18 ديسمبر، 2024 7:48 م

إعتراف بالخوف أم ماذا؟

إعتراف بالخوف أم ماذا؟

من کثرة ماتتکرر المواقف والتصريحات المتخوفة والمحذرة من تزايد وتصاعد دور ونشاطات منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية في داخل وخارج إيران من جانب القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حتى صار هناك قناعة بأن هذا النظام يعيش فوبيا منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية، إذ لايمر أسبوع دونما أن يتکرر هکذا موقف أو تصريح وبصورة ملفتة للنظر.
التصريحات الاخيرة التي أدلى بها علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن النظام الإيراني، حيث إعتبر وقف منحات مليارية وسياسة المهادنة الأمريكية مع النظام الايراني، ناجم عن سياسة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية وأعلن متأففا وهو يخاطب الولايات المتحدة: من القبيح لبلد يدعي أنه قوة عظمى أن يتخذ نشرات (مجاهدي خلق) أساسا لتعاملاتها دون تغيير. ويبدو إن شمخاني وعندما يدلي بهکذا تصريح لايعلم بأنه يعلن أمام الشعب الايراني کم إن منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية صارت ذات تأثير نوعي بحيث إن دولة عظمى صارت نظراتها ومواقفها تتطابق معها!
هذا الاعتراف الغريب من نوعه لشمخاني والذي يظهر بأن مواقف منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية صارت لها تأثيرات وتداعيات وإنعکاسات على أوساط القرار الدولي، خصوصا وإن ماقد أکدت ودأبت على ترديده من مواقف طوال الاعوام المنصرمة أثبتت مصداقيتها، وإن شمخاني يتحاشى الاشارة الى نقطة بالغة الاهمية وهي فشل إن نظامه قد فشل في تعامله وتعاطيه السياسي على المستوى الدولي وإن منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية صارت تأخذ بزمام المبادرة وتٶکد على نجاح نهجها السياسي من حيث التعامل مع المجتمع الدولي.
ليست المرة الاولى للنظام الايراني بأن يعترف بمثل هذا الموقف، فقد سبق له ولاسيما خلال الاشهر الاخيرة أن إعترف بمواقف متشابهة بنفس السياق، خصوصا بعد أن قام رئيس الجمهوري روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف بإجراء إتصالات مع الحکومة الفرنسية من أجل وقف نشاطات منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية، ناهيك عن تصريحات وبيانات صادرة من جانب وزارة الخارجية موجهة لمصر والسعودية بسبب حضور وفود لها في التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية، وهو مايدل فعلا بأن هناك مايخيف ويرعب هذا النظام ويجعله يشعر بالخطر من تعاظم دور ومکانة منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية.
الاحداث والتطورات الجارية المتعلقة بالاوضاع في إيران وخصوصا على الصعيد الدولي، يبدو إنها لاتسير وفق مايتمناه النظام ولذلك فإن خوفه يزداد ويتعاظم أکثر فأکثر خصوصا عندما يجد هناك نوعا من التفهم والتقبل الدولي لأفکار ورٶى هذه المعارضة المقلقلة له من جانب أوساط القرار الدولي.