22 ديسمبر، 2024 10:49 م

إصلاحات تحت الأشعة السينية

إصلاحات تحت الأشعة السينية

مثلما كان ذلك الاختراع الجميل, يكشف عن الكسور لكي يسهل إصلاحها, كان هناك رجال سياسة, كشفوا عن كسور إدارة الدولة الفاشلة, ولكن لم يفلح الطبيب في إصلاحها لأنه ليس طبيبا.
شخصت المرجعية الرشيدة ومعها قادتها, ضعف الحكومات التي قيدت من قبل حزب الدعوة, وقد شخصت بدقة عالية الأمراض قبل وقوعها, ولكن وللتعنت المشترك بين حزب يمقت المرجعية, وشعب لا يأبه لما يقال له, تفاقمت أورام الفساد السرطانية, لتلتهم ثلث العراق بين ليلة وضحاها, ولم يزل الشعب ينشد للقائد الضرورة, واقتصاد بلد تحطم بالكامل, لتتحطم بعده أمال الطمع بالشفاء, بعد هبوط كان مشخص من قبل العقلاء للنفط, الذي بات ومع الأسف الشديد المورد الوحيد, في بلد كل شبر من ترابه كنز لا يفنى.
لقد سئمت الكتل المساندة للعبادي, وعده الكاذب المتكرر بالإصلاح, بينما لا زال الفساد يخيم في حكومته, وكذلك فهناك بعض الكتل مرتبطة ارتباط وثيق بالمرجعية الرشيدة, مما سبب لهم الضيق والحرج أمام التكليف الشرعي, وهم غير مستعدين لخسارة قيادة المرجعية, بينما وضعوا في حرج واضح جراء تخبط قيادة العبادي, التي لم تختلف عن سابقها في المراوغة والخداع, ومن جانب آخر الوضع الحرج في اقتصاد البلد, وقيادة الجبهة القتالية ضد مطامع داعش, وهذا ما جعل المرجعية تنأى بنفسها عن التشخيص دون علاج, وبالتالي وضعت الكتل التابعة للمرجعية وعلى رأسها كتلة المواطن, أمام مفترق طرق أما الإصلاح أو التغيير.
هنا يكون واقع العراق خطرا جدا, وقد تكون العملية التي شرعت إليها الكتل المؤتمرة بأمر المرجعية صعبة للغاية, فعملية استئصال ذلك الورم الخبيث الذي تناما, بسبب الحكومات الفاسدة والشعب اللاهي, تكون نسبة نجاحها غير معلومة, خاصة في بيئة ملغومة مثل بيئة العراق, وبالتأكيد فان مصل التغيير الأخير وتنصيب العبادي لم يجد نفعا, فكان كسابقه رجل حزب وليس رجل دولة, فتفاقم الفساد بل وتمرد لعدم المحاسبة الجادة, وعدم أخذ العبادي توجيهات المرجعية الرشيدة بجدية, ما أدى إلى تفاقم المرض, وعجز وزراء الإصلاح, في إصلاح وزاراتهم.
تصريحات العبادي تحت أل( أكس راي):
المرحلة الحالية بالغة الخطر, فبعد امتناع المرجعية الرشيدة عن الخطبة السياسية إلا للضرورة, أصبح واضحا إنها قد أدت ما عليها من النصح, ولكن لا حياة لمن تنادي, وتصريحات العبادي الأخيرة, لم تكن أصدق من سابقتها, إن لم نقل أسوء, لأنها توحي إلى الخيال, فكيف يطالب بحكومة تكنو قراط وهو لم يبتعد عن حزبه؟! فالواقعية بالتصريح مطلوبة, لكي يمتاز الجاد عن اللاهي, فكما رأينا تصريح كتلة المواطن كان واقعي جدا, وهذه الكتلة التي تتسم بالحكمة, لا تستطيع المطاولة بعد التكليف الشرعي, وهذا ما دعاها للتلويح بجدية الموقف.
ختاما: على الحكومة أن تبين نيتها الصادقة, بالرجوع إلى الدستور الإصلاحي الذي سنته المرجعية الرشيدة, وهو ثلاث نقاط, إقالة القضاء الفاسد, محاسبة كبار الفاسدين من الحكومة السابقة, محاسبة المقصر في الحكومة الحالية.