23 ديسمبر، 2024 12:06 م

إعادة توجيه: من يقلب المعادلة‎

إعادة توجيه: من يقلب المعادلة‎

بدأ استغلال نفوذ السلطة للاستيلاء على المال العام منذ ان تسنم السلطة حزب ( العث ) العربي وهو الاسم المناسب لهذا الحزب في عام 1968 كانت البداية الواسعة النطاق بمنح امتيازات حسب الموقع في الحزب ومنها الرتب العسكرية وكان راس الهرم صدام حسين الذي منح نفسه مهيب ركن وشمل ذلك الحاشية التي منح البعض منهم رتبة ملازم الى ان  وصل الى فريق في فترة وجيزة وهو لا يعرف يسير على ايقاع ( يس – يم  )  وعلى سبيل المثال حسين كامل الذي عين شرطي في عام 1968 ليصبح وزيرا للدفاع اضافة الى اشرافه على اربع وزارات اخرى وسارت الامور من سيء الى اسوء وكانت هذه الامتيازات حافزا لفئة كبيرة من العناصر الانتهازية للالتحاق بالحزب وليس هذا فحسب بل الخوض في حروب عبثية ادت الى وصول العراق الى حافة الهاوية وكان من المؤمل ان ينتهي حكم الحزب الواحد خلال فترة وجيزة قادمة مما حفز القوى الاستعمارية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية لغزو العراق واستباق الاحداث خوفا من تسلم الحكم سلطة شعبية وطنية لاتتماشى مع الهيمنة الاجنبية على شؤون الشعب ,  وتأمل الشعب العراقي ان يدير شؤونه بعد ان اكتوى بنار الدكتاتورية  وتخلف العراق عن الركب الحضاري العالمي ولكن المحتل والزمر الرجعية والانتهازية لم يروق لهم ذلك فبدأت عمليات التصفية الجسدية للعناصر الوطنية والكوادر العلمية وقتل من قتل ونجا البعض بنفسه وغادر البلاد الى منطقة امنه واججت المسألة الطائفية والقومية والمناطقية والغرض منه الاستيلاء على زمام السلطة وتسيدت عناصر ليس لها تاريخ نضالي وطني مشرف ومنهم من كان خارج البلاد وعليه ملفات فساد ادعى انه كان معارض ومناضل والغت هذه الزمر اي دور للمناضليين الحقيقيين الذين لم يغادروا البلد واصابهم ما اصابهم من حيف بسبب انتمائهم الوطني الحقيقي , لقد اوصلت هذه الزمر البلد الى حالة الانهيار بسبب السرقات المكشوفة سواء عن طريق المشاريع والمقاولات والعمولات والامتيازات التي منحوها لانفسهم ولم يحصل اي مسؤول في دولة من دول العالم على ما حصل عليه رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان والقضاء والعاملين في السلك العسكري من مردودات ماليه اضافة الى استغلال السلطة للحصول على المزيد من المكاسب فكانت المباني وقصور المسؤولين السابقين وافضل الاراضي والاثاث في القصور الرئاسية  ولم تسلم من ايدهم حتى ملعقة الطعام واصبحت الوظائف الجيدة وفي السلك الدبلوماسي لهم ولاولادهم ومن لهم اما عامة الشعب فقد سرقوا منه حتى الكثير من مفردات البطاقة التموينية وانتشرت الرشاوي والفساد المالي والاداري وتشكل جيش جرار من العاطلين وغاب العدل واصبحت المناصب والوظائف تباع حسب تسعيرة معلنة وبدون خجل او وجل ومئات الاف الوظائف الفضائية واستغلال حتى اعانات الشؤون الاجتماعية للمعوزين  مما مهد الى الانتفاضة العارمة التي الهبت مشاعر الاغلبية الساحقة من الشعب العمال والفلاحين والطلبة والكسبة والادباء والفنانين والاساتذة والمعلمين وكل الوطنيين ورغم الارهاب الذي تمارسه بعض المليشيات المرتبطه بهذا المسؤول او ذاك من اجل قمع صوت الشعب ولكن هيهات فالبركان قد انفجر ولم تتوقف الحمم التي يطلقها حتى يسير السيل في الطريق الذي يخطه لنفسه وخرج الشعب من عنق الزجاجة ومن المستحيل عودة الامور كما كانت مهما حصلت من تطورات  غير ان الانتفاضة التي يمثل الشباب اعلى نسبة فيها تحتاج الى قيادة لتنسيق المطالب وحصرها في الاصلاح الذي يقلب المعادلة والتي تتمثل في
1- اصلاح القضاء وتشكيل محكمة الشعب لمحاكمة السراق والمجرمين وتوفير الحماية اللازمة للقضاة
2- الغاء كافة امتيازات المسؤولين واعضاء البرلمان ومساواتهم باقرانهم من دول الجوار مثل ايران وتركيا والاردن وحتى دول الخليج وتكون وزارة الداخلية مسؤولة عن توفير الحماية لهم والغاء كافة التشكيلات التي ولائها للمسؤول وتتقاضى امتيازاتها ورواتبها من المال العام وفي حالة عدم الموافقة على هذا المطلب يحل البرلمان ويصار الى انتخابات جديدة ووضع نظام جديد للانتخابات يحقق تمثيل حقيقي لكافة مكونات الشعب من العمال والفلاحين والوطنيين الاحرار والغاء تمثيل الكتل التي هي السبب في شق الصف الوطني وتغليبها الانتماء القومي والطائفي على الانتماء الوطني واعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات واستبعاد كافة العناصر غير المستقلة وغير النزيهة  
3 – الغاء مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجالس الاسناد وهيئة النزاهة ووظيفة المفتش العام وماشابه والغاء الجواز الدبلوماسي الذي منح لكل من هب ودب واستبعاد كافة العناصرمن ابناء الطبقة السياسية واخوتهم واقاربهم وذوي الانتماء لاحزاب السلطة من العمل الدبلوماسي في داخل وخارج العراق
4- تفعيل قوانين الخدمة العسكرية الالزامية بالشكل الحضاري ومجلس الخدمة الاتحادية وقانون النفط والغاز والاحزاب والمنظمات المهنية وغسيل الاموال ومن اين لك هذا والضمان الاجتماعي ومؤسسة السجناء السياسين بعيدا عن المسميات والانتماءات وتعويض ضحايا العمل السياسي الحقيقيين
5 – اصدار قانون العفو العام عن كل من لم تتلطخ ايدهم بدماء العراقيين والذين وقع عليهم ظلم الحاكم لاغراض سياسية وتعويضهم عما اصابهم من ضرروالغاء دور المخبر السري السيء الصيت
6- تشكيل حكومة من التكنوقراط بعيدا عن المحاصصة الطائفية والقومية تتمثل فيها كل محافظات العراق وتشكيل مجلس استشاري اعلى من العقول العراقية المختلفة في السياسة والتخطيط  والاقتصاد والعلوم والعسكرية والزراعة
والصناعة والنفط والطاقة تكون له اجتماعات دورية لمناقشة شؤون البلد على ان يكون لاعضاء هذا المجلس مكافأت  مادية او عينية ان تطلب الامر ذلك ولا بأس من الاستفادة من الاستشارة الاجنبية
7- اعادة بناء الجيش بناءا وطنيا تتمثل فيه كل المحافظات من خلال التجنيد الالزامي والتمثيل النسبي لكافة المحافظات العراقية في صنوف الجيش المختلفة وتجريد المليشيات من الاسلحة وحصر السلاح بيد الدولة
8 – تنفيذ مشاريع عملاقة في الزراعة والري والصناعة والسكن والنقل والصحة والتعليم وتوفير الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء والاتصالات والشوارع ومجاري المياه والمتنزهات والمساحات الخضراء
9- اعادة كتابة الدستور وازالة كافة الالغام الموجودة فيه والتأكيد على الهوية الوطنية
10- التحريم لمزدوجي الجنسية من اشغال المناصب الوظيفية او في البرلمان
11- العمل على نشر ثقافة اللاعنف في صفوف القوات العسكرية والامنية ضد المدنيين وان تشكيلاتهم هي لحماية الشعب وليس التسلط والاعتداء عليه
12- اتخاذ الخطوات العملية لاسترجاع كل الاموال العراقية المسلوبة والاثار والمقتنيات التي تم تهريبها خارج العراق والغاء كافة العقود والسندات التي صدرت من اراضي وممتلكات الدولة للمسؤولين واقربائهم التي تم الاستيلاء عليها بعد 2003 واعادتها الى الدولة
13- رعاية الشباب وتأسيس مراكز الشباب ورعايتهم وتوفير كافة المستلزمات الرياضية والفنية والمهارات وغيرها لتكون مراكز استقطاب للشباب والحفاظ عليهم من الانحراف وحمايتهم من الاوساط السيئة ومن ثم تنمية قدراتهم والتي تصب في تقدم البلد وازدهاره
14- والاهم هو قيام الدولة المدنية التي تزول فيها الفوارق الاجتماعية والانتماءات السياسية والطائفية والحزبية والقومية والتي يسود فيها السلم الاجتماعي والتسامح والقبول بالاخر والمساواة في الحقوق والواجبات
النصر لارادة الشعب والهزيمة لاعداء الشعب