إضاءة عن إفرازات التدين

إضاءة عن إفرازات التدين

مقدمة : من موقع / قاموس المعاني ، يمكن أن نعرف التدين ، كما يلي { تَدَيَّنَ : فعل ، تديَّنَ يتديَّن ، تَدَيُّنًا ، فهو مُتديِّن ، تشدَّد في أمر دينِه وعقيدته عالمٌ متديِّن .. ‏تدين‏ : مصطلحات – التمسك بالدين في القول والعمل ‏. ( فقهية ) .. تديّن الشّخص / اتخَّذ دِينًا – تديَّن بالإسلام } .
الموضوع : 1 . أما التدين ، كمفهوم ، فسأنقل بهذا الصدد ، فقرة من مقال منشور في موقع / الألوكة – بتصرف ، للدكتور محمد حسين الذهبي ( ان مفهوم التدين : هو التمسك بعقيدة معينة ، يلتزمها الإنسان في سلوكه ، فلا يؤمن إلا بها ، ولا يخضع إلا لها ، ولا يأخذ إلا بتعاليمها ، ولا يحيد عن سننها وهديها . ويتفاوت الناس في ذلك قوةً وضعفًا ، حتى إذا ما بلغ الضعف غايته ، عُدَّ ذلك خروجًا عن الدين وتمردًا عليه .. وان الدين والتدين كظاهرة اجتماعية : وجدت في المجتمعات الإنسانية من أول وجود الإنسان ، وبقيت إلى يومنا هذا ، وستبقى بعد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ) . 2 . ومن موقع / اسلام أون ، أنقل فقرة من مقال السنوسي محمد السنوسي ، وبأختصار ، عن بعض ضروب التدين :- ( التدين السليم : هو الذي ينطلق من الدين عقيدةً وسلوكًا ، ويعظِّم شعائر الله ويقف عند حدوده ، ويفهم توجيهات الإسلام وقيمه ومقاصده فهمًا صحيحًا .. التدين المغشوش : وهذا التعبير يكثر في كتابات الشيخ محمد الغزالي ، وهو يشير به إلى أنواع عليلة من التدين ؛ حيث الفهم الخاطئ أو السلوك المعوج .. التدين العلماني : هو الذي يفهم الدين فَهْمًا علمانيًّا ، أو يتبنّى في سلوكياته ما يمكن وصفه بـ”علمنة التدين” .. التدين الانهزامي : أي أن يلجأ الإنسان للتدين نتيجة أزمة تصيبه ، أو محنة يقع فيها .. ثم يبدأ بعد فترة من التخفف من مظاهر هذا التدين التي التزم بها، وربما في بعض الحالات يذهب إلى أبعد مدى في الاتجاه المعاكس! .. التدين الانسحابي : وهو نوع من التدين العلماني الذي سبق الإشارة إليه ! فيكتفي المرء من الدين بالسلوك الفردي، غاضًّا الطرف عما في الدين من أبعاد اجتماعية ، لا سيما ما قد يترتب عليها بعض المشقة ..) .
القراءة : سوف لن أكتب عن التدين كمفهوم ، ولكن سأسرد بعضا من افرازات التدين :- * بعيدا مما كتب في أعلاه عن التدين ، أني أرى ان افرازات التدين تسير بخطى متصاعدة مخيفة بعض الشي . ولو رأينا مثلا ، الحالة في ” مصر ” فأن الشعب أصبح متدينا بشكل لافتا للنظر ، وقد خرج عن الحدود المسموح بها .. فمثلا : في ستينات وسبعينات القرن 19 ، في حفلات الست ام كلثوم ، لم نلاحظ أي امراة ترتدي حجاب ! ، أما الأن فالمكون النسوي معظمه محجب والباقي منقب ، والقلة القليلة سافرة الوجه – ويبدأ التحجب من مراحل الدراسة الابتدائية / وهذا برأي أنتهاكا لحق الطفزلة البريئة . فالتدين هنا ألزم المراة بلباس معين .. أما بالنسبة لعدد المساجد في مصر ، التي ساهمت بهذه الظواهر ، فوفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء المصري ” بلغ إجمالي عدد المساجد في مصر لغاية أبريل 2024 :151,194 مسجد ” ،علما أن ماتحتاجه مصر هو بنية تحتية ومشاريع اسكانية ونهضة طبية / أي بناء المستشفيات والمستوصفات .. وليس لطفرة في بناء المساجد . ويرجع كل هذا لعاملين رئيسيين وهما دور” مؤسسة الأزهر وجماعة الاخوان المسلمين .. ” في تجهيل العقل الجمعي ، يضاف لذلك الشحن الديني المتزمت من خلال خطب المساجد ، التي لا تقدر المؤسسات الحكومية المصرية السيطرة عليها أو تحجيمها . * العراق أيضا بعد 2003 كان مثلا أخرا على التدين ، فبينما كان في العراق نهضة علمية وطبية وأدبية .. / حتى بالرغم من الحروب الذي خاضها العراق بقرارات كارثية من قبل النظام السابق ! ، ولكن كان العراق وجهة حضارية .. وافرازات التدين الأن – على مستوى المذهب الشيعي تحديدا ، بلغ حدا لم يسبق له مثيل ، في اللطم والتطبير وضرب الزناجيل .. علما أن ” الحسين بن علي ” لم يكرم أو يستذكر بهكذا طقوس .. وهذه الطقوس تمارس تحت أنظار حكام العراق / وفق أجندة خارجية ، وذلك من أجل تغييب وعي الفرد المسلم ! .. فهذا ليس تدينا ، بل تسفيه للمذهب الجعفري ، وأعطاء سمة دخيلة لعقيدته ولآل البيت معا ! . ان وضع التدين الحالي في العراق ، جاء مؤيدا من قبل مراجع دينية – ممثلة بثلة من رجال الدين ! ، مع مساندة من قبل بعض الأحزاب الدينية ومليشياتها .. ان ” الحسين ” لا يحتاج لهكذا طقوس ، بل يحتاج الى نصرة الحق ، وقول ” لا ” للظلم ! . * أن الذي أدى لتصاعد التدين أيضا ، وجود الدعاة ، دعاة منهم بالشكل التقليدي ، او بالعمة الازهرية ، أو ” دعاة موديرن ” ك ( عبدالله رشدي وعمرو خالد .. ) ويدعى هولاء ( بظاهرة « الدعاة الجدد » ، « المودرن » ، أو « الكاجوال » ) هولاء الدعاة يشغلون القنوات الدينية التلفزيونية ، ويتكلمون على هواهم ، خطبا وفتاوى ، والجهلاء يقلدوهم ويتبعونهم .

إضاءة : ان التدين لا يمثل الدين ، ولم يكن التدين ركنا منه – ولم يذكر في أركان الأسلام : ” عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله يقول: بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ” .. كما ان التدين ، لم يكن ركنا من أركان الايمان – وفق النص القرآني التالي ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا / سورة النساء : آية 136 ) .. اذن التدين ، وفق رأي الشخصي ، هي بدعة من قبل فقهاء والشيوخ ورجال الدين والدعاة ، لغرض السيطرة على عقول المسلمين ، وذلك من أجل تجهيل وتغييب الوعي المجتمعي .