18 ديسمبر، 2024 9:57 م

إصلاحات العبادي… والهجرة من بلادي

إصلاحات العبادي… والهجرة من بلادي

لم تعد خافية على احد الأسباب التي دفعت بالآلاف من العراقيين إلى ركوب سفينة الموت قاصدين بلاد الغرب، هربا من دوامة القتل وسعير الجحيم الذي يلاحقهم في وطنهم، لكن التوقيت الذي حدثت فيه هذه الهجرة الجماعية المتواصلة يكشف عن تبلور سبب رئيسي أشعل جذوة الرغبة الجامحة والإرادة القوية عندهم نحو الهجرة، فالملاحظ أنها بدأت في وقت يشهد العراق فيه تظاهرات عارمة ضد الفساد والمفسدين والتي كانت بمثابة زلزال اقضَّ مضاجع الفاسدين والمتسترين بالدين، واهتزت من هوله عروش فراعنة الدين والكهنوت وربهم الأعلى إيران الشر، والمفروض أن تكون عاملا مساعدا يدفع العراقيين نحو عدم الهجرة، أو على اقل تقدير التفكير في إرجائها، لاحتمال أن يحدث الإصلاح والتغيير الحقيقي الذي يتوقون إليه، إلا أن الواقع اثبت وبكل وضوح انه لا وجود لإصلاحات حقيقية أو حتى مجازية على الأرض، فضلا عن التغيير، وان سياسة التغرير والتخدير التي مارستها وتمارسها المرجعية في التعاطي مع التظاهرات هي المتحكمة والنافذة، إضافة إلى سطوة إيران ووقوفها ودعمها وحمايتها لرؤوس الفساد ومحاولاتها القمعية لإجهاض التظاهرات والدور الخبيث الذي تلعبه المليشيات من قتل وخطف وابتزاز للمتظاهرين وغيرهم من العراقيين وغيرها من الأمور التي تقف بالضد من إرادة الجماهير،ولَّدت اليأس التام  والإحباط المطبق المتحكم في نفوس الناس، لأنهم تيقنوا من ذبح الإصلاح والتغيير بسكين التغرير والتخدير وخنجر الحقد الإيراني الذي تحمله يد المليشيات الخاضعة لإيران، فكانت إصلاحات العبادي  والطريقة التي تعاملت بها المرجعية مع التظاهرات بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ورصاصة الغدر التي قتلت فيها أي  أمل نحو الإصلاح والتغيير.
لقد أثبتت تجربة الثلاثة عشر عاما إن الرموز الدينية الانتهازية والسياسية الفاسدة ومن ورائهما ربهم الأعلى إيران تتعامل مع الشعب العراقي وفق المنهج الفرعوني القائم على الاستخفاف بالشعوب واستعبادها وسحقها وسياسة “جوع كلبك يتبعك”، وان  هذا الأمر المهلك قد شخَّصه المرجع الصرخي منذ الأيام الأولى للاحتلال ولمرات ومرات، وكان مما قاله  قبل سنوات في بيان رقم (74) الموسوم “حيهم..حيهم..حيهم أهلنا أهل الغيرة والنخوة”:
 
((.واقسم لكم واقسم واقسم بان الوضع سيؤول وينحدر الى أسوأ وأسوأ وأسوأ… وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ..مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار .. يا شعبي العزيز سياسة المستكبرين الظالمين المستعمرين سياسة ( جوّع كلبك يتبعك )… فسيبقى الشعب العراقي المظلوم في عوز وفقر وضياع وإرهاب وتشريد وتقتيل مادام هؤلاء يتسلطون على الرقاب..))، وفي نفس البيان طرح مشروع الحل والخلاص حيث قال: ((ولا خلاص ولا خلاص ولا خلاص الا بالتغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي لكل الموجودين ( منذ دخول الاحتلال ) ومن كل القوميات والاديان والاحزاب …..))،واليوم يطرح مشروع خلاص لإنقاذ العراق يتضمن إحدى عشر بندا منها أن تتبنى الأمم المتحدة رسميا شؤون العراق وان تلتزم بتنفيذ وتطبيق بنود المشروع وتصدر بيانا شديد اللهجة تلزم فيه إيران بالخروج من اللعبة في العراق، وحلّ الحكومة والبرلمان، وتشكيل حكومة مهنية بعيدا عن أي ولاء إلا الولاء للعراق وشعبه، لا تضم أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن، وفي اللقاء الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية جدد دعوته بإقامة حكومة مدنية عادلة حيث قال((: ((ومن هنا ندعو إلى حكم مدني عادل منصف لا يخالف الخط العام للدين والأخلاق)).
والسؤال المطروح هنا هو: إلا يكفي الدوران في حلقة مفرغة من أي أمل في الإصلاح الحقيقي والتغيير؟!،أليست تجربة 13 عشر عاما من الفشل والفساد والدمار والوعود الكاذبة، وتجربة الإصلاحات الفضائية التي تمخضت في أول مخاضها عن الهجرة الجماعية، كافية لأن تتضافر جهود الشرفاء لإنقاذ العراق من خلال التغيير الجذري الحقيقي بإشراف وتدخل أممي كي نبعد التدخل بل الاحتلال الإيراني السافر وأي تدخلات خارجية تتقاطع مع مصلحة العراق شعبه؟!!!!.
https://www.youtube.com/watch?v=NAqOgI2AkyA
السيد الصرخي ندعو الى حكم مدني عادل
http://www.al-hasany.com/index.php?pid=39
بيان رقم (74) الموسوم “حيهم..حيهم..حيهم أهلنا أهل الغيرة والنخوة”