7 أبريل، 2024 10:48 م
Search
Close this search box.

إصلاح الشعائر الحسينية بين النقد الخجول …. والترف الفكري !

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن الذي يقرأ ويتابع  الكتب والمقالات التي تعرضت  لنقد وإصلاح الشعائر الحسينية ، والتي نشرتها بعض المجلات والصحف العراقية ، سيجد [بدون عناء ]  لوناً صارخاً من ألوان المجاملة العجيبة الغريبة !! تلك المجاملة التي لانستطيع أن نصنفها حتى في خانة (التقية ) التي هي من عقائدنا وآدابنا مع من نكره و مع من نحب على حدٍ سواء!!
 لقد ساءني جداً، وآذاني كثيراً ، ماوجدته في ساحتنا (الشعائرية والخطابية ) من سطحية في التفكير  وغثائية وجمود في الطرح ، وذهول عن القرآن والسنة وتحريف للسيرة النبوية ، وبعد منقطع عن الواقع ، وغفلة حمقاء عن تجارب الشعوب والأمم ، وجهلٍ معيب للتاريخ ، وفقر مدقع في معرفة سنن الله في التغيير …
 فلقد حاول القلة من الكتاب والصحفيين التعرض لهذه القضية الحساسة ، والتي ترتبط بعادات الناس وموروثاتهم الأجتماعية التي ورثوها عن الآباء والأجداد ، حيث يقومون بها بدافع الولاء العاطفي [للآل البيت عليهم السلام ]  والتي ترتكزعلى أحاديث ضعيفة حتى صارت عقيدة دينية لديهم ، إلا أن الكثير من هؤلاء الكتاب والصحفيين قد شحنوا بحوثهم وكتبهم بالعناوين [ الضبابية ] وراحوا ينتقون الكلمات [ العائمة ]  التي تحتمل أكثر من معنى ، وبعضهم تخونه الشجاعة  التي أبداها في مقدمته فيتحول إلى [ ناقد لكل ناقد ] !!!
وعلى سبيل المثال كنت أتابع وأقرأ الكثير من المواضيع التي تنشرها الصحف والمجلات العراقية والتي لها علاقة بهذا الشأن الخطير أو مايسمى [ بنقد وإصلاح الشعائر الحسينية] وتوجيهها وتنظيمها بالشكل الصحيح ،فلا أجد في  مضمونها إلاَّ اللف والدوران والخشية من قول الحقيقة الصادقة ، وأجد ربما في البعض الآخر هروباً سريعاً من هدف الموضوع والبحث إلى [المجاملات والتقّيات] التي لاتخدم ديناً ولا تصلح مجتمعاً !!
هل قال أحد هؤلاء الكتاب أن الفعل الفلاني باطل وحرام ؟ أم هل أوضح الناقد الحصيف رأيه الشجاع بأبشع صور العزاء والأداء للشعائر ؟ وهل بّين لنا الأخوة الفلاسفة والباحثون الأبطال النتائج الوخيمة على سمعة مذهبنا ، أم إنهم إكتفوا بالنقد القشري  [والترف الفكري] الذي لايسمن ولايغني من جوع؟؟
وأنا أسأل كل من له عقل أوألقى السمع وهو شهيد : ماهي فائدة هذه الكلمات الغائمة والعناوين الفضفاضة لنقد الشعائر عند ذلك الرجل الأهوج الذي وقف صبيحة العاشر من شهر محرم الحرام من هذا العام وضرب رأسه بالساطور الكبير (كأنه سيف عنترة بن شداد) وهو يصيح أمام النساء والأطفال بصوت مقزز:[ الّلهم إلعن اليعقوبي الذي حّرم التطبير !..اللّهم إلعن كل من حّرم ومنع التطبير والزنجيل واللطم ، اللهم إلعن أبابكر وعمر وعثمان وعائشة وخالد بن الوليد وصدام ووووو…والقائمة طويلة ] وبقي يضرب رأسه بالساطور حتى تدفقت الدماء من رأسه كأنها ثقوب النوافير المندفعة في الهواء ..فصرخ الأطفال وملئت قلوبهم بالرعب وتشبثوا على صدور أمهاتم،وصاحت النساء وفقد بعضهن الوعي وهرب بقية الناس ودخلوا إلى الأزقة القريبة وهم ينظرون إلى ثورة هذا الوحش الكاسر في باب سيدنا أبي الفضل العباس عليه السلام!!!
 فما الذي يفهمه هذا الوحش الأهوج من هذه النصائح الناعمة…….والكلمات الغائمة..والترف الأدبي ..والسباق الفكري والمقالات العابرة عند بحوث وكتابات هؤلاء الكتاب من أهل النقد ودعاة الأصلاح في الشعائر الحسينية  ؟؟ 
لقد سببتْ تلك المناظر البشعة ،والصور الدامية حالة نفسية لدى أطفالنا أقعدتهم  عن مدارسهم في بيوتهم أياماً وهم مرضى يهذون ويتراجفون في مناماتهم ويصرخون : [ ..أجاك ..أجاك …أبو القامة] من الذي يتحمل هذا ..وإلى متى تستمر هذه المهزلة الخرقاء ؟؟
لقد أراد أئمة أهل البيت عليهم السلام لقضية الحسين عليه السلام  أن تستمر وتتواصل في مدى الزمن  لتكون الشجرة النبوية التي تؤتي أكلها في قضايا الأنسان المصيرية ، وقد أدخل الناس في عاشوراء كثيراًمن العادات ،وساهم تقادم الزمن في تجميد بعض عناصرهذه القضية الكبرى ، فغدت في بعض المراحل طقوسا جامدة لاتحرك الوجدان ، ولاتثير الهمم أمام الظلم والباطل، وأصبحت في بعض مواقعها مناسبة لتعذيب الذات لا لأنتاج إنسانيتها !!! وجعل فيها البعض فرصة لإثارة النعرات المذهبية والطائفية وتنفيسا عن الأحقاد التاريخية ، ومنهم من إستغلها بكل وقاحة من أجل الكسب المادي تحت غطاء الحب والولاء[ والخدمة الحسينية] ، فتفن بالأحتيال ،وتنوع بسلوك الطرق الماكرةوالأساليب الخادعة ، وذلك لكسب المال بإسم الحسين عليه السلام وقضيته ، وما الى ذلك من الأمور التي يندى لها الجبين ، مما يتعارض مع قداسة الحسين وقضيته الكبرى ولاينسجم مع الصفة التي تطل على الجميع من موقع الطهر والصفاء والأخلاص ..
وعلى هذا الأساس كتبنا هذا الموضوع الذي فيه دعوة لكل من يريد أن يدلو بدلوه في هذه القضية المهمة ، عليه أن يقول مايختلج في فؤاده وليس ما تختزنه عواطفه ورغباته ، فأن الدين والأسلام  وموالاة آل البيت عليهم السلام ليس رغبات ومشتهيات ، إنما هي صدع بالحق ، وقول بالفصل وما هو بالهزل …
فنرجو من جميع الأخوة أن يوضحوا مقاصدهم دون مقدمات [ترفية ] أو عناويين [ضبابية ] لايفهمها أمثال (بطل الشتائم والسواطير) ، ولا يهظمها العاقل النحرير !!
والحمد لله رب العالمين …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب