23 ديسمبر، 2024 9:03 ص

إضطرابات نفسية ونزعات شخصية… أباحت دماء البشرية.

إضطرابات نفسية ونزعات شخصية… أباحت دماء البشرية.

يرى علماء النفس والاجتماع أن الفرد المضطرب نفسياً يحصل عنده اضطراب فكري يؤدي به إلى التفكير الخاطئ، وبالتالي الوصول إلى نتائج غير منطقية على شكل تشويهات معرفية، يضاف إلى ذلك فإن ثمة عوامل وضغوط خارجية توثر على سلامة التفكير والوصول إلى النتائج والأحكام ومنها ضغط السلطات والضغط الاجتماعي والضغط المذهبي الطائفي وضغط الإرادات والأهواء والمصالح والرغبة في كسب قبول أو تأييد المقابل وغيرها من العوامل، وبالتالي فإن ما يصل إليه من استنتاجات وأحكام فهي غير خاضعة للمنهج العلمي الشرعي الأخلاقي وإنما قائمة على العشوائية والانفعالية والمزاجية والقفز هنا وهناك والانتقال والرجوع من حالة إلى أخرى فيتبنى مثلاً قضية أو رأياً، ثم ينقضه، ثم بعد فترة يعود إليه، وهكذا، فهو ليس له قرار أو سلوك فكري متزن، وكل ذلك يصدر منه دون طرح بيانات أو أدلة عليها، كما أن الفرد المضطرب نفسياً وفكرياً يطلق الأحكام على الآخرين جزافاً بلا تروي أو تأني أو دليل،
ماذكرناه من أعراض نفسية ومؤثرات خارجية أكثر ما يصاب بها من يتبني فكرا ومنهجا منغلقا على نفسه معتقدا انه هو الفكر والمنهج الأوحد الذي لاياتيه الباطل وينبغي على الجميع الإذعان له والأقرار به والا فهم خارجون منحرفون دجالون تستباح دمائهم وأموالهم واعراضهم ومقدساتهم كما أن اصحاب هذا التوجيه بلجؤون الى وسائل الإكراه والقسر والقمع في الدعوة الى مايعتقدون والتأريخ البشري حافل بمثل تلك النماذج التي تسبب في هلاك العباد ودمار البلدان وخصوصا اصحاب الأيديولوجيات الإسلامية وفي طليعتهم اصحاب الفكر التكفيري حيث تناول المحققون هذا اللون من المناهج القمعية دراسة وتحقيقا وتحليلا فقد تحدث احد المحققين عن العوامل التي تؤثر على تفكير اصحاب هذا النهج بقوله: الصراع النفسي الذي يعيشه وضغوط السلطة والمجتمع وضغط الجانب الفكري النفسي المذهبي الطائفي، إضافة لمحاولة جعل قبول عند المتلقي لِمَا يكتبه، فإنَّ ذلك يُلزمُه إنْ يأتي بمعانٍ متوافقة تُلَبّي كلَّ تلك الضغوط، مع تحقق المقبولية عند المتلقي!!! لكن هيهاتَ الجمعُ بين المختلفات والمتناقضات؛ لأنَّ ما أتَوا به ليس مِن عند الله وليس مِن الحقِّ والإنصاف!!! قال تعالى: {لَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} النساء82
الصراع النفسي عند التكفريين وسيطرة العوامل المؤثرة سلباً على التفكير دفعت بهم إلى تبني منهجاً تكفيرياً قمعياً دموياً ساديّاً خرافياً خالفوا فيه ضروريات الدين وما جاء به القرآن الكريم وسنة النبي الأمين المبعوث رحمة للعالمين وسيرة أهل بيته الطاهرين وأصحابه الميامين، وما أقره العقل والفطرة والأخلاق والإنسانية، وأساؤوا إلى الإسلام وشوَّهوا صورته، بل إنهم قد بدَّلوه وطرحوا إسلاماً تكفيرياً دموياً قمعياً اقصائياً خرافياً اسطورياً قائم على الظلامية والجهل والتجهيل والقتل والقسر والإكراه والسلب والنهب والفجور والمجون والخرافة ونشر الفرقة والشحناء والبغضاء، وقتل وذبح القيم والمثل الإنسانية، وقمع حرية التفكير والرأي والعقيدة، فراحوا يُكفِّرون كل من لا يؤمن بعقيدتهم من المسلمين وغير المسلمين وأباحوا دمه وعرضه وماله ومقدساته، فهم وبحسب التشخيص النفسي العلمي يعيشون حالة من الإعجاب والغرور بالنفس فهم يتوهمون أنهم شعب الله المختار ويعيشون في عالم مغلق متحجر خيالي خرافي متناقض ينسجون فيه تصوراتهم البعيدة عن الواقع والعقل والمنطق والفطرة والشرع والأخلاق…، إنهم مخلوقات متوحشة مضطربة نفسياً لا تستطيع العيش إلا في حياة الجاهلية المظلمة فنراهم يمقتون كل ما هو فكر وعلم ونور وأخلاق وتحضر ورحمة ومودة وإنسانية….