22 ديسمبر، 2024 11:58 م

إعتراف صادم في وقت حساس

إعتراف صادم في وقت حساس

يبدو إن الرهان الذي عقده القادة والمسٶولون في النظام الايراني على فوز جو بايدن لم يکن في محله أبدا وليس هناك أية مٶشرات تدل على إحتمال إستفادة هذا النظام من هذا الفوز والعمل على طمأنة الشعب الايراني وتحسين مختلف الاوضاع السلبية التي يعاني منها ولاسيما الاوضاع المعيشية، بل إن الذي يبدو واضحا أن الامور لن تسير أبدا بذلك السياق الذي يتمناه ويطمح إليه النظام الايراني خصوصا مع ظلال التأزم الذي بات يفرض نفسه على الامور والاوضاع المختلفة مع قرب إستلام بايدن لزمام الامور في واشنطن.
الاوضاع المتأزمة الحالية وإستمرار تأزم الاوضاع الداخلية في إيران وتزايد الاحتجاجات الشعبية والتحرکات والنشاطات الرافضة للنظام وخصوصا نشاطات معاقل الانتفاضة، وحالة الانقسام والاختلاف والمواجهة بين أجنحة النظام، تٶکد مرة أخرى بأن أزمة النظام الايراني مازالت على حالها وليس لم يطرأ عليها أي تغيير بل وإنها تزداد سوءا، ولذلك فإن النظام مضطر والى أبعد حد القيام بمناورات وألاعيب وتحرکات تمويهية مخادعة من أجل دفع المجتمع الدولي الى تقديم تنازلات له والتخفيف من قيوده المفروضة عليه.
في هذا الخضم وفي ضوء الاحداث والتطورات الجارية وإزدياد عزلة النظام وکراهية ورفض الشعب له وتصاعد دور وتأثير المقاومة الايرانية على مسار الاوضاع في داخل وخارج إيران، فإنه وکما تناقلته وسائل الاعلام المختلفة وفي إقرار صريح للتدخلات الخارجية الإيرانية في المنطقة عبر الميليشيات، التي تدعمها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر المساعدات وافتتاح المدارس والجمعيات التي تروج لعقائد الحرس الثوري الإيراني، أعلن محمد رضا نقدي، المساعد التنسيقي في الحرس الثوري، أن بلاده أنفقت على مدى الثلاثين عاما الماضية 17 مليار دولار على الأنشطة الدفاعية والثقافية في المنطقة. هذا الاعتراف الصادم وفي هذا الوقت الحساس، يأتي ليسلط المزيد من الاضواء على الحقيقة البشعة للنظام ويکشف حقيقة أمره وماقد إرتکبه من جرائم وممارسات سلبية بحق الشعب الايراني، ويدل واحدا من أهم أسباب مايعانيه من أوضاع معيشية صعبة.
الملفت للنظر إن هذا الاعتراف الصادم الذي يکشف جانبا من الحقيقة البشعة للنظام الايراني وليس کلها، يأتي متزامنا مع التأزم الذي يواجه تدخلاته في المنطقة عموما والتي وصلت الى ذروتها في العراق واليمن، وهو مايميط اللثام عن کيفية قيام هذا النظام بإهدار ثروات وأموال الشعب الايراني على مغامراته ومخططاته التي لاتخدم إيران وشعبها بشئ ومن دون شك فإن هذا الاعتراف الصادم سوف يزيد من رفض وکراهية الشعب للنظام وبالتالي سيزيد من عزمه على النضال ضده من أجل الحرية والتغيير الجذري.