20 مايو، 2024 3:56 م
Search
Close this search box.

إصلاحات بالتقسيط المريح!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تنظيم شؤون الحكومة، وتحريرها من التسييس والتحزب، هو الطريق الأمثل لبناء دولة المؤسسات، وتطوير العمل في دوائر الدولة، وتأمين العدالة والحيادية، وضمان معايير الكفاءة والنزاهة، لذلك ينبغي الخروج من مأزق سياسة حكومة الفشل السابقة، التي أعطبت مفاصل الدولة بملفات فسادها وإفسادها.
 بدأت الحكومة قبل أشهر برنامجها لتصحيح مسار العملية الإصلاحية، وكان برنامجاً سلحفاتياً الى درجة اليأس، لأن الأحداث والتداعيات والصراعات السياسية، التي رافقت حملة الإصلاح زادت من الطين بِلة، والحرب مع العصابات الإجرامية الداعشية أرهقت نفوسنا، وعطلت كثيراً من الخطوات، التي كان من المفترض المضي بها، لخدمة الوطن والمواطن.
 ماذا نقول: السياسة الرعناء لمختار العصر، والقائد الضرورة جعلت العراق في مأزق مميت، لولا العناية الإلهية، والبشارة الربانية للمرجعية المباركة، بإعلانها فتوى الجهاد الكفائي، فجعلت الأمور تنقلب لصالحنا، وأوقفت تمدد الدواعش المتطرفين، الذين كانوا يرتوون من دمائنا، فعاش العراق أعراساً جهادية، وأجراساً تؤذن لعراق موحد، لأن العراقيين أدركوا معنى أن الوطن خُلِق ليكون واحداً، وبإستطاعته النهوض من جديد رغم جراحاته.”أثبت العراقي أنه قادر على الإنتصار، عندما يعرف حقيقة القوة التي يمتلكها، فيقاتل بقلب واحد، وعقل واحد، وهمة واحدة، كما نشعر بالفخر، لأننا من تصدى لهذا الإرهاب التكفيري المتوحش، نيابة عن العالم  ومنذ أكثر من عشر سنوات” ومازالت الإرادة قوية ولن تلين أبداً، وسيأتي اليوم الذي نحاسب به، كل من استهان بدمائنا الزكية، من أجل منافعه الشخصية والحزبية الضيقة.
 المفسدون وحيتان الفساد الذين سعوا لعرقلة الإصلاحات، بالتأكيد خاسرون، لأنهم إن كانوا سابقاً يوزعون الألم والأحلام، فالحمقى الملاعين اليوم لن يطول مقامهم، وسترمى أسماؤهم وأفعالهم في مزبلة التأريخ، لأن تأريخهم ملوث محمل بالجرائم وبلا حدود، وعبثاً يتكلمون بإسم الديمقراطية، وقد ملَّ الشعب أكاذيبهم، فلم يهتموا يوماً لمعيشة الناس ومراراتهم وظروفهم، ولم يئنوا يوماً كما تئن الأمهات والأطفال، فهم يعيشون في قصور الخضراء الملعونة، وكأن الحواجز الكونكريتية خُلِقَتْ لتحيط بحياة العراقيين وتوقفها، لذا سنقول لهم: تمهلوا فالحساب قادم، والعراقي يؤمن بأن لا يأس مع الحياة.
 ختاماً: أيها الساسة المتصدون للإصلاح كما تزعمون: لا نريد نصائحكم، وخطبكم الرنانة، ولا إستجواباتكم المزيفة، بل كونوا رجالاً شرفاء، وإنزلوا الى الشارع لتشعروا بمعاناتنا، فكل الأرصفة والبيوت لديها حكايات تدمي القلوب، فأين نحن من دولة ديمقراطية مزعومة، ملئت حروفها بالدم والدمع، فمتى تشعرون بألمنا أم إن الحكومة الحالية ستكون تتمة لسابقتها الرعناء؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب