منذ سنوات عدة لم نسمع هكذا تصريح مدوي, يخفي بين ظهرانيه قوة إرادة وإصرار, تنم عن مسؤولية كبيرة يتحملها من قال: ((إعادة هيكلة الدولة العراقية واحدة من أهم الأولويات, التي نضعها في رؤيتنا للمرحلة القادمة)) فالعراق والمنطقة إمام تحديات كبيرة.
فبعدما استطاع الغيارى من أبناء الشعب العراقي كسر شوكة التكفير, وقهر عناصره الإجرامية, ستبدأ مرحلة مهمة في تاريخ العراق, تنطلق بعد تحرير أراضي نينوى, بحاجة ماسة لتوحيد الصف الوطني, وتجاوز الخلافات السياسية, وحفظ المكتسبات الأمنية, التي تحققت على يد قواتنا المجاهدة والحشد الشعبي, فالدول لا تزدهر بكسر هذا الطرف لأخر.
فأهمية الوحدة منبثقة من تحدي التغيير المتوقع, والذي سيشمل حدود دول المنطقة كافة, وفقاً لمصالح الدول الكبرى والإقليمية, وإعادة التوازنات السياسية والتحالفات المرتقبة, لان الحراك الجاري سيمضي بلا توقف إلا بصدمة كبرى للعالم, وبذلك لابد على ساسة العراق, أن يتجاوز تقاطعاتهم, فلا تفاهمات لأجل الوطن في ضوء عقد الأنا والأنانية.
فقد مرة العراق في غضون الثلاث عشر سنة الماضية, بأنواع من الأزمات والعقبات, تسودها فترات من التفاهم والهدوء, ولكن الفرقة كانت هي السمة الغالبة على المشهد السياسي, فقد أثرت بشكل كبير على أوضاع المواطنين ومصالحهم, كما وتأثرت سلوكيات المجتمع عامة, لذا فأن تطبيق الحد الأدنى من الوحدة بات أمر ضروري.
وبذلك فأن المرحلة القادمة تتطلب رجال أوفياء لوطنهم, وأكفاء للنهوض بأعبائه, فالتجربة العراقية أفرزت نماذج لا تمتلك الحد الأدنى لمعايير: “الرجل المناسب في المكان المناسب” فساد الخراب, وتفشي الفساد نتيجة لذلك, فإعادة هيكلية مؤسسات الدولة لا يمكن أن تتحقق بوجود نفس النماذج والآليات السابقة, فالدولة العادلة تبنى بالشعب الواعي المنتج.
وعليه فالشباب يشكلون اليوم 60% من الشعب العراقي, وهذا النسبة تفرض على من بيده مقاليد السلطة, أن ينظر إلى الإمام, ولا يختزل نظره في الحالة الحزبية والشخصية الضيقة, فمؤسسات الدولة بحاجة لإعادة هيكلتها برؤيا شبابية واعدة, هذا ما قراءته بخطاب زعيم التحالف الوطني عمار الحكيم.