19 ديسمبر، 2024 1:22 ص

إعادة كتابة مناهج التربية والتعليم…..التاريخ

إعادة كتابة مناهج التربية والتعليم…..التاريخ

حجم المعاناة والتراجع المخيم على مجمل العملية التربوية في العراق والوطن العربي,إضافة إلى العجز الإداري وسوء التخطيط الفني,والمهني,والتقني,وانعدام الرؤيا المستقبلية حول عملية التطوير والنهوض المستمر بواقع التعليم ,وتخلف برامج الإعداد المنهجي المسبق,مع جملة من المشاكل الاجتماعية والأزمات المعيشية المتفاقمة,سببت تراجعا ملحوظا في مجال التربية والتعليم,وجعلتنا امة عاجزة عن إظهار أية انجازات إقليمية أو حتى داخلية,منكسرة متطلعة لثقافة وتاريخ وفلسفة الغير……………….
عملية إعادة كتابة المناهج المدرسية والتعليمية وفق خطط وتجارب وأفكار عالمية حديثة,قادرة مع تهيئة الأجواء الاجتماعية المناسبة لاحتضان شريحة الطلبة بشكل كامل,مع إدخال تجربة المرشد الاجتماعي المتواجد في جميع المدارس وإعطاءه صلاحية المفتش العام الموجود حاليا في وزارات الدولة,وتحميله مسؤولية متابعة مشاكل الطلبة الداخلية في المدرسة ,والخارجية في البيت والشارع,والسماح لها بتوفير بعض المنح المادية التشجيعية للطلبة المحتاجين أو ممن يواجهون صعوبة في تكملة مشوار الدراسة
هناك مواضيع ومواد دراسية مهمة تحتاج بالفعل إلى عملية تغيير شاملة,ليست استنساخا للنموذج المعتاد الذي ساهم بعزوف الطلبة عن المدارس
(التشدد المدرسي-أسلوب وأخلاق التربويين القاسية والحادة-صعوبة المواد-ضغط المواد المدرسية-الإكثار من الواجبات المدرسية-نمط البناء المدرسي القديم-التشدد في غياب الطلبة-ظاهرة الرسوب والبقاء بنفس المرحلة,الخ.)
بل هناك حاجة فعلية لدراسة الأساليب العالمية المثلى المتعلقة في احتواء واحترام ومتابعة النشء,والعمل على تذليل كافة الصعوبات ,التي قد تعترض مسيرتهم الدراسية,على اعتبار هذه الشريحة المهمة هي من يقود البلاد في المستقبل,
وهي أيضا فيما لو أهملت ستكون مشروعا للمشاكل الاجتماعية الخطيرة,تحارب من اجله الدول للتخفيف من العنف المنتشر بين شريحة المراهقين.
المواد التي تحتاج إلى تجديد وتطوير دائم هي المواد العللمواد العلية ولجميع الاختصاصات,ولكن في المجتمعات الخارجة من عصر الظلمات والأنظمة المستبدة,والتي تعاني أنظمتها التربوية من تخلف واضح,تحتاج إلى مراجعة شاملة للمناهج والكتب الاجتماعية(التاريخ),بغية استعادة المجتمع المنهار والمتعب بموروثاته المعقدة والمتداخلة معه بشكل لاشعوري ,زمام المبادرة نحو الانطلاقة الجديدة, في دولة ديمقراطية تسمح له بإبداء الرأي, وطرح الأفكار بحرية دون خوف أو تردد,
إعادة كتابة مناهج التأريخ العربي المعاصر,مع التعريج على الحضارة الإسلامية وأثارها المهمة,والإرث الثقافي العربي الموروث,هي كفيلة بترتيب الأوضاع الاجتماعية المخففة للتوترات والخلافات الطائفية والعرقية والاثنية,
ونود أن نطرح بعض الخطوط العريضة العامة لفكرة إعادة كتابة مواد التاريخ المدرسي في العراق والوطن العربي(الإشارة تختص بالمدارس والكليات أو الجام�ت أو الجامعات ذات الاختصاص):
أولا:الحضارات الإنسانية القديمة التي ولدت في الأرض العربية(حضارة وادي الرافدين والنيل والشام)
ثانيا:الحضارة الإسلامية بدءا من الدعوة المحمدية ووصولا إلى فترة الخلافة الإسلامية(الدولتين الأموية والعباسية)مع ضرورة التفريق بين مفهوم الحاكم في الدولة الإسلامية بعد فترة الخلافة الإسلامية الراشدة وبين مفهوم الخليفة أو أمير المؤمنين(على سبيل المثال لا الحصر ,هناك خلافات مذهبية حول شخصية الخليفة هارون الرشيد-صلاح الدين الأيوبي-ولكن يمكن تجنب الحديث عن خلافتهما الإسلامية والتطرق لانجازاتهما كحكام للدولة أو للشعوب الإسلامية في كتب التأريخ),
مع ذكر الثقافة المعرفية الشاملة التي عرفتها الأمة العربية قديما وحديثا في مجال الطب والهندسة والرياضيات وعلوم النجوم والفلك الخ.
ثالثا:فترة الحكم الإمبراطوري العثماني للدول العربية وصولا لثورة الشريف حسين بن علي رحمه الله
رابعا-فترة الاستعمار الأجنبي في المنطقة(البريطاني والفرنسي) وظهور دولة إسرائيل وحروب التحرير العربية
خامسا:دراسة ظاهرة التفوق العرقي العنصري الذي اشتهرت به الحضارة الغربية,وكذلك مشكلة الأطماع الغربية في منطقة الشرق الأوسط,وأسباب التفوق الحربي للحضارة الغربية وتراجع الحضارة الشرقية العربية في هذا المجال,والذي يعد احد أهم الفوارق الاجتماعية والأخلاقية بين الحضارتين
سادسا:الأنظمة السياسية المشكلة قبل وبعد رحيل الدول الاستعمارية,والتعريف المختصر لتاريخ الدول العربية الحديثة
سابعا:التحول الديمقراطي في العراق ,وبداية الثورة العربية الكبرى المسماة بثورات الربيع العربي(الأسباب والنتائج والضرورات الحالية والمستقبلية)
بالطبع بعض هذه المواضيع هي كانت متواجدة كمهج العامة لمادة التاريخ,ولكنها كتبت تحت رحمة السلطات القمعية واملاءاتها وشروطها السياسية والثقافية,
لكننا بعد أصبحت ثورات ساحات التحرير العربية نموذجا يحتذى به في ساحات الاحتجاج العامة في الدول الغربية,التي يعاني أبناءها من قسوة الأنظمة الرأسمالية والتكاليف المعاشية المتزايدة والضاغطة على حياتهم بشكل كبير,
يحق لنا ان نستعيد كرامتنا وحريتنا وحقوقنا التاريخية المسلوبة,لنعد أجيالا واعية قادرة على مواجه التغيرات العالمية الثقافية والاجتماعية,
في عصر الإلكترون المسيطر على كل الفضاءات والأجواء والسيادات والحدود الدولية المشرعة الأبواب,بدون تاريخ ناصع نحمله على ظهورنا,سوف لن تستقبل عقول أبناءنا أية معرفة حديثة,وستبقى أسيرة الماضي المؤلم بكل تفاصيله الموروثه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات