22 نوفمبر، 2024 1:54 ص
Search
Close this search box.

إشهار ديوان / لم أنا/

إشهار ديوان / لم أنا/

مقدمة : لديوان ( لم أنا) للشاعرة العراقية / ملاك القحطاني / من منشورات دار ( المبدعون )
تقدم للديوان الناقدة السورية الدكتورة عبير خالد يحيي

درجت العادة عندي- عندما يطلب مني التقديم لديوان أو مجموعة قصصية – أن أذهب إلى تفحص العنوان مباشرة , سيما إذا كنت لا أعرف الشاعر معرفة كافية, لا شخصيأً ولا أدبياً, أنظر إليه( العنوان) باعتباره عتبة علي أن أتخطاها متفحّصة,أو بابأً يُغلق على محتوى الديوان, وعلي أن أفتحه لألج إلى الداخل, أقرأ من خلاله الشاعر أيضاً, إذ تتبدّى لي من خلاله الملامحه الخارجية, وكذلك بؤرة التنوير القابعة في ظلام دواخله المجهولة أساساً بالنسبة لي …
الشاعر يختار أقرب قصيدة إلى نفسه, ويجعلها صورة يضعها في الصدارة, مرسوم فيها صورته هو , دواخله هو , والكل ينظر إليها من زاويته, لكنها تبقى محط أنظار الجميع .
( لمَ أنا ) كانت تلك الصورة المتصدرة, والتي اعتبرتها كبؤرة أساسية ثابتة Static Core وقد كانت فعلاً كذلك إذ حوت جميع المواضيع التي عرضت لها الشاعرة /ملاك القحطاني / في نصوصها, ضجّت بالتساؤلات الحائرة, عن أعماق الأنثى, المثقلة بالأحزان, والآهات والشقاء, والظلم والألم , وما يرافق ذلك من تداعي الجوارح لآلام الروح…
عندما تكتب عن الحب تستغرقها الحالة, لكنها تبقى تذكّرنا بأنها الشامخة المعتزة بنفسها, ملكة تستحق الكثير من الحب, وتعطي الكثير منه.
العجيب أنها تغرق في حزنها, مستحضرة كل أجوائه, بطقوس احتفالية .
تفتخر بنفسها, تجد نفسها مختلفة, لا تشبه النساء, تسأل دائماً عن ماهيتها, بتساؤلات فلسفية, قصيدة / لا أشبههن بالثرثرة
وعندما تتحدث عن حرفها, عن لغة الضاد, تنتشي روحها, وتستقيم قامتها, تبتهج , ينتابها جنون تطرب له.
والوطن حاضر في كل قصائدها, رمزاً ووضوحاً, تتألم لأوجاعه , تتحسر على ما آل إليه حاله, تسقطه على عزيز وغالي, هو خالد وقيمة قدسية كبيرة …
والأب مثالها الأعلى, نصّبته ملكاً, أجلسها على عرشه, والأم حنان لا يشح ولا ينقص..
تمكنت الشاعرة / ملاك القحطاني /من نقل صورة بيئتها ومحيطها, وجعلتنا نتعاطف مع كل ما فيه, يتأثر بها كل حر أبي .
الصدق صبغة طاغية على العاطفة والمبنى, واضح جدًا قوة العاطفة, وجرأة الطرح, بما لاينفي شفافية الإحساس, وجمال الأخيلة.
ديوان / لم أنا/ يتصاعد من بين دفتيه حكايا الشاعرة, وكأنها تحدّث روحها, دون أن تهتم لمن يسمع, مع يقينها بأن الكل يسمع…
إليها أهدي تقديري وتحياتي وودي , وأبارك لها هذا الإصدار المميز , متمنية لها إطلاق المزيد من إبداعاتها في فضاءات الأدب .

أحدث المقالات