23 نوفمبر، 2024 6:19 ص
Search
Close this search box.

إعادة الترجمة

ترجمة / مها صادق ياسين

يشير مصطلح “إعادة الترجمة”،على الأغلب، إلى فعلالترجمة لعمل ما سبق ترجمته  إلى نفس اللغة أو نتائج مثل هذا الفعل اي النص المعاد ترجمته نفسه . وقد يستخدم هذا المصطلح أحيانا ً إلى الإشارة للترجمة غير المباشرة أو الوسطية أو المتناوبة.اي إن النص قد تُرجم خلال لغة مصدر وسطية((Shuttleworth and Cowie 1997:76; Gambier 1994:413 إن هذا التوضيح يركز على المعنى السابق للمصطلح.
البحث في موضوع إعادة الترجمة يركز بشكل تقليدي على المادة الأدبية وبالفعل فأن أكثر الأعمال ترجمة هي النصوص الأدبية والنصوص القانونية الأدبية والنصوص الدرامية(Brownlie 2006:146;Aaltonen 2003) من جهة أخرى فأن الترجمة غير الأدبية في حقول مثل النظرية الأدبية SusamSarajeva 2003, 2006))، وقد تمت أيضا مناقشة  إعادة ترجمة أنواع متنوعة من النصوص أنتجت في مؤسسات إتحادية اوروبية (Paloposki and Koskinen 2003)  ونصوص علمية Jianzhong 2003;Brisset 2004) ايضا ً نُوقشت وحضيت ببعض الإهتمام. تعتبر إعادة الترجمة في الحقول الأدبية هي ضاهرة إيجابية فهي تقود إلى التنوع وتوسيع الترجمات المتوفرة للنص الأصلي (أنظر الهرمنيوطيقية) وفي بعض الحقول مثل الدراما، فأن إعادة الترجمة ليست فقط مرغوبة بل هي أمر مُحتم، ففي كل تمثيل لمسرحية أجنبية من الطبيعي أن تتوفر ترجمة جديدة (Aaltonen 2003).
من جانب أخر، فأن الترجمة غير الأدبية للنصوص العلمية والتقنية، تعتبر بشكل عام إعادة مسهبة، تمرين تم تجنبه (Koskinen and Paloposki 2003:24) ،ومع بعض الإستثناءات، فأنه يجبحضرهJianzhong 2003:195)) .لقد تم تحدي الأراء التقليدية التي كانت شائعة في التسعينات عن طريق عدد من الدراسات التي نشرت خلال العقد الاول من القرن الواحد والعشرين(Koskinen and Paloposki 2003, 2004;SusamSarajeva 2003, 2006; Hanna 2006) إذ بيّنت هذه الدراسات مدى تعقيد الظاهرة والحاجة إلى تضمينها في  نقاشات أوسع ذات إطار تأريخيواعراف وايدولوجيات، ووكالة المترجم والتناص.
فرضيات إعادة الترجمة

لقد تشكلت الفرضيات النظرية حول إعادة الترجمة عام 1990 وعادة ما يشار إليها بـ “فرضيات الترجمة”(Koskinen and Paloposki 2003;Brownlie 2006) وقد تمت صياغة عبارة “فرضيات الترجمة” في مقالة كتبها باحث الترجمة الفرنسي انتوني بيرمان في عدد خاص من مجلة Palimpsestes لقد تحدث بيرمان بشدة عن إعادة الترجمات الأدبية وقال ايضا ً  أن الترجمة فعل غير كامل ويمكن ان تسعى لتحقيق الكمال فقط من خلال إعادة الترجمة (1990:1)وهذا النوع من الكمال الذي قصده بيرمان يتعلق بنجاح الترجمة في الإقتراب من النص الأصلي وإعادة تمثيل المقابل بين المترجم ولغة المصدر (المرجع نفسه:3) تحدث بيرمان عن الفشل المتأصل الذى يصيب جميع الترجمات، الفشل الي يجعل من نفسه عاجز ومقاوم للترجمة.
وحسب بيرمان فأن الفشل يكون في ذروته في الترجمات الأولى . وسياقا ً على الإعتبارات الثقافية والتحريرية فأنه تم افتراض بأن الترجمات الأولى تقمع تغيير النص المترجم وتشكيل الإختصارات والتغييرات والتي تحفز من قبل مستويات عالية من القراء(Gambier 1994:414).

لقد قاموا بتطبيع الأعمال الأجنبية وتقديمها إلى ثقافة هدف معينة (Bensimon 1990: ix). على النقيض مع الترجمات التي  تركز أكثر على رسالة واسلوب المصدر وتحافظ على مسافة ثقافية بين الترجمة ومصدرها مما يعكس وحدانية هذا الأخير( المرجع نفسهix-x:). وقد اقترح Gambier (1994:414)أن هذا النظرة المنطقية توفر نموذجا ً من إعادة الترجمة كعملية للتحسين مع الوقت ومبنية على تضليل ” المعنى الداخلي” الموجود في النص الاصلي. أن هذا النظرة ذات الغاية لإعادة الترجمة كحركة ذات إتجاه موحد بأتجاه نصوص هدف أفضل تم نقدها لتبنيها “التاريخ كنموذج للتقدم” (SusamSarajeva 2003:2)  وتبسيطها لضاهرة معقدة (Milton and Torres 2003:2). ويجادل بيسيه (2004) بأن هذا النهج الذي يقدم “الحداثة” كبديل عن التقدم الثابت من شأنه أن يفسر ظاهرة إعادة الترجمة بشكل أفضل وقد تحدت عدد من الدراسات عن الفرضيات الأولى من خلال توضيح أن الترجمات الاولى هي ليست دائما ً مدجنة ولا كل الترجمات اللاحقة مغتربة بشكل تدريجي. (Koskinen and Paloposki 2003:22).
والجانبالثانيمنفرضيةإعادةالترجمةتنتميإلىمسألةالشيخوخة. يشير بيرمانإلىأنهبينماتبقىالنسخالأصليةإلىالأبد ‘يافعة’،فأن الترجماتسوفتشيخمعمرورالوقت،وبالتاليتبرزالحاجةإلىترجماتجديدة (1990:1)، ومعذلك،فليس كل الترجمات تتأثر بعامل الزمن ،فلا ‘يشيخ’جميعها .  تلك الترجمات التي تقف أمام إختبار الزمن وتطابق قوة الأصل تعتبر من الترجمات العظيمة ( المرجع نفسه: 2) وهذا رأي شككت بيسيه به  مطوّلا ً وهي  التي دعت إلى مناقشة حاسمة حول “العظمة” إذ أقترحت ان مثل هكذا نقاش سوف يتضمن السؤال الصعب حول القيمة الأدبية لا محالة (2004:52-7). الترجمات القديمة وما يليها من حاجة لإعادة الترجمة قد أرتبطت بشكل تقليدي مع تغيّر اللغة والحاجة لتحديث الصياغة والمصطلحات المستخدمة في الترجمات السابقة (حنا 2006:194 ) ومعذلك،فلايمكنافتراضوجودصلةواضحةبينمرورالزمنوإعادة الترجمة لأن هنالك العديد من حالات إعادة الترجمة لنفس النصوص الأصلية ترجمت في غضون فترات زمنية قصيرة (SusamSarajeva 2003; Pym 1998, 2005b; Hanna 2006;Jenn 2006)عليه، فأن قرار إعادة الترجمة أو نشر لترجمة معادة لا يمكن تقليصه لعامل واحد مثل تقادم الترجمة الأولى.
لقد تم طرح التسائل حول لماذا يتم تكرار ترجمة نصوص معينة بينما تبقى نصوص أخرى تترجم لمرة واحده فقط من قبل العديد من الباحثينRodriguez 1990:64; Gambier) 1994:414;SusamSarajeva 2003:5;Paloposki and Koskinen2004:29)، الجواب على الأرجح له علاقة أكثر بسياق إعادة الترجمات اكثر من أي خصائص خاصة بالنص الأصلي تجعله أكثر قيمة وحاجه لإعادة ترجمته (Paloposki and Koskinen 2004:29).

دوافع إعادة الترجمة

إن تغير السياقات الإجتماعية وتطور المعايير هي ما أستشهد به، غالبا ً، كعوامل أساسية تأثر في أختيار إعادة ترجمة نصوص معينة (Brownlie 2006:150) . وفي دراسة لإعادة ترجمات أدب الأطفال الى العبرية قامت  ديونور بفحص الترجمات المعادة لغرض إقتفاء اثر المعايير اللغوية والتحويلية السائدة في فترات مختلفة ((1995:327.
توضحدراستهاتطابقاًوثيقاًبينتطورالمعاييراللغويةوالأسلوبيةونشر ترجمات معادة جديدة. وقد تم تبييّن إن ” القراءة” هي  من أولويات الترجمات المعادة اللاحقة، بينما اتسمت الترجمات الاولى بنمط أقل قراءة مشابه للكتاب المقدس الذي عكس المعيار السائد للترجمة في العشرينات (المرجع نفسه:331).
وتستخدم دراسة كوجماكي، للترجمات الألمانية للرواية الفنلندية (Seitsemänveljestä) للكاتب الكسس كيفي، بالمثل الترجمات المعادة كبيانات لفحص الديناميكية التأريخية للترجمة الأدبية ويخلص إلى أن الترجمات المعادة تخضع إلى حد كبيرإلى” سياق الضروف المعيارية المحددة زمنيا ً”(2001:65)،ولاسيمامنخلالالتحولاتفيالسياقالأيديولوجيلاستقبالوتغييرصورةفنلندافيألمانيا. لطالما حفزت مثل هذه الأيدلوجيات والعوامل السياسية إعادة ترجمات جديدة خاصة نصوص أدبية شرعية. تتضمن الأمثلة ترجمات معادة لكل من تومسويروالتوتالفنلنديبواسطةالناشرين(Communist and proAmerican)فيفرنسابعدالحربالعالميةالثانية .(Jenn 2006:247–52)

الترجمات المعادة للكاتب البرازيلي، المترجم والناشر،منتيرو لوباتو، الذي أقحم أرائه السياسية الخاصة في ترجماته المعادة لكلاسيكيات الأطفال (ميلتون 2003) وإعادة الترجمة للعديد من كلاسيكيات البالغين والأطفال خلا العقد الاول من القرن الواحد والعشرين من قبل الناشر الإسلامي في تركيا Aktaş Salman 2006;Boztepe 2006)).
وبعيدا ً عن الترجمات المعادة للكلاسيكيات الأدبية فأن النصوص الأقل شرعية يعاد ترجمتها أحيانا ً ضمن سياق ايدلوجي جديد وبتالي تعاد في الثقافة الهدف. وذكر فينوتي (2003:27) حال بعض الترجمات المعادة النسوية ( أنظرالجندر والجنس) وناقش بأن الترجمات المعادة يمكن ايضا ً أن تنشر لغرض تشديد سلطة بعض المؤسسات الإجتماعية من ضمنها المؤسسات الأكاديمية والدينية (المرجع نفسه:26). هناك تفاسير أخرى وبعض الأحيان أسهل لإعادة الترجمة فعلى سبيل المثال، قد لا تعيّ بعض الترجمات المعادة بوجود ترجمة سابقة للعمل نفسه ( فينوتي 2003:25)، في نفس الوقت قد يكون السبب هو قلة التنسيق والتواصل بين الناشرين مما يؤدي إلى نشر ترجمتين مختلفين بوقت متزامن ففي هذه الحالة كلا التراجم تعتبر “اولية” و”ترجمة معادة”
إن الحاجة لتحديث او جعل اللغة أكثر عصرية لترجمة ما، ونشر نصوص اصلية منقحة ومتوسعة وإكتشاف أخطاء الترجمة في الترجمة الأولى، كلها تمثل تبريرات شرعية لإعادة الترجمة. وقد يُشرع بأعادة الترجمة لهدف تقديم ترجمة جديدة لنص اصلي موجه أحيانا ً لقراء مختلفين لو لجذب قراء جدد. ومن الأمثلة على هذه المحاولات هي إصدار نسخ أطفال من كلاسيكيات البالغين أو العكس بالعكسGambier 1994;Jenn 2006)).
في مثل هذه الحالات فأن الترجمات المعادة تكون على علاقة نصية متداخلة مع بعضها البعض أو مع نصوصها الأصلية (Brownlie 2006:153),، وتتميز بالتحويلية وعبور المسافات (Jenn 2006:236). وقد أشار كل من كوسكينن وبالوبيسكي للطبيعة الإبدالية لإعادة الترجمة والتي تمكن المترجمين من إستهداف جماهير مختلفة أو إعادة تصنيف النصوص الأصلية (2003:22). وتنطوي فكرة الأبدال “بأن النصوص وترجماتها تعمل بشكل متزامن على عدة مستويات نافية بذلك التصنيف لترجمات نصوص اصلية موجهة ومستوعبة للنص الاصلي (المصدر نفسه:23).
ممكن أن تكون الترجمات المعادة كبدائل ليس فقط لأكمال أو إعادة توجيه النصوص الأصلية ولكن لغرض تقديم مادة وافكار جديدة للثقافة الهدف، وقد اقترح توري (1999) أن الترجمات المعادة تكونت للتغلب على النقص أو لملئ الفجوة في النظام الهدف ولإستحضار شيئا ً لم يكن موجود بالأساس وتابع أيضا بأن إعادة الترجمة هي كالترجمة فيجب أن تضع خطة لأنها عادة ما تنطوي على عنصر التغيير، حتى وأن كان طفيفا ً، من جانب الثقافة المتلقية.

لقد اعتبرت، وعلى نحو مستمر، أن إعادة ترجمة الأدب الكنسي و/أو إعادة تدوير ترجمات موجودة من خلال إعادة طباعتها بشكل جديد هي ممارسة مستمرة لدور النشر التي جذبها النفوذ وفاعلية التكلفة والمبيعات المؤكدة المرتبطة بنشر الكلاسيكيات الأدبية (Milton 2001:62;Koskinen and Palaposki 2003:26;Venuti 2003:30). أن هذه الدوافع وغيرها وفرت خلفية واسعة حول ما هي الترجمات المعادة التي يجب القيام بها ونشرها، غالبا ً تحت جو من التوتر والمنافسة فيما بينها.

الشَّد والمنافسة
علىالنقيضمعنموذجالتقدمالخطيوالذييبيّن بأن فرضيات إعادة الترجمة  التي وضعت من قبل بيرنام وأخرون. فالبحث اللاحق حول إعادة الترجمة تم تصويره كحقل صراع مستمر بين الأفراد والمؤسسات لأجل السيطرة وإنتاج ترجمات جديدة، ويؤكد فينوتي بأن إعادة الترجمة تضطلع بأدراك وجود ترجمات سابقة “مبررة نفسها من خلال إنشاء فروقاتها الخاصة  عن واحدة أو أكثر من النسخ السابقة” (2003:25). يمكن أن يعزى هذا الأختلاف في ستراتيجيات إعادة الترجمة مبنيا ًعلى أساس افتراض بأن النسخ السابقة لم تعد مقبولة (المرجع نفسه:26) أن هذا الأفتراض هو بالعادة مبني على أسس اجتماعية وأيدلوجية بدلاً من نقص لغوي أو أدبي واضح في الترجمات السابقة. ويدرج فينوتي مثالاً عن الترجمات الإنكليزية لأعمال توماس مان والتي اصبحت موضع تنافس مفتوح بين الأوساط الأكاديمية ودور النشر في عام 1995 فكل طرف يتنافس في أحقية ترجمته  لنصوص مان الأصلية (2003:27).
ويميّز بايم بين نوعين من إعادة الترجمة ، “إعادة الترجمات السلبية” والتي تفصل عن بعضها البعض بمسافات جغرافية أو الوقت ولا تتحمل بعضها البعض (1998:82)، بينما “إعادة الترجمات الإيجابة” تحمل نفس الموقع الثقافي والزمني وتتميز “بعدم التوافق مع ستراتيجيات الترجمة” متحدية بذلك صلاحية الترجمات السابقة (المرجع نفسه:3-82). وقد بيَنت مجموعة من الدراسات مدى المقاومة والتوتر الذي ميَز الترجمات الإيجابية. وفي دراسة لسوسان سراييفا للترجمات التركية لأعمال رولاند بارثز، فلم تحفز السنوات الخمس عشر ما بين عامي 1975 و 1990 بتغير لغوي أو تقادم ترجمات سابقة، بل على العكس من ذلك، فقد تم تعاطيها من قبل مترجمين كانوا يحاولون خلق خطاب تركي أصلي حول النقد التركي، وقد أكدت بأن “إعادة الترجمات قد ينشأ ايضاً كنتيجة للصراع المتزامن في نظام التلقي لصنع خطاب هدف حيث ستتكامل به كل هذه الترجمات” ( المرجع نفسه:5) وفي نفس الدراسة، لفتت سراييفا الإنتباه إلى جانب من إعادة الترجمة تم تجاهله لحد كبير وهو ما يسمى “بعدم الوجود “nonexistenceلترجمات معادة (المرجع نفسه) مثل الأعمال غير المترجمة التي ترجمت لمرة واحدة فقط والتي تكشف عن اليات وضروف التضمين والإستبعاد لأعمال أجنبية في ثقافة معينة. 

يقدم حنا (2006)، في دراسته لترجمات مسرحيات شكسبيرفي مصر، وجهة نظر بديلة لإعادة الترجمة تتميز ايضا ً بالمنافسة الفعالة.  ويقول حنا،بالإعتماد على علم الإجتماع لبورديو(انظرالمناهجالسوسيولوجية )، إن إعادة الترجمات إلى العربية لمسرحيات شكسبير المأساوية في أواخر القرنيين التاسع عشر والعشرين أستخدمت أشكال متنوعة من ” التمييز” لفصل ترجماتهم عن السابقات، مدعين، مثلا، بأن لديهم فرص للوصول الى النصوص والثقافة الأصلية أو للكاتب ( المرجع نفسه:208).
 شكلآخرمنأشكالالتميز هومحاولةبعضمعيدي الترجمة تشويهسمعةالترجماتالسابقةبالإشارةإلىأوجهالقصورالمختلفةفيها ( المرجعنفسه : 223 ) . بينما زعم قسم اخربأنترجماتهملها مهمة في الثقافة الهدف لم يتم تقديمها في الترجمات الأولى (المرجع نفسه:227) وفي محاولة للفت الإنتباه للصراع النشط الذي يضطلع به معيدي الترجمة لتشريع وتمييز ترجماتهم عن ما سبقها، فدراسات كل من حنا و سوزام سراييفا ركزت على وكالة معيد الترجمة وهو عنصر لم يحظى بالكثير من الأهتمام في دراسات نظرية المعيار.
بالرغم من إن الترجمات المعادة لايمكن دراستها خارج سياقها التأريخي، معتمدة بشكل كبير على عامل النموذج الإجتماعي لشرحها فأن ذلك من شانه أن ينشر مخاطرة التغاضي عن العنصر البشري الموجود بالعملية. لذا فأن بيسيه تلفت الإنتباه لأهمية دراسة الترجمات المعادة ليس فقط من منظور تطوري تاريخي بل من منظور زمني مقترحه أن ذلك من شأنه أن يكشف عن تلك العوامل التي تميز العمل عن مواضيع ترجمة مختلفة وتسلط الضوء على الجوانب المعرفية والإبداعية للترجمة (2004:64)

يُركز فينوتي كذلك على دور الفرد معيد الترجمة ويقول بهذا الصدد “أن الترجمات المعادة تسلط الضوء على مقصد المترجم لانها مصممة لإحداث فرق ملموس” (2003:29). وقد لفت الإنتباه إلى حقيقة بأن الترجمات المعادة قد نشأت بشكل بحت من تقدير المترجم الشخصي للنص (المرجع نفسه:30). وقد يعمل معيدي الترجمة على تهجير المعايير السائدة للترجمة في ثقافة معينة (المرجع نفسه:29). حاول بعض علماء الصينيات، في القرن التاسع عشر، ان يعرفوا معايير الترجمة من الصينية عن طريق نقد الترجمات الاولى بشكل علني((St André 2003a: 68. وقد جأء سانت أندريه بمثال، سير جون فرانسس دايفز، الذي يرغببأن يضع نفسه كسلطة على الثقافة الصينية محفزا ً إعادة ترجمته لـHao qui zhuan)) في 1829 (المرجع نفسه:64). مع ذلك فأن خيارات المترجم متضمنة بشكل طبيعي في إطار إجتماعي أكبر، وكما يشير فينوتي “فأن عوامل الترجمة الفردية تدخل حتما ً في مشاريع الترجمة” (2003:30). أن التداخل بين المترجم الفرد والسياق الأكبر، حيث تنُتج إعادة الترجمة، تذكرنا بأن إعادة الترجمة هي وظيفة من دينميكيات الثقافة الهدف بدلاً من إستجابه لأي خصائص كامنة في النص الأصلي.

المصدر:
ŞEHNAZ TAHIR GÜRÇAĞLAR
Routledge encyclopedia for translation studies

أحدث المقالات

أحدث المقالات