الماضية. وقبل يومين اعترف قاليباف، رئيس مجلس شورى النظام بالانقسام الأيديولوجي والفجوة الاجتماعية والهيكلية العميقة في النظام.
هذه التدخلات والاموال والجهود المختلفة الضخمة المهدورة والمبذولة من أجلها أصابت وتصيب النظام بسيل من الازمات والمشاکل العقيمة التي لاحل لها إلا بإنهاء هذه التدخلات وتغيير هذا النهج السقيم وإن إعتراف علي بيكدلي، خبير الشؤون الدولية في النظام بأن تغيير الظروف الإقليمية على حساب النظام يجبره على تغيير الاستراتيجية عندما قال بشأن التدخلات وکونها أصبحت تشکل ثقلا وعبئا على کاهل النظام من إنه: “يجب على إيران أن تعيد النظر في سياستها وتقلص من تواجدها الإقليمي، نظرا لأن الوضع ليس كما كان عليه من قبل، ويجب أن يجبر هذا الأمر طهران على تغيير استراتيجيتها”، والانکى من ذلك إنه يشير الى الملايين ال22 التي منحها الارهابي المقبور قاسم سليماني لأحد أعضاء حركة حماس حقائب حقائب، وهي فضيحة كبرى كان لها دوي كبير على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية حيث أضاف بيکدلي قائلا:” وأعلن عضو بارز في حركة المقاومة الاسلامية أنه طلب المساعدة من ايران. وهنا يجب علينا أن نتساءل: ما هي الإنجازات التي حققناها من وراء دفع هذه النفقات الضخمة على حساب أبناء الوطن المضطهدين؟”، بل وإن خبير النظام يذهب أبعد من ذلك عندما يضع النظام وجها لوجه أمام خطأه الشنيع وضرورة أن يضع حدا له عندما أردف قائلا: ” ويجب علينا في مثل هذه الأجواء أن نخرج من القوقعة التي تلحفنا فيها على مدى 42 عاما، لأنها لا طائل منها وأدت إلى أيجاد فجوة عميقة بين الحكومة والعالم. ومن المؤسف أن هذه الفجوة تزداد عمقا كل يوم. وكل يوم نفقد المزيد والمزيد من مكانتنا في الداخل وفي المنطقة”، لکن السٶال الاهم الذي نجد أنفسنا مضطرين لطرحه هو؛ هل يمکن أن يتعظ النظام الايراني من هذه النصيحة ويغير نهجه المشبوه والفاشل هذا؟ قطعا إن الاجابة سلبية ولکن مع ذلك فإن النظام الايراني يعلم جيدا بأنه سوءا تخلى عن هذا النهج أو إستمر به فإن النتيجة ستکون وبالا عليه!

أحدث المقالات

أحدث المقالات