23 ديسمبر، 2024 12:49 ص

إصلاحات بنو العباس

إصلاحات بنو العباس

عندما يكون هناك تقصير، او فساد بعمل ما، او مكان ما، وجب ان يكون بالطرف المقابل إصلاحا للمنظومة، او تغييرها، او ثورة ضد الفساد والمفسدين من قبل بعض المصلحين، واصحاب الرؤى السديدة، يأخذون على عاتقهم النهوض من جديد، وتجاوز الاخطاء، والسيئات السابقة، وتغيير الخطط والمناهج، والاشخاص ان لزم الامر، مع احراز وجود النية الصادقة، والرؤية الواضحة، واناس لم تتلطخ ايديهم بالفساد.
“وتلك الايام نداولها بين الناس “(ال عمران١٤٠)
قصص كثيرة، واحداث جمة يذكرها لنا التاريخ، علَنا نهتدي، او نستلهم منها الدروس، وما ثورة العباسيين الا شاهدا على من يطلب الاصلاح بنية ثانية، مبطنة، ما ان تمكن منها انقلب على عقبيه، متنكرا للجماهير التي وقفت معهم، جاعليهم مطية يمتطوها للوصول الى غاياتهم فقط.
بنو العباس، ونتيجة للحيف الذي لحق اهل بيت النبوة عليهم افضل السلام واتم التبريكات، والظلم الذي عانى منه اتباعهم على ايدي الامويين، واستغلالا لهم رفعوا شعارات مدسوسة بالسم ليكون شعارهم الاكبر يا لثارات فاطمة(عليها افضل السلام) ليوهموا العامة بانهم اخذين بثارات ذرية الرسول الاكرم عليه السلام، وما ان التف حولهم الناس، وأطاحوا بالأمويين؛ حتى كشروا عن انيابهم المليئة بالحقد، والضغينة لال المصطفى واتباعهم.
بعد اكثر من ثلاثة عشر سنة من الخراب والدمار والفساد والمشاريع الوهمية وضياع واهدار الاموال بدون وجه حق، سنين عجاف مرت على حياة العراق والعراقيين، كان ابطالها اغلب ممن اطلق على نفسه سياسي الذي لا هم له الا الاستفادة الشخصية والحزبية وان ذهب العراق الى الجحيم.
لعبة الاصلاح، والمصلحين، الذي رفع لوائها بعض السياسيين المحسوبين على بعض الكتل التي كانت تتهم بالفساد، محاولين تغطيت فشلهم وفسادهم الذي اصبح سمة مميزة لتك الكتل، محاولين الالتفاف على ارادة الشعب والضحك على ذقونهم، بتغيير الوزراء من باب الاحتيال والكذب المستمر على الشعب.
غياب دور التحالف الوطني، وتغييبه كمؤسسة متكاملة، وتعطيل دوره لأسباب، قد تكون معروفة، وواضحة للعيان ساعد على عدم وجود رؤية سياسية واضحة، تقود البلاد، اذا سلمنا بان التحالف الوطني هو من يقود الحكومة، وبالتالي الدولة، مما يساعد على ضعف الدولة، والبرلمان، والحكومة.
بات لزاما على بعض السياسيين تكوين تحالف وطني حقيقي عابر للطائفية، والقومية، تحالف ذو قوة مؤثرة، ورؤية واضحة، يكون مؤثرا في اتخاذ القرارات المهمة التي تساعد على بناء مجتمع، ودولة، ومؤسسات قوية بعيدة عن الانتهازية والاستغلال.