18 ديسمبر، 2024 9:48 م

إعتراضات عمّار الحكيم ومصباح علاء الدين الضائع !!

إعتراضات عمّار الحكيم ومصباح علاء الدين الضائع !!

كتب الزميل أياد الزاملي في السادس والعشرين من آب الحالي في تغريدة له “عمار الحكيم يمانع وجود الخنجر في تحالف الكتلة الاكبر وهدد بانه سيخرج منه في حالة انضمام الخنجر اليه .”.
والحقيقة إن التسريبات في وسائل الاعلام وماكتب عن إعتراضات عمار الحكيم تبدو حقيقية مع عدم نفي أو تأكيد السيد عمار أو كتلته الحكمة أو حتى بيان إعلامي لهذه “التسريبات ” !
وأضاف الزاملي في التغريدة نفسها : واليكم ماكنت شاهدا عليه وعمار لايمكنه انكار ذلك :
عندما تولى المالكي الولاية الثانية كان عمار يعارضها ، وقتها غضبت عليه إيران فأوقفت تمويل قناته الفرات ومرّت القناة بضائقة مالية شديدة حتى إنها عجزت عن دفع رواتب موظفيها ..إستنجد بالخنجر من خلال طرف ثالث معروف جداً وبالفعل إستجاب الخنجر لنجدة عمّار ..”..انتهى نص الزاملي
ولم يتم نفي أو تأكيد هذه المعلومة من الحكيم وتياره وإعلامه ما يعني إنها صحيحة ، هذا الموقف التضامني للخنجر قابله السيد عمار بعد سنوات في تغريدة له في آب الحالي قال فيها :
“ان اعادة مسلسل الاصطفاف المذهبي والقومي وتحالفات المصالح الاقليمية والدولية المتقاطعة بالشأن العراقي سيعيد العراق الى المربع الأول ..”..
فسّرها المحللون والقريبون على إنها موجهة الى رئيس المحور الوطني الشيخ خميس الخنجر ، متناسيا إن تيار الحكمة تنطبق عليه جوهر هذه المواصفات ، التي قابلها الخنجر بتغريدة له في التاسع عشر من آب 2018 قال فيها :
نقف اليوم صفا واحدا في تحالف المحور_الوطني من أجل أن يبقى القرار عراقياً
ونرفض كل الضغوطات الخارجية القريبة والبعيدة من أجل مصادرة قرارنا وسيادة بلدنا
آن لجميع الكتل الوطنية ان تجعل مستقبل العراق وسلامة شعبه فوق كل الاعتبارات”..
وتبدو الحاجة ملحة لتذكير السيد عمّار الحكيم الى أنه في 13 /10 /2007 وفي غمرة اشتعال الصراعات الطائفية في البلاد تناقلت الاخبار عن مشروعه التقسيمي للبلاد تحت حجج الاقاليم ونقلت عنه احدى الوكالات القول :
“دعا رئيس مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي عمار الحكيم، إحدى مؤسسات المجلس الاسلامى فى العراق، ، الى الاسراع بتشكيل الاقاليم في ظل نظام فيدرالي معتبرا هذا النظام يصب في مصلحة الشعب العراقي، وقال إنه “أحد الطرق للحفاظ على وحدة العراق”..
كما دعا عمار الحكيم بتجمع في مكتبه ببغداد الى “العمل على تشكيل الاقاليم والمضي بتطبيق النظام الفيدرالي بدءً من إقليم جنوب بغداد الى الاقاليم الاخرى”..
ونذكره أيضا بأن هذا المشروع التقسيمي قد أجهضه الشارع الشيعي نفسه بحسه الوطني المشهود .
كما تلقى مشروعه عبر التحالف الوطني نهاية عام 2016 والمسمى بـ “التسوية السياسية ” صفعة من المرجعية العليا في النجف ممثلة بالسيد السيستاني الذي رفض مقابلته شخصياً وكممثل وقائد للتحالف الوطني الشيعي !
وجاء في وكالة أصوات العراق في 13 /12 / 2016:
أعلن حامد الخفاف احمد مسؤولي مكتب المرجعية العليا المتمثلة بآية الله علي السيستاني وممثله ووكيله عن ان السيستاني لا يرى مصلحة في مشروع التسوية السياسية المطروح من قبل التحالف الوطني”.. ولفت الخفاف الى ان “التحالف الوطني أراد زج المرجعية في موضوع التسوية وسماحة السيد السيستاني لايرى مصلحة في ذلك”.
وأضاف الخبر في الوكالة :وكان وفدا من التحالف الوطني الشيعي الحاكم بالعراق برئاسة زعيمه عمار الحكيم قد توجه الى مدينة النجف والتقى المراجع هناك باستثناء المرجع الأعلى السيستاني اذ رفض الأخير لقاءهم “.
وظلّ السيد الحكيم يدور في دوامة المشاريع مثل الطاولة المستديرة والتسوية السياسية والأخرى التأريخية والفريق المنسجم وخاتمة المشاريع على مايبدو مشروع الأغلبية الوطنية الحالي الذي ربما لايكتب له أن يرى النور .
وشن الحكيم هجوما على التحالف الوطني الذي كان أحد أعمدته ومنظريه ، إذ قال في الاول من آب عام 2017 بحسب شبكة أخبار العراق :
“وصف تيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم، ، التحالف الوطني بأنه “تحالف طائفي” وسوف “يتشظى” في وقت قريب”..
وواصل شن هجومه على القوى التي لاأحد يعلم إن كانت في قائمة تسوياته الضائعة ، فوجد أمامه السيد أياد علاوي ليقول في مشروعه في الثالث من آب 2018 :
“إتهم تيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم ، ، نائب رئيس الجمهورية اياد أياد علاوي بالعمل على اعادة العراق الى ماكان عليه” ، مفسرا دعوته الى تشكيل حكومة انقاذ وطنية، يعني “العودة الى ماقبل 2003″
وهكذا كل المشاريع باستثناء مشاريعه هي إما العودة الى المربع اللأول أو العودة الى ماقبل 2003 ” !!
واجاب احد المدونين على كثرة ترديد المربع الاول من قبل السيد عمار بالقول :
ومتى غادر العراق المربع الأول يا عمار؟
ما زال العراق في مربع الإحتلالين الأمريكي والإيراني رغم كل الكذب والتزوير، وما زال العراق يسجل بسببكم وبسبب زملائكم في العملية السياسية الفاسدة المراكز الأولى، نعم الأولى في الفساد والتخلف والطائفية والقتل والتهجير والاختطاف والإعدام و..” انتهى نصر المغرد ..
وسيراً على المنهج نفسه في محاولات إقصاء الآخرين وهي في الضد من مشاريعه المنسية بلملمة الصف العراقي ، وجد نفسه في مواجهة السياسي القادم الجديد الى ساحة ومعترك العملية السياسية في البلاد من داخلها الشيخ خميس الخنجر رئيس المحور الوطني الذي يضم 51 نائباً ، فهدد على لسان قيادي في الحكمة في السادس والعشرين من آب الحالي بحسب ماتناقلته وسائل الاعلام :
هدد قيادي شيعي عراقي، بالعودة إلى «التموضع الطائفي» في حال أصر الأكراد والسنة على شروطهم فيما يخص تشكيل الكتلة الأكبر التي ستكلف تشكيل الحكومة المقبلة”
وأعلن نوفل أبو رغيف، المتحدث باسم تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم، تشكيل لجان تفاوضية تمثل تحالف «سائرون» و«النصر» و«الحكمة»، مضيفاً: «ستتحرك هذه اللجان نحو الأكراد، وسيكون حديثاً واضحاً، على أساس البرنامج والاتفاقيات والاستراتيجيات». وبشأن تحالف «المحور الوطني» السني، ومدى مشاركته في تشكيل الكتلة الأكبر، قال أبو رغيف: “هم الأقدر على الإجابة”..
بدوره، صرح صلاح العرباوي، عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «محور السنة كسنة والأكراد ككرد سيدفع الشيعة للتكتل مرة ثانية، وسيكونون الكتلة الأكبر والأقوى والأكثر عدداً»، مبيناً أن «هناك تضييعاً للفرصة الوطنية، بدافع (دع الشيعة يتصارعون)..
ولم يجب العرباوي على سؤال :
من جعل القيادات الشيعة تتصارع وعلى ماذا ؟
فربما الاجابة ستسعفه لمعرفة الحقيقة قبل أن يطلق تهديدات فارغة دون إدراك لطبيعة المتغيرات الجديدة في المشهد السياسي الحالي على صغر حجمها ..
يتصور واهما السيد عمار وكتلته بأنه بالامكان استجلاب المصباح السحري من عمق الخرافة التأريخية أو قصص الأطفال ليكون الحاكم والقائل والحاسم في مشهد سياسي عراقي بالغ التعقيد يحتاج الى الحكمة والتعقل واستنباط الدروس من الماضي القريب وإن الأدوات التي إشتغلت عليها العملية السياسية في نشأتها الرثة لايمكن أن تعيد نفسها فالتأريخ لايعيد نفسه إلا كمهزلة ، وإن حدثت المهزلة فستكون نهاية للكوميديا السوداء التي تتحكم بالمشهد السياسي برمته !
وبحسب مراقب للحراك داخل المحور الوطني فإنه :
حتى اللحظة : الكرد والمحور يتفقون على ورقة تفاوضية موحدة،، والعبادي والعامري يتسابقون لكسب أرقام جديدة في طريق الكتلة الأكبر..
المحور_الوطني استطاع التخلص من الضغط الخارجي بشهادة الجميع. ولم يوقع مع أي طرف..
وهواتف الدول المؤثرة لم تفلح في إقناع المحور بالدخول في تحالف فندق_بابل”..!
يقول تقرير راصد للحراك داخل اجتماع فندق بابل وخارجه : ما حدث في إجتماع فندق بابل، عندما كانت الآمال كبيرة بإعلان الكتلة الأكبر، إعتماداً على إفتراضات وأوهام حكمت بعض المجتمعين هناك مفادها ان بإمكانهم أن «ينتقوا» من يريدون من القوى السنية ليلتحقوا بهم، وأن يستخدموا «الفيتو» ضد من لا يريدونهم!
ولم يتعاطوا بعقلانية مع إعلان الكتل السنية الرئيسية تحالفا تحت مسمى «المحور الوطني». تماما كما اعتمدوا على افتراض أن الحزبين الكرديين سيضطران للالتحاق بهذه الكتلة الأكثر عددا وفق شروطهم” !
ولفت التقرير الى “إن معضلة الكتلة الأكثر عددا في النهاية، لم تكن سوى مؤشر آخر على أزمة النظام السياسي العراقي، فعندما تتحكم المصالح الضيقة، والتسييس، بالدولة وسلطاتها ومؤسساتها، لا شيء في الافق غير الفشل”
إعتراضات السيد الحكيم على شخص الشيخ خميس الخنجر على الأغلب متأتية ونابعة من خطاب سياسي جديد في الوسط السني يقوده الخنجر قائم حقيقة على مشروع بناء دولة قائمة على أساس التوازنات الحقيقية وليس الهشة ، فقد أودت بنا تجربة التهميش والاقصاء والتسقيط والإبعاد والاستئثار والتعالي إلى جحيم عاشه العراقيون طيلة خمسة عشر عاماً !
وكان الأجدى به أن يعترض على من أغرقوا البلاد بالتناحر والحروب والفساد وإفلاس الدولة ، وليس إحتجاجات الشارع الشيعي من البصرة إلى بغداد إلا مثالا حياً وواقعياً على فشل تلك السياسات في مناحي الحياة كافة ، وفتح ملفات هذا الفشل بشفافية ورعاية أممية ستكشف للسيد الحكيم من هم أولى بإعتراضاته ولانريد الدخول إلى أعمق من هذا الكلام فالحقيقة بين يدي السيد الحكيم !!