ضربَ العراق رقماً قياسياً في أيام العطل الرسمية وغير الرسمية ا.حتى باتت أكثر من أيام الدوام الرسمي العليل المشوب بالأهمال وعدم الأكتراث لحاجة المواطن. بل العكس فأغلب الموظفين يفتشون عن أي عذر يختلقونه للتعطيل مصالح الناس. فلا يستطيع المواطن العادي إنجاز معاملته وإن كان صاحب حق إن لم يكن لديه وسيط أو يدفع المعلوم من رشوة . ناهيك عن طرق المراجعة من الشبابيك وآلامها والدوائر المغلقة التي يختلي فيها الموظف بالمراجع. ليبتزه بأقبح الوسائل .أقلها مطالبته بصحة الصدورالمشروطة أن تكون بيد معتمد.لتتوسع دائرةالأبتزاز.وتتعاظم معاناة العراقي المبتلى.
لم يكتفِ قادة البلد والمسؤولون بالمشاكل والأزمات المتفاقمة.وتفتيش عمّا يفرق لا يوحِّد. بل هم مصرون على الخطأ و الفرقة ,بأي ثمن ,وبأي وسيلة . تفننوا في خلق الأزمات. ورهنوا البلد بنظام المحاصصة ,وما سموه بالتوازن بين المكونات. والحقيقة هي تقاسم للمناصب بين الكتل .ظاهره توازن. وباطنه تناحر وتسابق للأستحواذ على السلطة والمال . وهما عنصرا القوة.تقاسموا كل شيء. وتصارعوا على كل شيء .والشعب يدفع الثمن.إصرارٌ عجيب وقح على الخطأ ,والسير في طريق هلكة
الشعب.فلماذا هذا الأصرار. هل غباءٌ وعفوية ؟أم منهج واجب التنفيذ ,ومدفوع الثمن؟
كيف لهم أن يحققوا المصالحة الوطنية ؟ وهم منذ عشر سنين لم يتمكنوا من تشريع قانون للعطل الرسمية. وخلافهم الرئيسي الذي عطلهم هو عطلة عيد الغدير. وهو خلاف طائفي منذ مئات السنين . فماذا لو تنازل أحد الفرقاء(السنة) للآخر ورضي بهذا اليوم عطلة ؟.وماذا يحصل لو تنازل (الشيعة) عن مطلبه بالمقابل الطرف الآخر. وهو الأغلب نسبة سكانية لأخوته بإعتبار هذا اليوم عطلة رسمية . وبهذا يطمئنون الطرف الآخر ويتقربون منه؟ ألم تكفهم العطل غير الرسمية التي تمتد أسابيع بمناسبات دينية تخص الطائفة .
إن كانوا هم عاجزين عن هذا فكيف ستتم المصالحة الوطنية ومتى؟إنَّ الأصرار على المحاصصة الخاطئ هو إزدراءٌ للشعب وإمتهان لكرامته.وهو إصرارٌ وإحتقار وجريمة مع سبق الأصرار.