دخل العمل بضوابط منع إصدار الجوازات للممنوعين من السفر حيز التنفيذ للتضيق على كل من لديه متعلقات مع الدولة ، ويتمثل الممنوعين من السفر بالمطلوبين بتهم متنوعة كالإرهاب وتهم أخرى قد تصل الى المتعلقات المالية إذ ترد الأسماء من الجهات المعنية الى مديرية الجوازات وتضاف الى قائمة الممنوعين من السفر .
عندما تبدأ بترويج معاملة إصدار الجواز تنتقل معاملة الإصدار الى عدة عمليات منها (قسم المنع) للتأكد من عدم منعك من السفر وفي حالة وجود تشابه مع إسم ممنوع من السفر يتطلب منك عدة خطوات روتينية تأخذ ما تأخذ من الوقت لغرض التأكد وإنجاز المعاملة لغرض الإصدار .
وقد أصدرت مديرية الجوازات منذ عام 2003 صعوداً عدة أنواع من الجوازات ، فئة (S) الذي يصدر بدون الحاجة الى حضور الشخص المعني ويمدد (بتوقيع بسيط على أي صفحة من صفحاته) في حالة إنتهاء مدة نفاذيته ، وبذلك تكون قد أعدته للعمل لفترة لا بأس بها ، الى أن تقلصت عدد الدول المتعاملة مع الجواز من الفئة المذكورة وبدأت مديرية الجوازات بإصدار فئات جديدة، (G) الغير محتوي على الكتابة الكردية و تلاه (A) المضافه له اللغة الكردية، وبذلك بدأت مرحلة صعوبة الحصول على الجواز (للممنوعين من السفر) أكثر من ذي قبل فقد أعلن العمل بمبدأ “البصمة الحية” حيث يتطلب الأمر حضور الشخص صاحب العلاقه لغرض إستحصال الجواز.. (هذا الإجراء للمواطن البسيط الذي لا يملك واسطة قوية أو جيب عالي) أما ما يحدث في “الكواليس” فما خفي كان أعظم .
إلتقيت بأقارب أحد الممنوعين من السفر وروى لي كيف تم إصدار الجواز لأقاربه (المتواجد حالياً خارج البلد) حيث ذكر لي بأن مدة نفاذية جواز فئة (S) والعائد لإقاربه إنتهت مع العلم بأنه مددها لعدة مرات وبدون حضوره حيث يتطلب الأمر إرسال الجواز للعراق لتمديده وإرجاعه اليه مرة أخرى ، وبعد إنتهاء العمل بهذه الفئة (S) توجب حصوله على الجواز الحديث (G) أو (A) لكي يستطيع السفر بواسطته ، وعليه أتصلوا بأحد معارفهم الذي بدوره جمعهم بأحد “مافيات” إصدار الجوازات وطلبوا منه إصدار جواز لإقاربهم (الممنوع من السفر والذي لايستطيع الحضور للعراق) و أخبرهم الشخص بإمكانية إصدار الجواز له بعدة طرق “ولكل طريقة سعرها” ، وبعد الإتفاق ودفع المبلغ تم إصدار الجواز وإرساله اليه .
ولتفاصيل أكثر عن الموضوع التقيت بأشخاص “معقبين” وموظفين في مديرية الجوازات فأخبروني بأنه لا أحد يستطيع إيقاف التلاعب بإصدار الجوازات كون الموضوع متعلق بجهات عليا “كلاً حسب مصلحته” ، وعند إستعلامي عن طرق إصدار الجواز للممنوعين من السفر، أخبروني بأن هنالك عدة أساليب من أهمها إصدار جواز بتأريخ قديم يسبق تأريخ المنع.. فمثلاً اذا تم منع سفر أحدهم في عام 2012 يقومون بإصدار جواز بتأريخ 2011 ، وبذلك يكون الممنوع من السفر مستحصلاً على الجواز قبل أن يتم منعه ، وأضاف “المعقب” : هناك أبواب أخرى فبإمكانهم إصدار جواز للشخص الممنوع بإسم شخص آخر ، وبذلك يمنح الممنوع من السفر جوازاً أصولياً ولا تترك “مافيا الجوازات” دليلاً واحداً ضدها .