2 نوفمبر، 2024 8:28 م
Search
Close this search box.

إشكاليةٌ اخرى لا تكترثُ ولا تهتزّ لها الدولة !

إشكاليةٌ اخرى لا تكترثُ ولا تهتزّ لها الدولة !

مرّةً اخرى وتتلو وتسبقها مرّات اخريات أنْ تهان الحكومة العراقية واحزابها وفصائلها , وتُوجّه صفعةً غير مباشرةٍ اخرى للعلم العراقي الخفاق من دولٍ شقيقة وصديقة واخرى لا تربطنا بها رابطة , فيوم امس الجمعة استقبلت المملكة الأردنية السيد مسعود البرزاني بوضع علم كردستان فقط وبتغييبٍ مقصودٍ ومتعمّد للعلم العراقي .!

لسنا هنا بصدد توجيه اية كلمات نقدية للسيد البرزاني الذي يمثل رمزاً لكردستان وفق اية زوايا نظر او معايير سياسية , لكنه يتوجّب القول أنّ كردستان ليست دولة مستقلة وهي اقليم تابع للدولة العراقية , ثمّ أنّ السيد مسعود البرزاني سبق له أن استقال من رئاسة الأقليم إثر فشل عملية الأستفتاء المعروفة , ولم يعد له ايّ منصبٍ في الأقليم , كما أنّ كردستان ولغاية الآن بدون رئيسٍ يتولى رئاستها حتى ولو بالوكالة .

وضمن هذا السياق فأنّ السيد البرزاني وصل الى العاصمة الأردنية للمشاركة في اعمال النسخة العاشرة من المنتدى الأقتصادي العالمي في منطقة البحر الميت , وكان على رأس مستقبليه شقيق ملك الأردن والمستشار السياسي الأعلى له السيد فيصل بن الحسين ” وهو الشخص الثالث في العائلة المالكة ” وذلك يعني أنّ الأستقبال الرسمي كان بما يفوق او يتفوّق على منصب رئيس الوزراء الأردن , حيث جرى رفع علم كردستان فقط في الجناح الملكي في مطار الملكة علياء الدولي ضمن مراسم البروتوكول واستقبال زعماء وقادة الدول .

الملفت للنظر من الزاوية الحادّة او الأشدّ الفاتاً , أنّ هذا التصرف او السلوك السياسي الأردني المفتعل ضدّ الدولة العراقية يأتي بتزامنٍ متوائم ومتناغم مع التساهل بما يفوق التسهيلات التي منحتها حكومة السيد عبد المهدي للأردن في مجال التعريفة الكمركية واستيراد المنتجات الأردنية ” التي لها بدائل اخرى ” والأعتبارات الأقتصادية المتخذة الأخرى على حساب المصلحة الوطنية العراقية , وايضاً في ذات التزامن في استكمال مخطط مد انبوب النفط العراقي الى ميناء العقبة الأردني المواجه لميناء ” ايلات ” الأسرائيلي بمسافة نحو كيلومترين فقط لا غير , والذي تستفيد منه الأردن بأضعافٍ مضاعفة ممّا يستفاد منه العراق , بالرغم مما يعرّضه من عقباتٍ ومعضلات ومضاعفات من تل ابيب .! , ونشير بهذا الصدد وسواه أنّ قوى سياسيةً عراقية ” ممثّلة ” في حكومة السيد عادل عبد المهدي سبق لها واعترضت مؤخراً على كلا التسهيلات المتساهلة مع الأردن وكذلك حول انبوب النفط , وارتأت الكابينة الوزارية غير المكتملة تجاوزها او تجاوز تلك الأعتراضات وتلك القوى السياسية .!

لسنا هنا بحاجةٍ الى تنظيراتٍ او تحليلاتٍ محللين سياسيين مفترضين لما يكمن خلف وأمامَ وحول الخطوة الأردنية المنتقاة بدقة ضدّ تشكيلة هذه الدولة العراقية , فالعلم العراقي يمسّ كلّ الشعب العراقي قبل أن يمسّ حكومة احزاب الأسلام السياسي المنشغلة والمنهمكة بالضدّ والتضاد حول < تسمية > المدينة الرياضية التي اهدتها السعودية الى العراق , سواءً بأسم ملكها شخصياً او بأسم آل سعود او غير ذلك .

لا نتوقع اكثر من تصريحٍ او بيانٍ خافت من الخارجية العراقية للأعتراض على السلوك الرسمي الأردني لأجل حفظ ماء الوجه ” للأسف ” فقد جرت حالة إدمان على ذلك .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات