منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، القائم على أساس دعامتي قمع الشعب الايراني في الداخل و تصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة، تفاخر هذا النظام دائما بکونه منيعا و محصنا ضد کل محاولات و مساعى الاختراق الثقافي و السياسي و إن”وبحسب زعم قادة و مسٶولي هذا النظام” الافکار و المبادئ الخاصة بنظامهم صارت تغزو العالم و تساعد في إندلاع الانتفاضات و الثورات!
أحداث الربيع العربي التي سارع الملالي الحاکمون في طهران للإدعاء بإنها من نتاج تأثير نظامهم لکنهم سارعوا بعد ذلك و عقب وصول الامر لحليفهم نظام الاسد بالتراجع عن موقفهم و التمويه عليه، کما إن الانقلاب الذي دبره الحوثيون بالتعاون مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن بإشراف و توجيه من طهران، سمي في الاعلام الايراني بثورة الشعب اليمني و تأسيس الميليشيات و الجماعات و الاحزاب المسلحة المعادية لأوطانها و شعوبها في العراق و سوريا و لبنان، وصفه ملالي إيران بإستنساخ “الثورة الاسلامية”، کما سموا الفوضى و الفتنة التي إختلقوها في البحرين بثورة الشعب البحريني، بعد کل هذا يطل على العالم المرشد الاعلى لملالي إيران و مستشاره اللواء رحيم صفوي ليحذران من الاختراق الثقافي و السياسي لنظامهم و وجوب الحيطة و الحذر من ذلك!
خامنئي الذي أکد تخوفه من التأثير السياسي و الفکري على نظامه بعد إعلان الاتفاق النووي و توجسه من النتائج السلبية لذلك الامر على مستقبل النظام و إستمراره، فإن مستشاره اللواء رحيم صفوي قد ذهب أبعد من مرشده عندما إعترف”أن أعداؤنا اليوم يشنون علينا حربا ثقافية عبر الطرق الإلكترونية والقنوات الفضائية، بلا هوادة، وللأسف فإن بوادر تأثير هذه الحرب أصبحت واضحة، من خلال ارتفاع معدل المشاكل الاجتماعية والثقافية والطلاق والجرائم في البلاد”.
هذا الاعتراف الذي يشبه دس السم في العسل، فإنه وکما يبدو يهدف الى خلط الاوراق مع بعضها، ذلك إن” ارتفاع معدل المشاكل الاجتماعية والثقافية والطلاق والجرائم في البلاد”، هو بفعل السياسات الخاطئة للنظام خصوصا من حيث الکلفة الهائلة للبرنامج النووي و التي تعادل 8 أضعاف کلفة الحرب ضد العراق، الى جانب الاموال الطائلة التي تم صرفها على التدخلات في بلدان المنطقة و کذلك ماتم صرفه على ماکنة القمع للنظام للسيطرة على الشعب و ضمان إستمرار النظام و بقاءه.
هذا الاعتراف الذي هو في الحقيقة إعتراف بدور المقاومة الايرانية في توعية الشعب الايراني و کشف حقيقة مخططات النظام الحاکم و زيف شعاراته و کونه
يسعى فقط من أجل ضمان بقائه و إستمرار، خصوصا وإن زيادة التحرکات و النشاطات الاحتجاجية في سائە أرجاء إيران و التي تأتي کرد فعل على الاوضاع الوخيمة و على فشل النظام في توفير الحياة الحرة الکريمة للشعب، هي في الواقع نتيجة للجهود و المساعي الحثيثة المتواصلة التي بذلتها و تبذلها المقاومة الايرانية من أجل التعجيل بتوفير الارضية المناسبة لإسقاط هذا النظام و تغييره. [email protected]