في مهرجان أبو ظبي السينمائي الخامس ، و في مهرجان كان السينمائي الذي سبقه أيضا ، تم عرض فيلم بعنوان ” نبع النساء ” من أخراج الروماني – الفرنسي رادو ميهايليانو ، وإنتاج فرنسي مغربي بلجيكي ايطالي . في هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 122 دقيقه والذي أختلف النقاد على جنسيته، هل هي مغربية أم فرنسية ؟ ثمة قصة طريفة ومؤلمة في آن.
القصة تجري في المغرب – دون أن يسميها – وفي قرية جبلية بعيدة عن المدينة والمدنية ، النساء في هذه القرية يقمن بكل أعباء الحياة ، والرجال فيها ليسوا سوى مجموعة من الكسالى ، يجلسون في مقهى القرية ، و يتبادلون فيها التفاهات ، ويلعبون الورق ؛ ويتحججون بآيات قرآنية وأحاديث نبوية ( مجتزئة ) لاضطهاد النساء ، و قمعهن ، وسلب حقوقهن.
(ليلى) بطلة الفيلم ، ابنة القرية المتزوجة حديثا من شاب متفتح ، تطرح على النساء أثناء تواجدهن في حمام القرية ، فكرة جهنمية : وهي الإضراب عن ممارسة الحب مع أزواجهن – عقب تعرض إحدى النساء الحوامل إلى نزيف أثناء عودتها حاملة صفائح الماء من النبع على ظهرها- لكي يجبرنهم على جلب الماء بأنفسهم ، وتحمل المسئولية تجاه الأسرة ومتطلباتها ، واحترام أنوثة المرأة.
يحاول رجل دين القرية ثنيهن عن الاستمرار بالإضراب ، إلا أنهن يدافعن عن قرارهن الذي اتخذنه ، و عن أنفسهن بآيات من القرءان ، وأحاديث للرسول (ص) . وتحاول الحركات الدينية المتشددة التدخل لصالح الرجال ، إلا أن عجوز تساند هذا ( الحراك النسائي ) تقف لولدها الملتحي وصديقه المتشدد ، وترفض أموالهم ، وتطردهم من القرية ، بعد أن تقول لهم : “اذهبوا وغطوا عيونكم عن ملاحقة النساء ، قبل أن تطالبوا النساء بتغطية وجوههن”.
وبرغم ما يجره قرار الإضراب من صعوبات عليهن ، إلا أنهن يتكاتفن سوية في معركة شعواء ضد الرجال ، إلى أن ينتصرن في نهاية الفلم ، بعد أن يكتب صحفي – يزور القرية – أنه يخشى على الدولة من انتشار (الأمر) في القرى الأخرى, فترسل برسمييها لحل تلك المعضلة ومد خطوط المياه داخل القرية.
فيلم يستحق المشاهدة.
في أمان الله