23 ديسمبر، 2024 1:26 ص

إعادة إحياء مركز إباء مكسب وطني‎

إعادة إحياء مركز إباء مكسب وطني‎

بعد حصار خانق تعرض له العراق طيلة فترة ثلاثة عشر من السنوات العجاف التي أتت على كل شيء ولم تبقي على شيء ليتم إعادته لوضعه السابق إلا ما ندر ومن ضمن هذه الأشياء العمود الأساس للعيش ألا وهو الزراعة. فقد أصابت هذا القطاع الحيوي أضرار جسيمة بسبب الحصار اللعين وأدى الى فقدان الأسمدة الضرورية للزراعة والبذور المعفرة والمبيدات والآليات الزراعية وما إلى ذلك من أمور ضرورية أخرى. وما كان أمام الحكومة العراقية آنذاك إلا أن تبحث عن البدائل وكان منها إقامة مركز حيوي يعنى بالبحوث الزراعية وتم بالفعل إقامة صرح عملاق حيث تم تأسيس (مركز إباء للابحاث الزراعية) وشمل المركز قسم للدراسات والبحوث ومن شأنه النهوض بالقطاع الزراعي بأفضل السبل ليتمكن تقديم المساعدة للشعب العراقي وكذلك فتح مراكز أخرى تابعة لهذا المركز ومنها مركز البحوث العلمية للثروة الحيوانية وزيادة أعدادها وتحسين نوعيتها.وقد أسس المركز بحسب القانون الآتي :عنوان التشريع : قانون مركز إباء للابحاث الزراعية رقم (9) لسنة 1994التصنيف : قانون عراقيالمحتوىرقم التشريع : 9سنة التشريع : 1994تاريخ التشريع : 1-1-1994مادة : 1يؤسس بموجب هذا القانون مركز يسمى (مركز إباء للابحاث الزراعية) يرتبط بمجلس الوزراء وتكون بغداد مقرا له.مادة : 2يتمتع المركز بالشخصية المعنوية والإستقلال المالي والإداري.مادة : 3يهدف المركز الى:1- النهوض بالبحث العلمي الزراعي في جميع مجالاته والعمل على نقل نتائج الأبحاث والتقنيات الحديثة الى الواقع الميداني ومتابعة وتحليل نتائجه. وإستنباط وإدخال السلالات النباتية والحيوانية وإكثار أصولها. 2 – إكثار البذور والتقاوي المصدقة والمسجلة وتوزيعها على المستفيدين . 3 – تنفيذ آية مشاريع إنمائية ذات طبيعة وقتية. 4 – وهناك مواد أخرى لهذا القانون يمكن الإطلاع عليها من خلال البحث في الأنترنت.ولكن بعد أن دخلت أمريكا وإحتلت العراق ودمرت بناه التحتية ولم تبقي على شيء يذكر كان لهذا الصرح حصته من التدمير وكان لهذا المركز الحيوي فروع في عدد من مناطق العراق ومن هذه المراكز هو مركز ( إصول ) والتابع إلى مركز إباء لتربية وإنتاج الدواجن فرع سامراء. فقد كان هذا المركز يقدم البحوث العلمية المهمة الخاصة بالدواجن وكان يضم هذا المركز أمهات الدجاج الخاصة بالتربية والإكثار وإنتاجها لبيض المائدة التفقيس ومن خلاله يقوم بزيادة هذه النوعيات وتوزيعها على باقي حقول الدواجن المنتشرة في عموم العراق وكان من ضمن أعماله يقوم بإنتاج اللقاحات التي يحتاجها أصحاب حقول الدواجن مع تقديم الإرشادات لهم وكذلك كان هذا المركز يقوم ببيع الدجاج إلى الحقول وإنتاج بيض المائدة وبيعه إلى السوق العراقية .ولا ننسى مركز أبو غريب للبحوث الزراعية والذي كان يقدم أفضل الأبحاث عن الزراعة وكان يقدم الإرشادات إلى الفلاح ويقوم أعضاء المركز بزيارات ميدانية إلى المزارع ليطلع على ما يقوم به الفلاح وتم خلاله إفتتاح قسم بالنخيل وقام الخبراء آنذاك بإجراء تجارب على الجينات لفسائل للنخيل النادرة ليتم زراعتها في عموم العراق وكذاك زيادة أعداد بقية الأنواع من التمور وكان يبحث عن نوعيات من اللقاحات للأمراض التي كانت تصيب النخيل ولكافة الأنواع الأخرى من الأشجار والخضار.وأيضاً مركز النباعي لتربية وتسمين العجول لغرض توفير اللحوم إلى الأسواق وكذلك بيع الأبقار والعجول لأصحاب حقول تربية الأبقار والفلاحين وبيع العجول للقصابين.ولهذا وجوب إعادة هذه المراكز إلى الخدمة وتقديم لها كل ما تحتاجه لكي تنهض من جديد بعد أن أصاب القطاع الزراعي في العراق دمار كبير بحيث أصبح العراق بعد أن كان مكتفيا ذاتياً من الخضار والحبوب بكل أنواعها بل وحتى من اللحوم الحمراء والبيضاء أصبحنا نستورد حتى البصل وها هي دول الجوار تنتعش اقتصادياً بسبب ترك الزراعة والتربية الحيوانية رغم إن قسم من دول الجوار ليست أرض زراعية ومع مطالبتنا إلى إعادة إحياء مركز إباء نطالب أيضاً بإقامة مشاريع إروائية أخرى ومنها مشروع ري الجزيرة الغربي وري جزيرة سامراء لما له من فوائد كبيرة إذا ما تم إقامة هذه المشاريع وإحياء هذا المركز فسوف يعود العراق إلى طبيعته السابقة وإذا لم نقل يبدأ بتصدير الخضر والفواكه الى دول العالم بعد أن يكتفي ذاتياً خاصة وإن الجميع يعلم أن أرضنا خصبة وذي جودة عالية ولا ننسى أن أرض العراق كان يطلق عليها أرض السواد . ولنجعل إعادة إحياء مركز إباء مطلباً شعبياً ليقوم بدوره السابق مع كل مراكزه الأخرى لتقدم خدماتها للمزارعين ومربي الحيوانات والدواجن ومنها مركز سامراء للدواجن ومركز النباعي لتربية وتسمين وبيع العجول ومركز أبو غريب للبحوث الزراعية . خدمة لأبناء العراق .والله الموفق لما فيه خير البلاد والعباد..