يتداول الشارع العراقي نكتة سمجة اطلقها حيدر العبادي باصلاحاته ومقتدى الصدر باعتصاماته ، فمن يضحك على من ..؟، وماذا بعد الاعتصامات ، فالمسرحية الهزلية التي سماها واخرجها رئيس الوزراء اصلاحات ماهي الا ترقيع فاقع لعملية سياسية فاسدة من اعلاها الى اسفلها ، وهي عبارة عن توافقات وترضيات وتبادل كراسي ومناصب بين الكتل والاحزاب الطائفية التي تدير العملية السياسية منذ بدء الاحتلال وليومنا هذا ،والتي بفضلها وسببها وصل العراق الى ما وصل اليه من خراب ودمار وتهجير وحرب طائفية قذرة وظهور ميليشيات وداعش ، ووزارات واجهزة ومؤسسات حكومية فاسدة للعظم ، ليس هذا موضوعنا لان العراقيين يعيشونه كواقع حال بابشع صوره، ولكن ما يقوم به حيدر العبادي من ضحك على ذقون الجهلة والسذج من العراقيين تحت يافطة الاصلاح ، ما هو الا تخدير ،الهدف من ورائه ابقاء العراق لفترة اطول تحت ظل تهجير طائفي وقتل ممنهج وتمدد لداعش في المدن العراق وانفلات ميليشيات وقحة تأتمر باوامر ايرانية معلنة ، وابقاء حيتان الفساد ورموزه يمارسون عملية نهب ثروات العراق دون محاكمة او مساءلة ، وهو يعرف جيدا ان الاصلاحات الحقيقية هي التخلص من افة الفساد بالقاء القبض على رموزه من العمائم ورؤساء الكتل والاحزاب الكبيرة ، والغاء دستور بريمر والمحاصصة الطائفية واجراء مصالحة حقيقية لكل من يعارض ويرفض العملية السسياسية ،وهي جهات واحزاب معروفة ولها ثقلها المركزي في الشارع العراقي ويزداد يوما بعد يوم، احترام العراقيين لها ،وباهميتها وضرورة عودتها لممارسة عملها وخدمتها للعراقيين ،بعيدا عن الطائفية والولاء لايران وغير ايران ،هذا هو الحل والاصلاح الحقيقي ،وما عداه هو مضيعة للوقت ،ومزيدا من سفك الدم العراقي والتشرذم والتقسيم الطائفي والاحتراب والانحدار نحو هاوية لايعلم مداه الا الله ،والتي يعمل عليها اعداء العراق خدمة لمصالحهم ومشاريعهم ، فهل يستطيع حيدر العبادي ومن معه في العملية السياسية ان يقوم بهكذا اصلاح مشرف وانقاذ العراق واخراجه من وحل الطائفية والاحتراب والاقتتال ، اعتقد لااحد منهم يستطيع لان ولاءهم لايران وهي من تتحكم بقراراتهم وليسوا هم ،هم (تبع لها ) ومطيعون لاوامر خامنئي ولي فقيههم ، هذه هي الحقيقة ، وعندما يثور مقتدى الصدر ويقود تظاهرات لايهام الشارع العراقي وتضليله والضحك عليه ، وهو يعلم ونحن نعلم ان مظاهراته واعتصاماته ماهي الا (زوبعة في فنجان)، اغراضها واضحة ، سيد مقتدى دائما ما يتحفنا بقرارات ويتراجع عنها ، ثم اذا كان السيد مقتدى جادا في تظاهراته واعتصامته ، لماذا لايصر قرار باقالة نوابه وووزرائه من الحكومة ، اذا كان ثائرا عليها ويتهمها بالفساد والفشل وانها سبب خراب ودمار العراق ، الم يعلم ان وزراءه هم افسد من في الحكومة ، ان اعتصامات مقتدى الصدر هي لذر الرماد في عيون الشعب ، لتبرئة ذمته وساحته من اتباعه الفاسدين ، ولتحقيق مكاسب ومناصب واسعة ، وليس لخدمة الشعب وانقاذه من الكارثة التي هو فيها، ولذلك فرض على العبادي والكتل والتحالف الوطني شرطا واحدا ،عندما طلبت منه ايقاف الاعتصامات ،وهو ترشيح ابن عمه السيد جعفر الصدر ليكون بديل العبادي، ويعتقد ان جعفر وغيره ويستطيعون انقاذ العراق من ماهو فيه ، ويقضي على الفساد والارهاب والميليشيات التي يسميها (الوقحة )، ويلقي القبض على من سلم الموصل لداعش هو وعصابته وقادة جيشه الجبناء الخونة ،ومن سرق اموال العراق وافلسه ، لهذا نقول ان اصلاحات العبادي لاقيمة لها، وان اعتصامات مقتدى الصدر لاقيمة لها ، وانها بالون سرعان ما ينفجر بوجه من يمسك الخيط ، العراق لايمكن انقاذه باصلاحات وترقيعات وتظاهرات مدفوعة الثمن ،يقوم بها مقتدى وتياره،ومتفق عليها ،في حين تقمع مظاهرات بنفس المطالب الشرعية التي يطالب بها مقتدى الان ، انطلقت في الانبار ونينوى وديالى وسامراء والحويجة /وكلها قمعت وقتل المواطنون فيها واحرقت خيمهم من قبل المالكي ، وعصابات حزب الدعوة ، فلماذا لاتقمع مظاهرات الصدر ويطلق عليهم الرصاص الحي وهم على ابواب المنطقة الخضراء، هنا يكمن سبب خروج الصدر لاعتصامات مفتوحة ، ولو كانت مظاهرات الانبار والفلوجة على باب المنطقة الخضراء لابيدت عن بكرة ابيها بلحظات ، اذن اعتصامات الصدر تدخل في تقوية السلطة وبقائها بغض النظر عن من يقودها اذا كان العبادي او المالكي ، وجدت اعتصامات مقتدى كي تبقى الاوضاع في فوضى وفساد بلا تغيير ، ويبقى الموقف الايراني واضحا هو مراقبة ودعم المظاهرات لامتصاص نقمة الشارع العراقي وتمرير حكومة ترضي ايران وتتبع لاوامرها ، ولكن ننظر الى الموقف الامريكي بريبة لمظاهرات الصدر واصلاحات العبادي ، ونعتقد ان هناك تخوف امريكي من تظاهرات الصدر على ابواب المنطقة الخضراء لانها تزيد من تدهور الاوضاع وتخلط الاوراق على ادارة اوباما التي تدعي انها في معركة مع تنظيم داعش ، ولاتريد مزيدا من الفوضى في بغداد ، والمدن العرقية التي تسيطر عليها داعش،بمعنى لاتريد ان تفتح جبهات اخرى لها داخل بغداد ، بعد خطف الامريكان واستهداف السفارة من قبل الميليشيات التي ستستغل التظاهرات لتنفذ هجومها على السفارة الامريكية ، لذلك لم تبد السفارة الامريكية اية ملاحات او تصريحات او اي موقف رسمي تجاه التظاهرات والاعتصامات ، ان العبادي الان في ورطته الكبيرة،فلا هو قادر على الاصلاحات الحقيقية ولا هو قادر على الوقوف بوجه مقتدى الصدر واعتصامات، ويبقى الوضع مفتوحا على احتمالات صعبة وخطيرة ، قد تفضي الى التصادم مع تيار مقتدى من قبل اطراف دولة القانون والعصائب وغيرها ،ممن توعد التظاهرات وقال (السلاح بالسلاح والرجال بالرجال)، وهي فرصة لخلط اوراق العبادي ولف الحبل على عنقه ، لاعادة المالكي الى السلطة ، وهو ما يعمل عليها منذ سنوات ، احتمالات الانقلاب واردة على العبادي ولكن السؤال من سيربح بهذا الانقلاب ، هل هم المالكي والعصائب وبدر ام مقتدى وتياره بتحقيق مطالبه التي اعلنها، ام ان العبادي سيتجه الى الامريكان لمواجهة عدوين له بوقت واحد هما المالكي المتربص به والصدر الثائر عليه ،السيناريو العراقي مفتوح على كل الاحتمالات المرعبة ، والى مزيد من الفوضى والانفلات الامني ، في ظل انهيار حكومي وامني حقيقي ، فلا اصلاحات العبادي تنفع ،ولا اعتصامات الصدر تفيد ، انها اجراءات تعقد وتفجر الاوضاع في العراق وتزيد الانفلات الامني لصالح اعداء العراق …فلا قيمة لاصلاحات لاتنقذ العراق، ولاقيمة لاعتصامات لاتغيير من اوضاع العراقيين وتعيدهم الى ديارهم وبيوتهم ، هذه هي اصلاحات العبادي، وتلك هي اعتصامات مقتدى الصدر …ضحك على الذقون ، ولله في خلقه شؤون .