23 ديسمبر، 2024 10:13 م

إعتدال منظومة الحكم في التشكيلة العبادية

إعتدال منظومة الحكم في التشكيلة العبادية

يوتوبيا حرة لشعب سعيد
* تخلت الارادة الحكومية عن محافظات ومدن فإنسحب منها العسكر وتقدمت اليها “داعش” إستجابة لللا قرار السياسي
“من وشاني للضحى من أنبأه

كلما خبأت نجما أوضأه

يا مرايا القلق الاخضر من

زرع البحر بصدر الؤلؤة”

مجاز يرسم لوحة شعرية، مؤطرة الاركان، بكلمات من نظم شاعر، تركها مرسلة المبنى.. معنى وشكلا؛ لتنطبق على كل حال ملتبس في المكان والزمان،…

رب تفاؤل أبلغ من المأساة، في نكأ الجرح؛ ونحن نتلقى أنباء التقدم الشجاع، في تحرير المدن التي هرب العراق سياسيا منها، فتركها الجيش بيد عصابات “داعش” الارهابية، منذ مطلع حزيران الماضي.

تخلت الارادة السياسية المتهافتة، عن محافظات ومدن؛ فإنسحب منها العسكر، بقرار سياسي جبان.. ولنسمي الحقائق بشاعرية البيت المستهل: “وقعت هزيمة الانسحاب العسكري المخزي، إستجابة لللا قرار السياسي”.

فالعراق إنهار امام “داعش” بقرار منظم إذ اريد بها “برابرة كافافيس” الشاعر اليوناني الذي عاش ومات في إسكندرية مصر، سابقا زمنه، بالقول:

“كيف الآن من دون برابرة؟

لقد كانوا نوعا من حل!”

وهكذا نجد ما حصل، نوع من دعاية إنتخابية لشخصيات، ارادت لفئات معينة تلتف حولها.. إنتخابيا؛ بإعتبارها حامية الحمى، لكن الامر انفلت من صانعيه، مثلما انفلت الطاغية المقبور صدام حسين والارهابي اسامة بن لادن، من يد امريكا التي صنعتهما وحشين لأداء مهمتين محددة، انجزاها على اتم وجه، رافضين التواري عن لذة السلطة، بعد ئذ.

يقظة الحكومة

لكن حكومة د. حيدر العبادي، تيقظت للعبة، بدهاء مفند، نظير للدهاء الذي ركبها ووضع شروطها وسيرها، الى آخر بطاقة انتخابية، خرجت بها لجان العد والفرز!!!

وما يدل على إعتدال ميزان منظومة الحكم في التشكيلة العبادية، هو المساعي لتدعيم اركان وزوايا إطار اللوحة العراقية.. إقليميا وعربيا ودوليا، من دون التعكز على إنتماءات فئوية، تهمش الآخر؛ فتضطره لموقف متحفظ، سرعان ما يتحول

الى مضاد، في نوع من دفاع مشروع، عن الذات، يستلزم أدواته في إستحضار التضامن الخارجي، الذي جعل العراق وحيدا معزولا.. من الداخل والخارج، مثل مرضى التوحد بالذات!

لظى مهمل

العمل الجدي المواظب على إعادة الثقة، بين الوان الطيف العراقي، من الداخل، وإنتظام العراق في الصف الاقليمي بتصفية الخلافات الخارجية، وحل المشاكل العالقة بينه ومحيطه الدولي، أسفر عن حقائق واقعية، بعد ان خسر اليلد مواطنيه والدول الأخرى، جراء تخبطات طائفية، شكلت غطاء للفساد المالي، الذي يغرق فيه العراق، الى هامته، والمواطن يتلظى من دون مجيب.

ويزداد غيظ الأفراد، حين يجدون مجريات الادارة تهمل المصلحة العامة؛ لأجل منفعة شخصية لأفراد، في نيل مغانم السلطة ومظاهرها الاستعراضية، مفرطة بالمال العام والمصالح الستراتيجية بل حتى الارض، تدعها لـ “داعش” تحتلها!

فيض حمم

عودة التشكيلة الوزارية الراهنة، برئاسة د. العبادي، من الذاتية الى الوطنية، لمسنا إنعكاساتها واضحة، بحسن النوايا وتبادل المنفعة.. إيجابا بيننا ودول كنا نظنها (أعداء) جراء الاستفزازات الصادرة من الداخل، فيضا، مثل حمم البركان، الى الخارج.

وأدركنا أهمية إنتظام ايقاع العمل الحكومي، من خلال الوقت والجهد القياسيين، بتحرير “سنجار” وتوالي إنتصارات الجيش النظامي والبيشمركة.. معا، من خلال زيارة العبادي الى اربيل، التي أزالت التوتر وفتتت العقد ومدت صلات طيبة، بين المركز المتهافت وإقليم كردستان القوي! مما طمأن الشعب وعزز الثقة بين مكوناته، التي تنزع الى التآلف لكن القرار الرسمي.. السابق.. يتصيد بمياه الفتنة، ضعفا لشعب يستقوي الحكومة!

عصا سحرية

حلت حكومة العبادي الخلافات التي إفتعلت سابقا، مع الاقليم والمحيط الدولي، بما يخدم العراق ويحقق الرفاه لمواطنيه ويمكنهم من إستثمار ثرواتهم في خدمة التنمية العامة، وليس الارصدة الشخصية لثلة ممن قفزوا على الامر وجيروه لصالحهم.

نضجت تجربة الحكم في العراق، بتحركات العبادي، التي أثبتت انه ليس قائدا شيعيا، انما رئيس وزراء العراق، بمكوناته كافة؛ ما جعل مشاكلنا العالقة، تحل بعصا سحرية؛ جراء حسن النوايا، من قبل كردستان ودول أوهمونا بأنها تناصبنا العداء، تكييفا لنظرية “العدو المتربص بنا.. داعش وفئات تتضامن من الداخل مع الخارج.. ضدنا”.

عاد العراق وطنا إتحاديا بحق، وسط حاضنة دولية منتظمة، وساسته موضع ترحاب.. تستقبلهم دولا تريد جوارا سلميا وصلات اقتصادية ناجحة، تعمم الفائدة، من دون إستحواذات موبوءة، على مجريات القرار.

طابت تحركات العبادي، سعيا لترصين “يوتوبيا – جنة على ارض العراق” يرفل خلالها العراقي، بالسعادة، في وطن حر.