18 ديسمبر، 2024 6:02 م

لعبة الخداع و التمويه و القفز على الحقائق أو لفلفتها والتي يجيدها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بإمتياز، باتت مکشوفة و مفضوحة و على حقيقتها العارية من دون ورق التوت، وإن السعي لخلط الاوراق و قلب الحقائق و خلق مساحات ضبابية بين الاصلاح و بين الفساد و بين الاعتدال و بين القتل و التطرف و الارهاب، صارت مثيرة للسخرية من جانب العالم کله بل وحتى من جانب الشعب الايراني نفسه.

حسن روحاني، مهندس قمع إنتفاضة عام 2009، و صاحب الدور الاکبر في البرنامج النووي الايراني، وصاحب الخدمات الطويلة العريضة لهذا النظام طوال الاعوام الماضية، يقدمه النظام على إنه إصلاحي و معتدل لإنتخابات الرئاسة! أما إبراهيم رئيسي القاتل المحترف الذي صادق على إعدام 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، فيقدم هو الآخر کمرشح للرئاسة، على الرغم من کراهيته من جانب الشارع الايراني و رفضه له، ولاندري کيف يتم ترشيح رجل مکروه للرئاسة؟

في ظل نظام يتفاخر بتصديره للتطرف الديني و الارهاب و يتبجح بتدخلاته السافرة في شٶون الدول الاخرى و صناعة الجماعات المتطرفة الارهابية التابعة له، في ظل هکذا نظام مشبوه و خبيث حتى النخاع، لايمکن إطلاقا أن نجد فرقا في قاموسه بين إصلاحي مزعوم و قاتل محترف و إرهابي متمرس فمثل هذه النماذج و مايشابهها هي من تدير جمهورية التطرف و الارهاب في طهران وان يتم إختيار روحاني أو رئيسي أو قاليباف أو أي وجه آخر آخر من الوجوه المنتقاة لإدارة جمهورية التدخلات و صناعة التطرف و الارهاب، فإنه ليس هناك من فرق على وجه الاطلاق فجميعهم يسعون من أجل خدمة النظام و ضمان إستمراره و تقديم کل مابوسعهم و کل حسب طريقته من أجل ديمومة هذه الجمهوريـة المتطفلة على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم.

الانتخابات المزمع إجرائها في 19 من شهر مايو/أيار القادم، والتي يتم إجرائها وسط أجواء غير طبيعية حيث يواجه النظام ظروفا و أوضاعا غير إستثنائية على مختلف الاصعدة ولاسيما على الصعيد الداخلي حيث يتصاعد الرفض الشعبي للنظام و لم يعد هناك من يقتنع بألاعيبه و مسرحياته هذا الى جانب بروز الدور الکبير للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي صار يسجل حضورا غير مسبوقا له وخصوصا على الصعيد العالمي، وهو يقود نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير ويدعو بقوة الى إسقاط النظام الذي يعتبر بمثابة الحل الامثل لکافة المشاکل و الازمات، وإن نظاما مبني على القمع و الاستبداد و يمثله إصلاح مزعوم أو قاتل محترف أو إرهابي متمرس، هو نظاما لم يعد من المعقول و المناسب أبدا أن يبقى في الحکم!